رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لو لم أكن منوفياً

المنوفية هي الأرض الطيبة.
هي «من نفر» الهيروغليفية، و«بانوفيس» القبطية، و«أونوفيس» اللاتينية، و«مانوفيس» في عهد عمرو بن العاص.

قراها ومدنها الصغيرة، تحمل بين جنباتها حضارة آلاف السنين.
في «أشليم» بقويسنا، عبدوا قديماً الإله أوزوريس، وفي سبك الضحاك وسبك الأحد، بالباجور وأشمون، عبدوا الإله «سبك».
دفعتها حافتا فرعي «دمياط» و«رشيد» وباقي فروع النيل القديمة، إلى انكفاء على العبادة والعمل.
والعبادة والعمل يولدان الحكمة.
أهالي المنوفية، هم من حسموا معركة الفتح الإسلامي لمصر كلها، فبعد فتنة مقتل الخليفة عثمان بن عفان، حاول فلول البيزنطيين إعادة مصر إلى حكمهم.
وقام الأهالي بمعاونة الجيش الإسلامي في معركة استشهد فيها محمد بن الفضل بن العباس، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وعدد من الصحابة، وأصبح هناك مركز منوفي كامل يحمل اسم «الشهداء» تخليداً لأرواح الصحابة وأهالي المنوفية الذين قتلوا في المعركة.
المنايفة هم من حاربوا «نابليون بونابرت» وقتلوا جنراله الشهير «دومارتان» قائد المدفعية، الذي استعان به بعد معركة «غمرين».
المنايفة يعشقون وطنهم، وتسري السياسة في دمائهم، ويسري حب الدولة واحترامها في شرايينهم.
كثيرون يعشقون الجيش.. ولا تخلو «قفشة» من هذا الربط.. ولم لا والمنوفية هى بلد قيادات الجيش والشرطة.
ففي «بجيرم» كان أمين هويدي، ومن «البتانون» خرج عبدالغني الجمسي، ومن «بركة السبع» أحمد رشدي، ومن ام خنان» كان عبد الحليم موسى، ومن قويسنا زكي بدر وشمس بدران.. وغيرهم، فالمنوفية لا تعشق الجيش والشرطة فقط، وإنما تعشق العلم أيضاً.
الباجور أنجبت شيخ الأزهر إبراهيم الباجوري، و«ميت شهالة» أنجبت شيخ الأزهر عبدالمجيد سليم.
رموز الفقه والتلاوة أيضاً منهم ابن «صراوة» شعبان الصياد، وابن «شعشاع» عبدالفتاح الشعشاعي، وابن «شبراباص» الشيخ البنا، وعميد الفقه الشيخ سيد سابق ابن إسطنها، حتى رموز المدرسة السلفية الذين هاجموا الإخوان فترة حكم «مرسي» كانوا من المنوفية، وعلى رأسهم الشيخ محمد سعيد رسلان، ابن «سبك الأحد».
من ذاكرة أرضها، كتب عبدالرحمن الشرقاوي رائعة «الأرض»، وهى واقع لقريته قرية «الدلاتون»، أما الرائع الدكتور مصطفى محمود، فلم ينس أبداً أنه ابن «ميت خاقان».
المنايفة هم من حكموا مصر الجمهورية 41 عاماً من إجمالي 60 عاماً هي عمر الجمهورية «1954 حتى الآن»، «ميت أبوالكوم» أنجبت السادات، وكفر المصيلحة أنجبت مبارك، ورئيسنا الحالي المؤقت عدلي منصور من قرية «سروهيت» ورئيسنا الجديد عبدالفتاح السيسي، هو ابن لقرية «طليا»، رغم أنه ولد في القاهرة.. فيكفيه أنها قرية والده.
مساء الأربعاء.. هاتفني رئيس مدينة الباجور، المحاسب طارق الوراقي، لأعرف نتيجة انتخابات الرئاسة بعد إتمام الفرز، كان مركز الباجور هو الأعلى بين جميع مراكز الجمهورية تصويتاً للرئيس عبدالفتاح السيسي.
99٪ لـ «السيسي» و1٪ لـ «صباحي»، نسبة المشاركة أيضاً كانت مذهلة إذ تخطت 70.37٪.
أيقنت أنها حكمة التاريخ، فالمنايفة رفضوا دستور «مرسي» بنسبة تجاوزت 51٪، وكانت أعلى نسبة رفض في الجمهورية، والمنايفة أعطوا أصواتهم قبلها للفريق أحمد شفيق.
وكنت في المرتين ضد المنوفية، رغم أني منوفي، إذ كنت من مؤيدي الدستور، ورافضي الفريق شفيق، لكن قررت أن أتعلم من المنوفية درساً سياسياً، مفرداته «الدولة أولاً.. وأخيراً».
درس عنوانه «اكتساح المشير السيسي».. عندها قلت: «لو لم أكن منوفياً لوددت أن أكون».