رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحن مجتمع مريض بالتوريث والرشوة والفساد وسلم لى على العدل

يبدو أن فيلم الزبال ووزير العدل كان بمثابة القشة أو المفتاح الذى فتح الصندوق الأسود القابع فى قلوب المصريين منذ سنين ،ودعونا نتكلم بصراحة هذا الملف يفجر الصديد والعفن الذى تراكم تحت جلد المجتمع منذ سنوات طويلة وما ذكره السفير البريطانى الذى انفجرت ضده الانكشارية الاعلامية

من أصحاب الصكوك الوطنية صحيح تماما، نحن ننام على ثقافة طبقية بامتياز وأخطر ما تركه مبارك وقبله السادات هو تدمير الطبقة المتوسطة التي معها طبة ميزان المجتمع وسر حيويته وتدفق أجياله وكسر الاحتكار للثروة والسلطة، مبارك تعمد ترك مصر تتجرف من الداخل وجعل المناصب فى يد شريحة قليلة جدا من الملتحمين بشبكة مصالح الكبار لذلك كان شعار معظم شباب مصر الهروب من البلد، ولو لم يحاكم مبارك وحكوماته على أية تهمة تظل أبشع جرائمه قتل الأمل لدى شباب مصر وتوريث المناصب والوظايف واحتكار الثروة والسلطة، وهذه آفة مركبة ومرض عضال يحتاج كونسلتو من فوق لتحت ،نعم صانع القرار يعى خطورة ما قاله وزير العدل عن استبعاد ابن الزبال من وظيفة بالقضاء ويفهم «السيسى» أصداء التصريح وما خلفه من إحباط عام وصدمة رغم أن هذه بديهية معمول بها منذ عقود وأصبحت قانونا غير مكتوب بين السادة المستشارين يعنى مَش غريبة ولا حاجة لكن لأننا مجتمع يعيش شيزوفرنيا حادة وما نقوله سرا لا يصح أن نسمعه فى العلن رفضنا أن يذكر ذلك على الملأ وانتفض الجميع كأنهم يمثلون دور العببط فى المولد، ما هو ده حاصل من زمان، اشمعنى صرخت ودلوقت ولو لم يذكر ذلك وزير العدل كان الموضوع هيعدى عادى، السؤال بقى هل تغير شىء وهل بعد الانتفاضة المجتمعية سيتغير الوضع ويقام العدل ويصبح دخول سلك الشرطة أو القضاء أو الخارجية أو غيرها من حق الكفء والمتفوق والمستحق بعيدا عن الأصل والفصل وما يسمى باللياقة الاجتماعية وكشف الهيئة التى جعلت يوما شابا اسمه عبدالحميد شتا ينتحر أمام وزارة الخارجية بإلقاء نفسه فى النيل لأنه كان الأول فى دفعته بكلية سياسة واقتصاد ثم الأول فى امتحان الخارجية ولم يجد اسمه فى كشف التعيين وقيل له مش لايق اجتماعيا وانتحر أو نحروه، هل تغير أو سيتغير الحال.. الإجابة كلنا يعرفها، نحن غارقون فى النفاق الاجتماعى ولم يتغير شئ وابقوا قابلونى.
الفساد يا فاسد
السطور السابقة لها علاقة بمنظومة القيم فى المجتمع وأكبر معول يهد عضد المنظومة فيروس الفساد، ومنذ أيام أعلن المهندس «محلب» رئيس الحكومة من دمياط حملة ضد الفساد و طالب الاعلام وقادة الرأى العام بالا يتهاونوا مع الفساد وأن يشيعوا ثقافة الشفافية وبالمناسبة هو نفسه ذكر نفس الكلام منذ شهور فى اليوم العالمى للشفافية ومقاومة الفساد، وللأمانة أنا تأثرت جدا بكلمته وطفر الدمع من عينى من فرط التأثر خصوصا بعد أن شاهدت صور بعض الحاضرين ومنهم رجال أعمال من الحزب الوطنى الغابر عملوا مليارات من الفساد والإفساد وذهبوا ليعزفوا ويغنوا على طريق.. «يا فاسد يا وحش يا كخة..روح منك لله».. بصراحة أنا هاطق من الغيظ لأن الحكومة التى أعلنت على لسان رئيسها ما تسميه استراتيجية مصر لمكافحة الفساد هى نفسها الحكومة التى تنفق سنويا ٣٠٠ مليار فاتورة للفساد مع العلم أن الدين الداخلى، وصل إلى ٩٠٪ من الناتج القومى المحلى وديون الدولة للأفراد ناتجة عن تفشى الفساد بصورة مركبة، فضلا عن بيزنس العائلات الذى أسسه نظام مبارك، فضلا عن الأموال المهربة التى خلقت قنواتها شلة جمال وعلاء ولجنة السياسات ومنذ أيام نشرت صحيفة الديلى تليجراف البريطانية عن  بناية فى لندن يملكها شريك ومحامى جمال المدعو طاهر حلمى

الذى يسعى حاليا ليمد جسور الود مع الحكومة ويعود بعد هروب فى مثل واضح لعودة رموز فساد مبارك للمشهد وهو لم يظهر منذ ثورة يناير وشريك كمال ابوالمجد الرمز الإخوانى فى مكتب بيكر اند  مكانزى وقالت الصحيفة ان البناية الواقعة وسط لندن ثمنها مائة وعشرون ومليون جنيه استرلينى يعنى مليار وشوية جنيه وتساءلت الصحيفة أليست هذه أموال الشعب المصرى وأنا أعيد طرح السؤال على حكومة محلب وأساله ماذا فعلتم فى هذا الملف.. الفساد من الرأس للقدم.. من العمولات والأمر المباشر فى القمة نزولا للرشوة المسماة اكرامية دلعا أو الشاى فى المصالح الحكومية والمحليات وإدارات التراخيص بكل صورها.. الفساد وحش له ألف مليون ناب ولن يقضى عليه بالكلام بل بقرارات وقوانين ومحاكم متخصصة ونيابات تجمع الأدلة وقضايا لا تنتهى على طريقة براءة حسين سالم ومبارك.. تريدون القضاء على الفساد ابدأوا بأنفسكم يا رئيس الحكومة. شوف القرايب اللى معينهم كل وزير فى وزارته، شوف الاسكان فيها كام عيلة مسيطرين على مفاصلها الداخلية.. شوف البترول وشركاته الحكومية والخارجية والقضا، شوف الواسطة والكوسة فى القطاع العام وشوف كام عيلة فى مصر تحتكر السلطة والثروة من أيام مبارك حتى الآن ولم يتغير شىء وشوف باقى الشعب عايش ازاى بسبب فساد أهل القمة واربط بين كل هذا وعدد المنتحرين فى مصر خلال الأيام الماضية وستجد أنه الفساد لعنه الله ولعنكم ولعننا لأن الخير من عند المولى والفساد والشر من أنفسنا..!
بسكو مصر والفساد بالسكر
من ضمن ما قرأت عن الفساد وأيامه ملف بيع شركة بسكو مصر، ولأننى ساذج فقد تصورت أنه بعد ثورتين خصوصا ثورة المأسوف على شبابها يناير - ملطشة كل الثورات أننا لن نعود لعصر بيع مصر بالقطاعى. الذى كان نجمه السمسار الأعظم عاطف عبيد ونخاسه الأكبر حسنى مبارك الذى سمح له ببيع القطاع العام وخصخصة كل شبر لصالح الشلة بتاع الوريث، وكنت تصورت أن  هذا العصر ولى الى غير رجعة وراح راح راح.. حتى قرأت عن عرض بيع أكبر شركة لبسكويت وكعك المصريين تسعد أطفالهم وتبهج قلوبهم فى الأعياد إلى شركة أمريكية إسرائيلية، رغم أن شركة بسكو مصر تكسب سنويا. ملايين ومملوكة لجهات مصرية مائة فى المائة وكلها عمالة مصرية. فلماذا تم بيعها ولصالح من.. وهل لهذا علاقة بالفساد الذى يريدنا رئيس الحكومة أن نكافحه عموما. ها نحن نفعل فماذا أنتم فاعلون؟.