رحيل يليق بها.. وردة لآخر رحيق
< رحلت="" وردة="" فى="" وقت="" نحن="" فى="" أشد="" الحاجة="" لعطرها="" وعبق="" زمانها،="" رحلت="" بعد="" أن="" أدت="" رسالتها="" على="" خير="" وجه..="" أخلصت="" لفنها="" وموهبتها="" وأعطت="" عطاء="" يكفى="" كل="" الأجيال="" وسيبقى="" نوراً="" وإشعاعاً="" وتنويراً="" لأجيال="" قادمة..="" رحيل="" وردة="" الآن="" له="" أكثر="" من="" دلالة..="">
فهى دخلت أكثر من معركة بعد أن قذفها طيور الظلام والمتطرفون المتأسلمون النازيون بزوالف ألسنتهم وطوب جهلهم وغلهم واعراض أمراضهم التى تخاصم الفنون والجمال والابداع، اتهموها بأنها «خرفت» وانها لابد أن تعتزل وتتوب وتستغفر عن تاريخها كله، وهى التى ملأت قلوب الملايين العربية بهجة وسعادة وحباً وسلاماً لم تقترف وردة إلا ذنب منح البهجة، وهم منحونا الغل والدم والغضب والكره والتكفير، وردة أعطتنا الأمل فى الحياة ورحيقها بستان السعادة ولم شمل الاسرة وعودة الحبيب أبكتنا على الهجر وقدمت لنا دعوة مفتوحة لنتعانق بعد الوداع ونتسامح بعد الفراق ونتصالح بعد الخصام، كان الحكام يسومون شعوبهم سوء الاستبداد وسماسرة الاوطان يبيعون المواطنين فى سوق النخاسة، وتجار الدين يستخدمون الاسلام مطية لركوب السلطة أو يتحذلقون فى كندهار والسودان والصومال ليقتلوا ويذبحوا باسم إقامة إمارة الاسلام ووردة تغنى «احضنوا الأيام لتجرى من ايديكم» وتغنى للعيون السود والنيل و«انت عارف يا حبيبى قد ايه العيون السودة فى بلدنا يا حبيبى» وعندما أشعل دعاة الفتنة من نقاد الاعلام الرياضى المنافقين لأولاد مبارك وخسرونا مليارات فى الجزائر وأفقدونا مكانة الأخت الكبرى عندما قزموا مصر بهلفطات وخزعبلات شيطانية، عندما جعلوا شعبين بمنتهى البساطة يسقطان فى لحظة تاريخية رخيصة بسبب لعبة، خرجت وردة وقالت كلمتها، على عكس كثيرين شوهوها وحاربوها وحاولوا استخدامها فى أتون غلهم، خرجت وقالت مصر والجزائر وطنى وأنا عارفة إن دى سحابة صيف وهاتعدى.. ومنذ شهور خرج مأفون متطرف فى قناة سلفية تصب سمومها فى آذان الملايين وتشوه صورة مصر المتحضرة وقال لوردة «اقعدى بقى وبطلى انتى بقيتى