رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإرهابيون الجدد وأصحاب الرايات بين التحرير .. والعريش

أتمنى قبل نشر هذه السطور أن تعلن الجهات المسئولة عن أمن مصر الآن أسم الجهة التى نفذت عملية ضرب قسم شرطة العريش و التى استمرت تسع ساعات كاملة استخدمت فيها أسلحة ثقيلة من تلك التى تستخدم فى مواجهات الجيوش العسكرية مثل سلاح فيكرز 250 وجرونوف 500 ومدافع و « آر بى جى» ورشاشات، صدقونى أنا حتى هذه اللحظة غير مصدق أن هذا حدث على أرض مصرية خصوصاً العريش وسيناء هذا القطعة الغالية على نفس كل مصرى والتى لو نطقت منذ عهد مينا وخوفو لشهدت كماً من أرواح أزهقت ودماء سالت لتروى ترابها وتحررها وتذود عنها . إنها حدود مصر التى كانت ولا تزال تحمل دلالة العزة والكرامة والكبرياء والسيادة وعلى جدران المعابد رسوم عديدة للفرعون وهو يذهب كل عام فى حملة عسكرية لهذه الحدود ليستعرض قوته ويرهب أعداء مصر ومنذ الأسرة الرابعة حتى الثامنة عشرة من سنفرو والد خوفو وحتى تحتمس الثالث ستجد رسوماً تنقل لك تاريخ حكام مصر العظام الفراعين وهم يمسكون الأعداء على حدود سيناء ويضربون عنقهم بأيديهم لانهم تجرأوا ودخلوا من سيناء متسللين . اليوم دخل هؤلاء بالسلاح فى جماعات وتجرأوا واستعرضوا قوتهم فى شوارع العريش كما يقول شهود العيان ونزلوا ميدان فيه تمثال السادات حطموه بعد أن اغلقوا الميدان بميلشيات تابعة لهم واستمر ذلك عدة ساعات ـ أى تكسير التمثال وقاعدته باللودر ـ وكانت توجد قوات شرطة على بعد تشاهد لماذا لم تبلغ ؟ لا أعلم طيب .. هل فوجئ أهل سيناء من شيوخ القبائل كما فوجئ الأمن المتواجد بالعريش؟ انهم ليسوا فرداً أو اثنين بل عشرات يقال مائة وخمسين سيارة بخلاف عشرات الموتوسيكلات ، طيب هل هؤلاء مصريون ؟ وما هذه الرايات التى كانوا يحملونها ؟ البعض قال إن أول فوج منهم كان يحمل رايات سوداء ويرتدون أيضاً ملابس سوداء وملثمين ـ على طريقة حماس ـ والرايات مكتوب عليها شعارات اسلامية و الشعارات التى نطقوا بها فى الهجوم تقول انهم ينتمون لتنظيمات اسلامية مسلحة وبعض المواقع قالت انهم اعلنوا عن رغبتهم فى فصل سيناء وحكمها على الطريقة الإسلامية أى إنشاء إمارة اسلامية فى شبه جزيرة سيناء ، يا حلاوة .. ألهذه الدرجة هان تراب مصر .. ثم أين أجهزة الاستخبارات ـ أين جهاز الأمن الوطنى ـ الذى أعلنوا عنه وقيل لنا انه سيحمى مصر فقط من أعداء الخارج وانه جهاز جمع معلومات عن الجواسيس والتنظيمات الخارجية وعملائها بالداخل ، هل هؤلاء سلفيون ؟ أم جماعة إسلامية أم تنظيم القاعدة بخلاياه النائمة فى مصر كما أعلن من قبل ،هل هم من حماس ؟ هل من الموساد ؟ هل .. هل .. هل .. عشرات الأسئلة تنفجر فى رأسى غيظاً وكمداً ثم من الواضح انهم اعدوا العدة من زمن لهذا الهجوم وانهم كانوا صفوفاً ، صف فى المواجهة وصف فى البحر يدفع بإمدادات لوجستية وعسكرية من البحر للمهاجمين لان معنى أن تستمر معركة تسع ساعات وتنتقل من ميدان تمثال السادات إلى قسم شرطة أول ثم إلى قسم شرطة ثانى العريش معنى كل ذلك انهم يعرفون الطرق  والشوارع ودرسوا وخططوا ونفذوا و المثير انه صباح الجمعة كانت هناك أحداث أخرى تحدث شئنا أم أبينا ترتبط بنفس الحدث الجلل أولاً تفجير خط الغاز فى الشيخ زويد ، ثانياً مليونية السلفيين و الإخوان و الجماعة الاسلامية وهنا لابد أن نسأل هل لما حدث فى العريش علاقة بما حدث فى نفس اليوم فى التحرير؟  أنا أطرح سؤالاً ، قد يهاجمنى عليه حزب أعداء العقل و المنطق ، لماذا أسأل؟ لأن نفس الشعار الذى ردده المهاجمون المسلحون على قسم الشرطة كان يردده الأخوة السلفيون فى ميدان التحرير بل أن شعاراً آخر غريباً كان يتردد يرتبط بمفهوم الإمارة السلفية والمشير طنطاوى ويقول ( يا مشير يا مشير عايزينك أنت الأمير ) ثم الهجوم الشرس الذى شنه كل أئمة السلفيين والإخوان و الجماعة الاسلامية من فوق المنابر أو

منصة التحرير على المعتصمين فى ميدان التحرير من الليبراليين و العلمانيين حتى الأخ عاصم بتاع السلفيين سب علناً كل ليبرالى أو علمانى وأتهمه بالفساد و الفجور نفس الشيء صفوت عبد الغنى فعله من فوق منصة التحرير وكل هذا حدث وسط ترديد شعارات إسلامية .. إسلامية فيما يشبه استعراضاً للقوى فى مليونية الجمعة الماضية على الرغم اننا ظللنا طوال الاسبوع الماضى نكرر نغمة الوفاق الوطنى واستبشرنا خيراً بالبيان الذى صدر ووقعت عليه التيارات الإسلامية مع القوى الوطنية ، ولكن يبدو أن تيار الإسلام السياسى بمن فيهم الإخوان أخذتهم العزة بالإثم واغتروا بقوتهم وعددهم فـ «لحسوا» الاتفاق والوثيقة ورفعوا شعاراتهم الخاصة بهم مما جعل 39 إئتلاف ينسحب من الميدان اعتراضاً على خيانة التيارات السلفية والجماعة و الإخوان لهم ومن يحلل خطبة صفوت عبد الغنى عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية فوق المنصة والذى ظل يردد شعارات ضد العلمانيين ثم أنهاها بالمطالبة بالإفراج عن عمر عبد الرحمن ـ صاحب الفريضة الغائبة التى بررت القتل وسفك الدماء طوال ربع قرن ـ يعلم جيداً أن النية كانت مبيتة من السلفيين و الجماعة الإسلامية على الأقل لنقض أى اتفاق حول الوفاق الوطنى ، أما الإخوان لانهم محترفو سياسة وأكثر ذكاء ودهاء من السلفيين فقد تنبهوا فى اليوم التالى السبت انهم سيخسرون مصداقيتهم فى الشارع السياسى خصوصاً انهم ابدوا موافقة على المبادئ الحاكمة للدستور ثم تراجعوا عنها نفاقاً للتابعين و السلفيين ، انهم أصدروا بياناً فى اليوم التالى يغسل وجههم ويحذرون فيه من الغرور بالقوة والاتباع ومن يقرأ البيان جيداً يشعر بأن الإخوان فرحون بما حدث لكنهم لا يريدون أن يخسروا تيارات أخرى ليبرالية مثل الوفد وإئتلاف شباب الثورة لكن ما يغيظ فى كل هذا هو استخدام المنابر فى المساجد ونحن على أعتاب رمضان للترويج السياسى لهذه التيارات التى تستخدم الدين ستاراً للعبة سياسية كبيرة تريد منها كرسى الحكم لاشخاص بعينها تصريحاً وتلميحاً مثل أبو اسماعيل و العوا وغيرهما ، ولكى تمرر ذلك تمجد وتعظم المجلس العسكرى وترهب كل من ينتقده حتى أن أحدهم أصدر فتوى بأن من ينتقد المجلس العسكرى فى جهنم ، وهى مكارثية لم يعرفها الإسلام فى أزهى عصوره ، وأعود للسؤال الذى طرحته وأتمنى أن تجيب عنه الأيام أو الساعات القليلة القادمة هل هناك علاقة بين ما حدث فى التحرير بالجمعة الماضية من رفع رايات إسلامية وما حدث فى العريش من أصحاب الرايات السود وعلى من نطلق اليوم وبعد الثورة لفظ «إرهابى» ، الذين يريدون إقصاءك وفرض مخططاتهم وأجنداتهم بالقول أم بالفعل و السلاح أم بهما معاً ؟ كل رمضان ومصر بخير ..!..

[email protected]