عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من بغداد للقاهرة.. وخازوق الإخوان

كنت فى قمة بغداد جالساً فى القصر الرئاسى وهو أحد القصور الرهيبة التى كان يسكن فيها صدام، وكان ممنوعاً على أحد العراقيين الاقتراب منها على بعد كيلو متر، وقال لى صحفى عراقى كبير، إنه مذهول من مستوى البنيان وأن صدام بنى حوالى مائتى قصر له ولأسرته وذويه وكان ممنوعاً على الشعب الاقتراب

من أسوارها، المهم إننى كنت أستمع لكلمة الرئيس التونسى المنصف المرزوقى، وهى أهم كلمة قيلت فى القمة وعبرت بصدق عن ثورات الربيع العربى مقابل كلمات رؤساء وملوك «الإخصاء العربى»، مع الاعتذار لصديقى الأستاذ محمود نافع، رئيس تحرير الجمهورية، لأنه صاحب هذا التعبير، وعموماً هذه القمة أثبتت أن العراق عاد لحضن الأمة العربية، وأن رسائل التخوين والخروج عن الهوية التى لاحقت نظام بغداد بعد سقوط صدام ودخول الأمريكان كلها مجرد أكاذيب، وما يهمنى هنا فى كلمة «المرزوقى» المعروف أنه يسارى شيوعى اختاره التونسيون رئيساً لهم بالتوافق الوطنى ووضع حزب النهضة الإخوانى يده معه للعبور بتونس وأن الرجل تحدث فى كلمته عن ثلاثية الاستبداد والفساد وتزييف إرادة الشعوب ونادى باتحاد الشعوب العربية الحرة وقبل انتهاء القمة خرج بيان لحركة النهضة أعلنت فيه أنها ستبقى فى دستورها الجديد على النص الذى يقرر أن تونس دولة مدنية حرة لغتها العربية ودينها الإسلام وأن الحركة قبلت بعدم الإشارة إلى مرجعية الشريعة الإسلامية التى كان يصر عليها التيار السلفى التونسى. وقال الإخوانى التونسى عامر لعريفى، قيادى النهضة، مفسراً عدم تمسك الحركة بعبارة الشريعة فى الدستور، قائلاً: نحن حريصون

على وحدة شعبنا ولا نريد شروخاً فى المجتمع، والمعنى نفسه قاله مرشد حركة الإخوان المسلمين فى سوريا الأسبوع الماضى، أثناء انعقاد مؤتمر المعارضة السورية فى اسطنبول وقال بالحرف: «نحن نريد سوريا الحرة مدنية لا إقصاء فيها لأحد مهما كانت عقيدته أو رأيه ونريد تطبيق النموذج التركى الحالى، فى الدولة المدنية الإسلامية»، هذا ما أقره تيار الإخوان فى تونس وسوريا، أما ما وجدته فى مصر عودتى ومعركة الدستور فهو يؤكد ويكرس لمعنى واحد ذكره المنصف المرزوقى «الاستبداد وتزييف إرادة الشعب». وأضيف التكويش فى أبشع صوره لأنه عندما ينسحب الأزهر وممثلو المحكمة الدستورية وجميع رموز التيار الليبرالى واليسارى، فمعنى ذلك أن الإخوان خانوا الأمانة ويصرون على تزييف إرادة الأمة بجميع طوائفها، وهذا الجشع والعمى السياسى سيؤدى بهم وبنا إلى جهنم الدنيا وهى جهنم نارها أفظع من نار الحزب الوطنى، الذى قمنا بثورة لخلعه وجلسوا هم مكانه ليأخذ الشعب «خازوق محترم»، ولا خازوق طومان باى من سليم الأول العثمانى مش كده ولا إيه؟!