أيها المصريون الصامتون انزلوا من الكنبة
مع احترامي لنتائج انتخابات الرئاسة ووصول مرسي وشفيق لمرحلة الاعادة لكن هذه النتائج رغم شفافيتها وهذا الانتخابات رغم مثاليتها ونفى تهم التزوير المعلن عنها لكنها لا تعبر عن ارادة حقيقية لجموع أو أغلبية المصريين وذلك لأن أكثر من 50٪ من المصريين
الذين لهم حق التصويت والبالغ عددهم حوالي 51 مليون مصري لم ينزلوا ليدلوا بأصواتهم قد تقول لي إن هذا ليس ذنب المرشحين بأجيبك نعم لكنك أيضاً لا تقل لي إن شفيق ومرسي يعبران عن ارادة المصريين الجمعية، وسأضرب لك مثلاً بتعليق ساركوزي وهولاند والأول خسر منصب الرئاسة الفرنسية بفارق حوالي 4٪ وكان تعليقه لمؤيديه اشكركم لكن دعونا نرى ما سيفعل هولاند ثم اردف: أو اليسار أي حزب الاشتراكيين أما هولاند فقال «أنا لا يهمني أن أرضي الذين منحوني أصواتهم عن تأييد وقناعة بقدر ما يهمني الذين رفضوا من البداية وجودي، هؤلاء سيكون شغلي الشاغل في سنوات وجودي بقصر فرساي أن أقنعهم أنني الأفضل وأنني سأفيدهم أكثر من مرشحهم ساركوزي..» شفتهم ازاي الرد.. أقول هذا بمناسبة وجود نبرة عامة وسط المصريين من أن القادم الذي لم يعطوه أصواتهم - سواء في جانب هذا أو ذاك - ستغلب عليه النزعة الثأرية أو الانتقامية ضد الطرف الآخر الذي لم يرشحه، وجدت هذه النغمة وسط صفوف معارضي الاخوان وأنا واحد منهم وجدت من يقول لي لماذا لا تهاجر، وآخر يقول أنت هاجمت شفيق منذ كان رئيساً للوزراء وحتى آخر لحظة ماذا سيفعل معك، وبينهما وجدت ابنتي تسألني همه الاخوان لو مسكوا الرئاسة هيفرضوا علينا الحجاب في المدرسة؟ فضحكت ابنتي الاخرى الكبرى، وقالت أنا سمعت أن لو الواحدة ماشية من غير رخصة وقابلها ضابط مرور بعد ما يمسك مرسي «هايقولها روحي صومي تلات تيام»، ووجدتني وسط هذه السخريات المضحكات المبكيات أشرد وأسأل روحي هل هذه ثمرة الديمقراطية أن يأتي صندوق الانتخابات بطريقين كلاهما أمر من الآخر.. النار والرمضاء..