عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فعلا هي سوق نخاسة يا أهل السياسة

حوار الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد عن القوائم الانتخابية والتربيطات البرلمانية أثار جدلا في الشارع السياسي ،تلقاه البعض بترحاب لأنه عبر عن استيائهم وهاجمه البعض بشراسة لأنه كشف عوراتهم ، نعم صدق الرجل عندما قال بوضوح

إن ماحدث سوق نخاسة يباع ويُشترى فيه المرشحون للبرلمان القادم والأسعار متفاوتة والمزاد منصوب، أصاب رئيس أعرق حزب سياسي كبد الحقيقة وأطلق سهما نافذا في صدر تجار الوطن ولاعبي السيرك وسماسرة الكراسي، هؤلاء على رؤوسهم مليون بطحة وبطحة، لذلك هاجموا الرجل والقوة بالحجارة وهم بيوتهم من زجاج، أفواههم كما يقول المثل الصيني مليئة بالذباب وأصواتهم عرة وعيونهم  قذى وقيح، الرجل وصف الواقع السياسي المرير مرار الحنضل، المصريون قاموا بثورتين وقدموا أرواح الشهداء التي تتألم على ماحدث ويحدث، حلموا وحلمنا بوطن الحرية والعدل والكرامة الإنسانية وخلعنا نظاما فاسدا وبوليسيا ترك البلد خرابة بفعل شلة فساد مبارك ثم خلعنا نظاما فاشيا بفعل عصابة الإخوان وتصورنا بعد الثورتين أن النخبة تعزف على موجة الشعب وقدر أحلامه بعد معاناة ودم ونزف والنتيجة خيبة بالويبة، يتصدر المشهد  نخب  ورموز لاتسعى إلا للكراسي والمناصب وعادت ريما لعادتها الذميمة ،رجال أعمال مبارك يعودون بنفس السلوك  وذات الأساليب القذرة من يملك يحكم وليذهب الفقراء للجحيم ،هم يتاجرون بِنَا على الشاشات ويوزعون صورهم على الأفيشات  والأوت دورز، من هؤلاء ومن أين جاءوا وهل هذه القوائم هي التي تمثل الملايين، إنها تمثل علينا ،تتقمص دور المخلص وهي أشبه بيهوذا في العشاء الأخير ،يقيمون موائدهم على جثث الوطن ويشربون نخب جمع الولائم في نصر كاذب، الدكتور «البدوي» كشف مايدبرونه في الكواليس والمطبخ السياسي وكاشف الجميع وكأنه أسقط الأقنعة والعورات فصدم المتنطعين والسماسرة، ولولا صراحته ماعرفنا هذا العفن الطافح، قد يراها البعض مناورة سياسية، ولم لا إذا كان يعري خصومه وخصوم الوطن، والمسألة ببساطة - وكما كتبنا هنا منذ عدة أسابيع - أن أعضاء أو شخوصاً صدرت للناس وصدعت رؤوسهم أن قائمة ما مدعومة من الرئيس، وعندما نشرت الأسماء حدثت الصدمة لأن بينها أسماء مشبوهة هي ذاتها الأسماء التي قامت ثورة يناير بسبب فسادها وإفسادها ،كيف يعضد الرئيس من كانوا في  الحزب الوطني وجمعتهم صفقات الفساد والخراب بلجنة السياسات وهل الأجهزة السيادية التي وقفت مع الشعب في يونيو تدعم هؤلاء، هذا ماذكره الرجل، وهذا  ماجعلنا  نسأل  الرئيس مباشرة عن الحقيقة وجاءت إجابته بردا وسلاما: أنا على مسافة واحدة من الجميع، وبعد تصريح الرئيس سارعوا وحذفوا صورة من الدعاية غير آسفين، إذن اللعبة كانت التجارة باسم الرئيس واستغلال الرصيد الشعبي له بانتهازية مطلقة واحتكار مستفز وتكالب على التورتة، بينما الشعب يضرب أسداسا  في أخماس، منذ حوالي شهر اتصل بي صديق وقال لي إن نائبا سابقا في مجلس الشعب يريد مهاتفتي وسألته عن السبب فقال إنه يريد استشارتك وألح لأرد عليه، وقد كان استمعت إليه وهالني  ماقاله ،ببساطة الرجل الذي يعد كبير عائلته في الريف يريد مني التوسط لينزل قائمة وعنده  استعداد لدفع أي مبلغ فقلت له وهل من أعلن عنهم دفعوا فإذا به يضحك ضحكة مجلجلة ويقول لي انت مَش عايش في مصر يا أستاذ، وأغلقت  الخط معتذرا عن المهمة وأنا أصرخ يانهار أسود هيه البلد مش هاتتغير...! أليس هذا ماقاله السيد البدوي، إنه سوق نخاسة  صدق الرجل بل ربما كان رقيقا في الوصف لكن الحقيقة أبشع، الوضع الحالي أقذر مما كان وأكثر قبحا وانحرافا وفسادا،  لأن الحزب الوطني كان واضحا في عهره السياسي ،كان المنطق هذه بلدنا وعزبتنا  ووسيتنا  واضربوا رأسكم في الحيط، أنه وضوح في الفجور والعهر، أما اليوم نخبة تتشدق بالفضيلة والاخلاص للوطن والرعية وهي

في الظلام تلعب مع عصابة الشرالتي تحركهم خلف الستار والمال الحرام المنهوب من قوتنا يفعل المستحيل ويدخل البغل في الإبريق، إننا اليوم نعاني من البغلنة السياسية، والبغل هجين ملقح من الحمار والحصان يتقمص دور الفرس وهو طبع بغل  يصعد على القمة ويقتات على الجيفة ولايواجه وإذا هب فيه فرس حقيقى هرب وانزوى، إننى أعرف العديد من القائمة إياها عن قرب ولو فتحت ملفات فسادهم في الداخل والخارج لانتحروا خزيا، أحدهم يجلس على الملايين الحرام عبر صفقاته وشراكته لرجال مبارك وآخر يحج لأمريكا ليقدم التقارير كل عدة أسابيع ويتشدق بالأخلاق وهو أكل لمال النبي وله في كل موقع يشغله فضيحة وغيره أمثله تشيب رأس الكتكوت ،من العار أن ينسب هؤلاء قائمتهم للرئيس بل من العار أن يكونوا في صدارة المشهد ويدعون  الفضيلة الوطنية، يمارسون رقصة الاستربتيز  وهم سكارى عريهم السياسي، الشعب المصري فاق واستيقظ باتجار البرلمان ولن تنطلي عليه شعاراتكم البلاستيكية وأسنانكم  القصديرية وتنطعكم على الفضائيات التى امتلكتموها في ليل غادر.
ملحوظة مهمة وإعلام بلدنا
أنا لست عضوا في أي حزب سياسي ولن أكون لإيماني أن الالتزام الحزبي مسئولية وتبعة لايتحملها أمثالي لكني آليت على نفسي وقلمي اقتحام أوكار الثعالب ومواجهة ذئاب الأوطان مهما كان الثمن  وللأسف أرى فى الصورة قطعان الثعالب والضباع والبغال  تتكالب على جسد الوطن، وكما قال «غاندي» أرى أمامي طلاب السلطة كثر وطلاب الوطن لا أحد، الملحوظة الأخرى قد لا تهم القارىء لكنها بصورة ما تكشف زاوية تهمه وهي أنني أرسلت هذا المقال لإحدى الصحف وطلبوا إرسال مقال آخر وطلب مني مشرف صفحة الرأي بالجريدة ألا أسأل عن السبب عشان خاطره لكن اللبيب بالإشارة يفهم والمصالح تتصالح ولوبي الفساد في الإعلام المصري مقروء ومرئي  وعلى كل لون هو أخطر من السرطان على جسد الوطن وللاسف لا أحد ينتبه لتأثير هذا اللوبي ومايصنعه من توجيه الرأي العام، وهذه قضية أخرى يلزمها مقال آخر حول حرب البغال والضباع على عقل المواطن وتربيطات الليالي الإباليسية من أجل تحزيم الوطن أو تخريمه بالاعلام، وهذا الملف متخم بالسخام والتمويلات الخارجية واللولبية وغسيل الأموال وطالما ماسبيرو مشغول بمرتبات العاملين فيه وصوته وصورته في غرفه الانعاش والإعلام الخاص يسوق الجمهور سننام ونغرق  في  مكلبة -نسبه لهواة  الكلاب -ومسخرة فضائية وسيرك البهلوانات والغربان، وقل على الوطن السلام ورد د معي تعيش ياوطن  طن طن طن طن ونلتقي بعد الفاشل وصح النوم.

[email protected]