الجهاد ضد من؟
> فى أحداث العباسية ظهرت أعلام سوداء وخضراء يحملها ذوو لحى يرتدون الزى الأفغانى والباكستانى، فى البداية كانوا خلف الأسلاك الشائكة ثم بدأوا يهجمون ليزيحوا السلك وهم يهتفون «إلى الجهاد..
إلى الجهاد» كنت أرى المشهد بثته إحدى الفضائيات الاجنبية وأنا أضع يدى على قلبى وأسأل هل سيقتحمون وزارة الدفاع، هل يكون هذا هو يوم الفصل فى إرهاصات الحرب الأهلية وتتحول البلد إلى مجازر وبحور دم؟ قبلها بساعات حدثنى أحد الأصدقاء من العباسية قال لى إن هؤلاء الجهاديين المتأسلمين دخلوا العديد من بيوت العباسية وخطفوا وسرقوا ونهبوا وهددوا وروعوا، وكانت فى أيديهم أسلحة آلية يطلقون رصاصها فى الهواء، وعندما كان يتصل أصحاب البيوت بشرطة النجدة أو الجيش للاستغاثة كانوا يردون عليهم الله معاكم.. مش هانقدر نخش المنطقة.. يا نهار اسود هكذا صرخ صديقى قائلاً: العباسية كانت محتلة يا أستاذ.. وطوال نهار الجمعة الماضية، كانت البيوت تحت القصف وشعرنا بأننا فى حرب حقيقية وكان أصغر صبى معه سلاح آلى بخلاف السيوف والشوم وكل أنواع السلاح، لقد رأيت من يصوب سلاحه فى وجه عسكرى أسمر يرتدى اللون الكابى لا حول له ولا قوة.. ورأيت الصبية والشباب يقذفون بالطوب من فوق مبانى جامعة عين شمس والأعمدة الفرعونية ولا أعلم سر هذا الغل والسعار ضد إحدى أهم مؤسسات الدولة المصرية، وزارة الدفاع التى لا يتمنى أحد على وجه الأرض هزيمتها أو ضربها إلا عدو واحد هو اسرائيل، فهل يا ترى هؤلاء الذين أرادوا هدمها هم عملاء اسرائيل أم عملاء دول أخرى ترتدى أقنعة نفس لغتك ودينك وهى ليست بعيدة عن تل أبيب، أريد أن يفسر لى أحدكم معنى صيحة إلى الجهاد والأعلام السوداء والخضراء والزى الأفغانى وكل هذا الكم من السلاح الذين ضبطوه فى مسجد النور مع أكثر من مائة فرد بعضهم ينتمى لجماعات تطلق على نفسها جهادية، ثم ما هى دلالة ظهور الأخ محمد الظواهرى فى مشهد العباسية وسط حوارييه وهو يمشى عريض المنكبين مزهواً ويلوح للشيبية من أنصاره وحوارييه المضحوك عليهم، هل كان يقود غزوة أخرى للجهاد المسلح الذى لا نسميه إلا إرهاباً ضد الآمنين فى هذا المجتمع، الجهاد ضد من أيها الخارج من السجن بإفراج صحى، ألم تكن مريضاً وكانوا يقولون إنك تموت فى السجن، الآن أراك على الشاشات فى قمة العنفوان والصحة تنشر الرعب بيننا انت وأمثالك وتهددنا بـ«تورا بورا» أخرى، ثم من هذا الرجل المدعو أبو الأشبال، هل هو