رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وزارة المظالم بين إطراقة أسامة هيكل ودموع الجنزوري

عددت المقال الماضي (المظالم يا أستاذ أسامة) زفرة خرجت مباشرة من الصدر إلى الورق عبر كلمات طالما أضنت صاحب هذه السطور وأقضت مضجعة، وللحقيقة فإننا في لحظة معينة تلتهب أنفسنا بما لم نرد البوح به، أو ظننا أن التسامي عن تفاصيله أفضل،

هذا إن وافقنا على ذكر الخطوط العامة منه، بخاصة فيما يخص المظالم، في (أم المظالم) الأثيرة إلى القلب المحببة إلى النفس التي يأمل المرء التضحية بالنفس وبكل غال ونفيس في سبيل الله ثم سبيلها، ولكن يبدو إن الأوان لم يأت بعد على من يحكموننا ليعلموا مقدار حبنا لبلدنا فيعينوننا على القيام بحق أنفسنا لا بحقها هي بالعودة إليها، فاللحقيقة إننا في الغربة لا يظلم الواحد منا إلا نفسه بتحمله ما لا يطاق من البشر الذين يصنعون ملابسات غاية في الغرابة وعليك أن تتحمل وأسهل جملة لشفاه المستسلمين من الزملاء المحبين للمال هي الجملة المعروفة المعهودة المستشرية:                              
ـ أنت في غربة ..                                                                                 
    وكأن الغربة هذه رحم ما بين أهلها لتحمل ما لا يتحمل وبخاصة لدى إخواننا من بني اللغة، أو فلنقل بعض منهم، تذكرت ذلك بعد الكلمات التي أسررت لكم بها منذ أيام في مقالي الاخير، وبعدما أرسل إلي الصديق العزيز خالد خلاوي قصيدة الشاعر فاروق جويدة داعياً المصريين في الخارج بالعودة لحضن النيل ومن ثم مصر، وللحقيقة فإن النيل ما ضاق بنا، على حد سؤال الشاعر، ولكن ضاقت بنا صدور الرجال ومطامعهم بحسب بيت الشعر العربي القديم الرائع:                       
لعمرك ما ضاقت البلاد بأهلها             ولكن أخلاق الرجال تضيق                         
   أما المقال الماضي فقد خرج مباشرة من القلب لما رأيت الوزير السابق يقول عن نفسه إنه ضحية لأحداث ماسبيرو بل رقم 28 في سجلهم، فعجبت لقدرة الواحد منا على الرثاء لنفسه بل اعتبارها شهيدة برأي جمال الشاعر الذي كان يحلو له القول:                                      
ـ بعض الناس لكي يهربوا من تبعات الحياة ومواجهتها يستسهلون الأمر فيعتبرون أنفسهم شهداء ويغرقون في مسلسل الرثاء لأنفسهم.                                                             
    وللحقيقة لم أقصد بهذه الكلمات الوزير السابق بالتحديد، مثلما لم يقصده جمال الشاعر، أيضاً، وهو(الوزير) الذي كان يستعد لمواصلة مشوار الإصلاح في الوزارة، من وجهة النظر التي تبناها ورأها بالغة الأهمية وأغفلت للأسف أهم ما فيها العنصر البشري، تحدث عن من يهربون أشرطة ولم يتحدث عن من يهربون البشر عن نيل حقوقهم، بلا وزارة تحميهم في مقابل وزارة ترأسها الوزير ويقول إنه كان يسعى لحلها، فقد كانت لدينا وزارة يقول وزيرها غنه كان يريد حلها في مقابل وزارة نفتتقدها، وهي من وزارات الثورة المطلوب وجودها بشدة، ولو وجدت لحلت من مشاكلنا الكثير بل لحالت دون عشرات من الشهداء، بخاصة إذا ما ترأسها أو (توزرها) رجل يتقي الله تعالى لكي لا تستمر معاناتنا، وللحقيقة فإننا ، ما زلنا جميعاً، معرضون لألم الأقصاء، ولكن بعض المقصين عن المبنى لسنوات طويلة بلا ذنب ولا جريرة اللهم إلا لكونهم شرفاء أبوا أن يجمعا ما بين مهنتين الشرف ومحاولة بذر المزيد من بذور الخير في الكون، والمهانة بالتبعية لمن الدولة ومن ناسبهم من زملاء لهم معدومي الامكانات اللهم إلا من الحفر لجميع من حولهم وارتكاب فنون الموبقات وعلى رأسها إرضاء الذات بالولوغ في أموال وحرق دماء الشرفاء وإقصائهم من أمامهم بكل فنون سئ اللعب، وهؤلاء للأسف في زمن الوزير السابق لما أراد واحدهم العودة لنيل ما سلب من حقه بل طرد من بعده من وطنه لكلمات جائرة من معدومي ضمير للأسف طرف منهم بالمبنى والطرف الآخر في مقرات أمن الدولة التي كانت الحاكم الناهي فيه. وليس من جهة واضحة معلومة يطرق بابها المظلوم حتى بعد الثورة ودماء الشهداء اللتين نتمنى ألا يستمر مسلسل سرقتهما.                                              
    حينما عدت للمبنى بعد قرابة ثنتي عشرة سنة من الإقصاء تخيلت إن هناك من سوف يقيم الأمر على وجهه الصحيح ويرحب، ولكني فوجئت بالجميع ينظرون إلي من أعلى لأسفل وكأنني قادم من كوكب آخر، ومن استطاع قول كلمة جميلة لما وصفت له ما حدث قال:                            
ـ الفكر لا يمنع.                                                                                   
   ثم أسهم هو في المنع، وهو موقف لم أكن أحب للدكتور (ثروت مكي) أن يكونه بعد هذه الكلمات، لقد وجدت بشراً أحرص ما يكونون على عدم (مخاصمة مباحث أمن الدولة الزاهق)، ولم أدر ألخطأ في أم فيهم، فلديك من أول السلم من يعد لك تصريح الصعود للمبنى، وهو في حالتك يتعمد ألا يعده فيما هو يخبرك أنه أعده، وقد كان لي تصريح دائم سحب مني بمعرفة جمال الشاعر ولم أعترض، ولم أوصل الامر لسحب الأمن له كما أراد ولا أقول أكثر، ولم يكن صعودي وعملي لقرابة العامين بخاف من امن الدولة ولا عنهم ولكن يبدو إنه كان استدراجاً لأعمل معهم كغيري ممن استمروا في المبنى ممن رويت عن أحدهم وما خفي كان أعظم، وقد أفسدوا علي حياتي، من وجهة النظر البشرية القاصرة وإن كانوا جعلوني أراها عن بعد بعمق أكبر وأرى حقوق المظلومين بوجه أكمل، فأنا لست ممن تضمنتهم زمرة المثقفين أشجع ما فيهم جبان للاسف ببلدنا للأسف فما إن يعرف أحدهم إنك ممنوع من العمل بالتلفزيون بقرار من أمن الدولة، ولا تسأل عن من يروجون لما لا يحب عاقل أو مهذب من الأخبار، ما إن يعلم أحدهم ولو كان رئيس تحرير، أو يساري معروف بمضغ كلمة يا جميل، وبالعمل في حظيرة وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني الذي قال:(سأدخل المثقفين الحظيرة) ورئيس التحرير المذكور أقصى أمانيه ان يظل مثقفاً، إن كان ذلك الرجل، ما إن يعرف مثله بالأمر وتصله الكلمات حتى تسيب ركبه من مفاصله ويرتعش ويطلب إقصاءك بأي طريقة، ومثله للأسف كثر، وكم أقصى مدعيو الثقافة والفكر والأدب من تقرأون له؟ وكم طلب منه للاستمرار في عمل لا يقيم أوده دفع ثمن من أتمام زيجة معينة أو ما شابه ولم تسعفه الكلمات وهو يترك مكاناً فسيحاً أمام الجميع فيما عداه، ليقول إنه ترك عمله الرئيسي الذي اختاره الله له لكي لا يستجيب لضغط يقلل من شرفه، أو يقبل بالأمر الأخطر من بعدها في مكان فرعي لا يملك القائمون عليه استمراره؟ ولولا إن المرء لا يحب أن يكون سهماً في جراب من لا يحبون تياراً بعينه لقلت لكم عن الموقع الإلكتروني الاشهر في أوانه لتيار معين ولا أريد أن ازيد..                         
   أو حين أطرق الوزير أسامة هيكل وهو يسمع كلمة وزير سابق لم يكن ليتوقع أن يحدث له هذا ولكنه أرتضاه للآخرين؟ وأنا منهم لما قلت له وأرسلت إني طردت من عملي وأريد العودة إليه وبينت إني أعمل خارج مصر ولي عدد من المؤلفات ليس بالقليل، وحددت له مكان عملي وتاريخ طردي، واسم رئيسي الذي شهد الواقعه، والطرف المتسبب فيها، المحل حالياً، وطلبت فقط مساواتي بزملائي ممن لم يطردوا، ولست بفاقد العقل لكي أدعي ما لا يدعى، ولا يصر المثقفون من أنصاف الاكمام من البشر، ولم يلمس الوزير السابق صدقاً بالكلمات ليتعجل البحث في الأمر، فيما الملابسات واضحة، ولم أكن قادماً إليه بواسطة أو بتسلسل يحتم عليه ذلك، بل في الأمر أمن الدولة، ولا يعرف عاقل شريف: كيف ما يزال أمن الدولة المنحل في دولة ذات تاريخ ومؤخراً ثورة، وفي عهدة وزير شاب قادم من صفوف صحافة معارض عريقة بحجم رئاسة تحرير الوفد، فكيف له أن يعمل مجرد عمل حساب لجهاز تمادى في الظلم وتم حله، ويبدو إن حسابات الاستمرار بالغة التعقيد، ولعل ما حدث معي حدث مع غيري، واسأل الله ألا يتكر لا معي إذ أهل على المكان بعد أسابيع ولا مع غيري.                                                                                             
لماذا نتذكر أنفسنا بالرثاء والشفقة؟                                                                
ولماذا ننسى الآخرين ممن خيبنا آمالنا فيهم؟                                                       
كيف يمكن لوزير أتت به ثورة على المظالم وعلى رأسها جهاز قذر أن يترك مظلوماً يضيع حقه ما بين أضابير الفساد في وزارته؟                                                                     
وإن فعل كيف لا يقدر إن الله تعالى لن يفوتها له؟                                                  
     تركتم أمثالي يقتاتون الصبر المر وهو لا يعرف أيسافر أم لا وهو في إجازة واحترم نفسه وأخبركم بذلك فانتهزتم الفرصة لأضاعة شهر جديد من عمره في اللف والدوران على مكاتب فرعية هذا بعد إرهاقه بالسماح بالصعود أو عدمه وكنا في شهر كريم، ولم تشفع لي سنوات طويلة من تحمل الظلم، ولا ما أفاض الله علي من ألم بعيني استوجب جراحة من طول الألم والنفسي جزء منه ثم في النهاية يرثي الواحد منكم لنفسه لما يستبعد؟                                                 
هل هذه هي أمانة الثورة؟                                                                   
أين منكم دماء الشهداء التي أوصلتكم للوزارة؟                                                                   
   لا أقول ذلك، علم الله تعالى، لأن الأمر حدث معي فقط، بل لأني أتخيل كم من مظلوم بعد الثورة فعل به هذا على امتداد مختلف الوزارات، صدقني يا أستاذ أسامة، وانا لك ناصح فتقبل مني النصيحة بصدر رحب، ولن أتراجع عن قول كلمة الحق مهما كلفتني، وقد قلتها لمبارك في أوج تجبره عام 1993م فطردت بها من عملي عام1999م، فلن استحيي من أن أقولها لك، وإن كنت قد تحسبت من ذلك الثلاثاء الماضي، بعد مشاهدتي أول حواراتك بعد خروجك من الوزارة، لما لمست ألمك الشديد من كلمة وزير سابق على شاشة تلفزيون خاص كنت تتصل بهم عقب أحداث ماسبيرو مبرئاً نفسك وصارخاً معطياً الأوامر فيما لا يخلو من تهديد شبه واضح أو أوضح، وقد احتفوا بك بالفعل فلم يفعل معك (معتز الدمرداش) ما فعله مع (منصور العيسوي) من استخفاف واستهزاء، ومطالبة بالكشف عن اللهو الخفي الذي جعله

يترك الوزارة، والقول له بأن فرصة عمل الملايين منها قد فاتته، والعيسوي أكبر سناً من معتز ومنك، ولكن هكذا هو ميزان المصالح لما يميل أو يكسر من ناحية ويظل امتداده من الناحية أخرى، قد كان من الأولى عن الترفع عن مقابلة المظلومين وإعطاء تأشيرات تدويخية، والاهتمام بما يرضي المجلس العسكري والسير في ركاب شيطنة وتجريم الثورة أغلب الوقت، فإذا ما صارت الموجة الثانية من الثورة المصرية فتحت الباب لمطرودي الامس من المعارضين للمجلس العسكري لأيام قليلة حتى تتسب الأمور من جديد، فليس بالذكاء وحده تدار بالامور، ولكن الذكاء يحتاج لأن يعلم القاصي والداني إن المسئول السياسي لا يهمه في المقام الأول سوى مصلحة الوطن العليا، بلا مواربة، ولو أنك، عفواً فهمت الدرس لعلمت لماذا يحب الناس والبسطاء لليوم المهندس الوزير الاسبق حسب الله الكفراوي؟ ولماذا تم تقبل الدكتور كمال الجنزوري مرحلياً حتى حين لليوم؟ هل المبادئ تجزأ يا أسامة بيه هيكل؟ ماذا عما عشت عمرك تنادي به؟ أو يسقط في أول اختبار؟                                                  
    اختارك المجلس العسكري لإكمال المسيرة، ومن المفترض أن تظل وزيراً لليوم، وكان راض عما صنعت بنا عبر شهور قليلة اختلطت الصورة لدينا أو كادت فمن يهاجم ماسبيرو النصارى ام هم معتد عليهم؟ أنا شخصياً قلت الضرب على يد المخطأ بيد من حديد، أياً من كان، وانتهجت النهج الوسطي في الأمر في مقال سابق عن لجنة تقصي الحقائق، وفوجئت بتصور إن من ظنه الجميع معتدياً معتد عليه ومن مرشح للرئاسة محتمل معرف بنبرته الحادة في الحق، الشيخ (صلاح أبو إسماعيل)، وقد قال بعد جولة موجة الغضب الثانية:                                                 
ـ إن المجلس العسكري جرب الضرب في النصارى باعتبارنا سنسكت عن قتلهم، ولعب بالطائفية، ثم هاهو يقلتلنا اليوم..                                                                           
       الكلمات منذ أقل من اسبوعين، ومع عدم جزمي بالحقيقة لأن الشيخ صلاح كان له رأي غير هذا أو هكذا فهمت على الأقل، الشاهد إن الحقيقة بالفعل قد تاهت في الامر، وإن سبعة وعشرين ضحية معلنة لليوم، وأنت تقول إنك الثامن والعشرين، بعد أن قبلك المجلس من جديد، وأعلم وأعرف مصريين بكوا بقلوبهم لما رأوك مبتسماً في طريقك للقاء الدكتور الجنزوري من جديد، وبصراحة مطلقة وانا منهم، وارجو ألا يأخذ أحدهم الأمر على محمل شخصي، فالأمر يخص كفاءة متكاملة، ولندقق في مشهد استقالة عماد أبوغازي وزير الثقافة عقب أحداث ما بعد جمعة فبراير الدامية المريرة، لكن في الأمر الذي يخصك قبلك العسكري ورفضك الشارع، ولأنك لم ترب مصداقية مع الأخيرة، وهي ليست لا بالفهلوة، وأنا آسف، ولا بالصراخ ولا بغيره، بل الأمر متعلق بترمومتر زئبقه بالغ الدقة ومكانه في قلوب شعب حساس دقيق الفهم مر عليه أمثاللك مئات بل آلاف من قبل، وإن خدع من جديد، لا أراد الله ولا كان فليس الآن مكانه ولا موعده، والعسكري يعرف من أين تؤكل الكتف عنك، وبأنك لا رصيد لك لدى الناس على الإطلاق، وللدكتور الجنزوري الكثير لدى الناس ولذلك صمم عليه، ولما كان رصيدك لديه غير كاف حيال شهداء جدد أكثر مما حدث أمام مبنى وزارتك الرسمي التلفزيون، ولما كان يعرف مشوارك جيداً، وهو مبتدع ما هو أكبر منه بمراحل ومراحل فقد ضحى بك، وصدقت دعوات البسطاء ولم تستنكف فيما تسير عن المنصب أو يسير عنك أن تنال مكسباً غير قليل يخص مقربين إليك، ومن يد الدكتور علي السلمي صاحب الوثيقة التي كادت تشعل مصر من جديد بمثل ثورة 25 من يناير، ورغم الشهداء الأكثر من اربعين الذين أرتاحوا لدى ربهم وتركونا، قسمت المغانم برأسة زوجتك لمجلة نصف الدنيا وقبيل خروجك برغم كونها محررة عسكرية في الاساس مثلك، وللأسف فإن ما تفعلون بالوطن يجبر مقطوع اللسان على الصراخ حتى الموت.                                                                  
    كلمة لقارئة وصفت نفسها بأنها مصرية تعقيباً على مقالي لجنة دفن الحقائق، وقد راعيت التوسط التام فيه ما بين طرفي الامة إلا أنها قالت:                                                 
_لا أعرف كيف تنام الليل سامحك الله..                                                            
   جعلتني أراجع المقال مرات ومرات ونفسي أكثر بل كلما ذهبت للنوم تذكرت حروفها، ومثلي على ظهر هذا الوطن ملايين فيما هناك من يتسبب مباشرة في قتل العشرات ثم يوزع المغانم التي لا يملكها على من لا ..... وللأسف من مال الدولة العام الملوث بالدماء، ثم تقولون لنا التلفزيون مديون ب16 مليار وتطردون الشرفاء من أمامه، لعل كل ما سبق يجعل الكثيرين يعون الدرس بخاصة في وزارة مثل الإعلام مطلوب إلغائها وإلغاء السيطرة الأمنية الظالمة عليها..             
لماذا لم تستحدث بمصر وزارة للمظالم؟
    ببضعة ألوف لماذا لا تستحدثونها؟                                                           
     الدكتور الجنزوري استحدث وزارة للسادة العظماء شهداء ومصابي الثورة، صارت مجلساً أعلى بعد حين، فلماذا لم تنشأ وزارة للمظلومين في طول مصر وعرضها؟ وهم أكثر من أن يحصوا، على أن يكون للوزارة فرع (رئيسي) في كل وزارة، أو لم يكن ذلك ليحجم من حجم المطالبات الفياضة في شرق مصر وغربها؟         
     أقول هذا الكلام وأنا أعلم إن الدكتور الجنزوري نفسه قد عانى الأمرين من الظلم، وقد علق الأمر بداخلي لما حدث معي حتى علمت ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية من إنه خرج من الباب الخلفي لمجلس الشعب المصري عقب طرد أحد صغار الضباط له من جلسة المجلس وإعلامه بأنه قد خرج من الوزارة، ولم يكن الدكتور الجنزوري يعلم، ولو علم لما ذهب لجلسة فيها مبارك ليطرد على هذا النحو ويبكي في طريقه للخروج من باب غير الذي دخل منه؟.                            
    أفلا تشفع لك هذه الدموع يا دكتور لتتذكر المظلومين في طول مصر وعرضها بل من المطرودين خارجها، أم يجب أن تراق الدماء لنتذكرهم؟                                           
    وللحقيقة فسبحان المعز المذل خرج الجنزوري مطروداً من رئاسة الوزارة فما لبث أكثر من عشرة سنوات بكثير حتى عاد على رؤس الاسشهاد وخرج من طرده مطروداً، أفبكى الدكتور الجنزوري في المؤتمر الصحفي الأخير لما آل إليه حال البلاد والاقتصاد أم لتذكره لهذه القصة وعظم المسئولية؟                                                                                 
    لهذه الدموع في المرتين نريد وزارة للمظالم يارئيس الوزراء لتثبت للجميع إنك إنسان فيما يخص كل المصريين، لا ما يخص نفسك وأهل بيتك فحسب، مثل الآخرين، وصدق الله العظيم القائل:
   (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير)