عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه أخطاء مبارك في كلمته لـ»العربية«

بنفس الصوت البارد المحايد حتي الاستفزاز والمستفز حتي الغيظ ظهر لنا مبارك في اليوم التاسع والخمسين بعد خلعه ليعلن لنا بكل بساطة انه خرج من السلطة بعد 31 عاماً خالي الوفاض وبريئاً براءة الاطفال لا يمتلك شيئا ولم يتربح هو واسرته ولا يمتلك عقارات ولا أموالاً خارج مصر ويطلب من النائب العام مخاطبة وزارات الخارجية للتأكد من ذلك ويعلن انه سيحتفظ بحقه القانوني في الرد علي الافتراءات والزيف ـ نطقها بكسر الزاي لا فتحها ـ وطبعاً بعد الكلمة التي بثتها قناة العربية ـ ولاختيار القناة السعودية هنا دلالة ذات مغزي ـ كان لابد ان تتحرك قوي الثورة المضادة من مليارديرات جمال وحزبه الوثني وعلي الفور تحركت بعد اذاعة الكلمة بدقائق مجموعات مصطفي محمود حاملة صور مبارك وبالمصادفة كنت أمر من الميدان ورأيت نفس الوجوه التي تعمل في شركات ابراهيم كامل وأبو العينين واعضاء المجالس المحلية لاحياء الجيزة وعضوات الحزب الوطني من الموظفات البدينات وبالمناسبة صورهن معروفة لانهن كن مع بلطجية الانتخابات الاخيرة 2010 في احياء الجيزة وهؤلاء مع البلطجية ظهروا بعد كلمة مبارك مباشرة وكأنهن كن علي علم بالكلمة أو أخذن واخذوا تعليمات بالخروج وتسببوا في تعطيل المرور بشارع جامعة الدول العربية مساء الأحد الماضي مما يؤكد ـ بيقيني ـ أن الحزب الوطني وميليشيات جمال مبارك وكامل والشريف والعادلي لا تزال في مكامنها وتضع قوتها وطاقتها في الثلاجة لوقت اللزوم وحتي لو قام محمد رجب ولوقا بباوي الزعيمان الجديدان للحزب سيئ السمعة بنفس تحركاتهما فإن كل الشواهد تثبت العكس أما خطاب مبارك السمعي لقناة العربية السعودية فيحتاج لوقفة خصوصاً وانني قد استمعت له بعد عودتي من رحلة للمغرب بساعات وكان حديث ركاب الطائرة العائدين سواء مغاربة أو مصريين أو سعوديين أو فلسطينيين ورغم تباين آراء الركاب في الخطاب لكن اتفق الجميع ان مصر عادت كبيرة بعد ان قزمها هذا المستبد الديكتاتور وان جيش مصر انحاز لثورة الشعب وحذر كل من التقيت بهم من محاولات الوقيعة بين الجيش والشعب وتمنوا ان تتسلم السلطة إدارة مدنية ديمقراطية ليعود الجيش لثكناته حتي يفوت أية فرصة علي اسرائيل ـ هكذا قال لي مهندس فلسطيني عائد من المغرب لغزة وكان فرحاً لانه للمرة الأولي يحصل علي تأشيرة علي جوازه من الحكومة المصرية وهذه احد انجازات حكومة شرف أما اهم الملحوظات علي كلمة مبارك فهي كالآتي.

أولاً: تعمد مبارك أن يبدو قوياً وذا صحة موفورة وتحدث بلهجة رئاسية فوقية كأنه لا يزال بالسلطة وكرر عبارة الاخوة والاخوات عدة مرات بنفس الاداء الممل الآلي الخالي من الشعور وكما يقول صناع الدراما هو أداء »مونيتون« نحاسي النبرة يثير النفور والاشمئزاز.

ثانياً: لم يتخلص مبارك من عادته في الاستهانة باللغة العربية وقواعدها فأخطأ في نطق الكلمات وتشكيلها ورفع المنصوب ونصب المجرور ونطق كلمات بالعامية وسط الفصحي.

ثالثاً: تعمد ألا يذكر شيئاً عن الوضع الراهن أو العام وانصب في كلمة حول ذاته والدفاع عن نفسه بكل ذاتية وغرور مصراً انه منح حياته للوطن سلماً وحرباً وكأنه »يعايرنا« ويتهمنا بقلة الاصل ونكران الجميل وهو ما يجعل المرء يصاب بالجنون لأنه هنا يفقد كل شعور بالذنب تجاه ما اقترفه في حق هذا الشعب من كوارث طيلة ثلاثة عقود تسبب في افقارنا وامراضنا وتقزيم وطن وضياع أمة وتشريد ابنائها وهوانها علي الناس.

رابعاً: لم يذكر كلمة واحدة عن الشهداء الذين تسبب في قتلهم هو وزمرة فساده وكان اولي به ان يعتذر لكن من اين يأتي بهذا الاحساس والضمير.

خامساً: أما ما يتعلق بحكاية انه يطلب من النائب العام التأكد انه لا يمتلك هو واسرته اي ممتلكات بالخارج فهذا بالله العظيم أعظم نكتة تتفوق علي كل مدارس كوميديا العبث أو الفانتازيا أو الكوميديا السوداء ولم لا ومبارك هو مؤسس كل هذه المدارس في الكوميديا ألا تذكرون نكتة »مبارك ووزير الاسكان الذي ابلغه ان يهدي شقة لجمال في اسوان واخري لعلاء في الاسكندرية ثم يفتحهما علي بعض« هذه نكتة رددها المصريون لسنوات ثم نكتة التاكسي وسائقه الذي قال للركاب ان شريكه في التاكسي هو علاء وغيرهما من آلاف النكات التي عبرت عن سخرية المصريين من سيطرة الولدين علي ثروات مصر ولم يكن المصريون يمتلكون سلاحاً غير النكتة. المهم ان كلمة مبارك كانت متناقضة لانه نفي طوال خمس دقائق من الخطاب ان يكون له اشياء

بالخارج ثم في الدقيقة السادسة والاخيرة من الكلمة قال ان ما يمتلكه ولداه علاء وجمال لم يكن من التربح من منصبه اي انه نفي في البداية ثم عاد ليقول انهما يمتلكان لكن ليس تربحاً وكأنه اراد ان يقول لنا ان ما يحوزانه من مليارات جاء بجهديهما وعرقهما كمواطنين عاديين وشابين بسيطين مثل ملايين الشباب المصري وهذا كلام لا يصدقه نزلاء مستشفي العباسية ولابد ان يحاكم عليه مبارك وولداه وزوجته وذووهم محاكمة علنية وتثبت مدي الخرف ـ بفتح الخاء والراء ـ والهذيان والتزوير وقلب الحقائق والنهب المنظم الذي مارسه مبارك واسرته طوال حكمه ودعونا نسأل وليته يجيب لكن ليس هنا بل امام جهات التحقيق.

أولاً: ألم يشتر جمال مبارك ديون مصر بثلث قيمتها من الجهات الخارجية الدائنة ثم صرف ثمنها كاملاً من الخزانة العامة في اكثر صفقات القرن العشرين فساداً بما يشبه صفقة ديون مصر أيام الخديو اسماعيل.

ثانياً: ألم يمنح مبارك أراضي مصر وشركاتها العامة ومصانعها للمحاسيب والاصدقاء والاصهار برخص التراب بل وبأبخس الاسعار من منح بترول وغاز مصر لحسين سالم وأرض توشكي للوليد بن طلال وأرض الرحاب ومدينتي لهشام طلعت مصطفي وملايين الامتار لصهر علاء راسخ ولابراهيم كامل وغيرهما.

ثالثاً: من شرد ملايين العمال بالمعاش المبكر وتسبب في بيع اصول مصر الزراعية والصناعية بأقل من ربع ثمن الارض من دمر الصناعة الوطنية (قها والبراجيل والاهرام للمشروبات والمراجل والاسمنت والحديد والصلب والغزل والنسيج.. الخ.. الخ).

رابعاً: من ترك عصابة نهب مصر تشفط المصريين وتزيد فقرهم وعوزهم »60٪ فقر مدقع حسب الاحصاءات الدولية« ومن جعل الامراض تستشري فيهم من اول الفشل الكلوي والكبد للسرطان اعلي نسبة في العالم بين الاطفال ثم اعلي نسبة حوادث طرق، ومن افسد التعليم والصحة والمرور والطرق والزراعة وجعل الثروة القومية يحتكرها نصف في المائة هم مليارديرات الحزب الوطني ونوابه الفاسدون من المقربين واصحاب المصالح مع علاء وجمال واصهارهما. هل نقول اكثر يستحق ان يحاكم عليه مبارك وولداه من لعب في البورصة وتغير الاكواد في الايام الاخيرة ومن يمتلك هيرمس ومن هرب الاموال وباع الاسهم ونقلها قبل اغلاق البورصة عبر ما يعرف بشهادات الايداع الدولية »الجي دي آر« والاوف شور. من فعل كل ذلك ونقل الثروة عبر سراديب جهنمية شيطانية؟ وهل هناك وسطاء فعلوا ذلك مثل الوليد ابن طلال الامير السعودي وما حقيقة مشاركة المغربي عباس الفاسي رئيس الحكومة والوزير الاول للملك محمد السادس المغربي في لعبة نقل الاموال وهذه حكاية يرددها المغاربة عن شراكات لابناء مبارك مع هذا الشخص الذي يكرهه المغاربة كره العمي وقامت مظاهرات ضده رغم حبهم للملك فما حقيقة تورط هذه الاسماء في تسريب ثروة آل مبارك. الايام ستثبت أن هذه العائلة تفوقت في ممارستها علي ممارسات قياصرة روسيا قبل الثورة البلشفية لكن الفارق اننا لا نريد إعداد المشانق لكننا نريد محاكمة علنية وعودة المليارات المنهوبة بعيداً عن خطب الإخوة والاخوات!!