رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الثورة المضادة وانكشارية الفساد

أشياء كثيرة تقلقني علي منجزات ثورة 25 يناير التي صنعتها الملايين من المصريين، شواهد عديدة تؤكد أن تحت الأكمة تحركات لثورة مضادة من بقايا الحزب الوطني ورجال أعمال الفساد وخندق جمال مبارك وبلطجيته وأعوانه بين شرم الشيخ والقاهرة.. هذه ليست هواجسي الشخصية بل هي حديث يدور يومياً وكل ساعة بين الشباب والمثقفين والقوي الوطنية الواعية ولعل كلام الأستاذ هيكل مع محمود سعد حول بقاء الرئيس في شرم الشيخ ووجود اتصالات به من بعض المسئولين الحاليين والوزراء في حكومة شفيق، وكذلك بعض رجال الأعمال »ورسايل رايحة وجاية« - حسب تعبير الأستاذ هيكل - كل هذا يؤكد لدي كل الغيورين علي مكتسبات الثورة. أن ثمة إحساساً بخطر حقيقي أو ردة والتاريخ يذكر لنا أمثلة عديدة في العالم والمنطقة ومصر حول »الردات علي الثورات«. لقد قال الأستاذ بوضوح في تليفزيون الدولة إنه يتوجس خيفة من استمرار بقاء حسني مبارك في شرم الشيخ المعزولة عن مصر بفعل فاعل والتي تسمح له حرية التحرك في أي وقت هو وعائلته ونجله وزبانيته. هذا كلام خطير في وقت يتسم بالسيولة الثورية لا الانضباط الذي تبشرنا به الحكومة والذي يجعلنا نتمني أو نتوهم أننا سنستريح لما حققناه من خلع مبارك ونظامه المستبد. هل يمكن أن يعود مبارك ونظامه يا مصريون؟ هل يمكن أن ننام بعيون مغمضة ثم نصحو علي كابوس عودة جمال مبارك وفلول حزبه ورجال أعماله وانكشاريته؟ هل ما نخشاه ونعيشه الآن مجرد حلم أو سيناريو فيلم؟ أنا لا أطرح أسئلة مريض بفوبيا مبارك أو نظامه، ولكن أثير كل دوافع عدم النكوص للخلف وأستفز كل القدرات والطاقات التي صنعت ثورة 25 يناير، وأدعو الجميع ألا يغمض عينه وألا يستريح لما حدث بل لابد من استمرار نوبة الصحيان في الميدان والجدع جدع والجبان جبان، وحتي أصوغ قلقي في إطار عقلاني سأطرح عدة أسئلة تبرر هذا القلق من عودة أذناب النظام الذي يري البعض - وأنا منهم - أنه لم يسقط بعد تماماً:

1- لماذا الإصرار علي استمرار حكومة شفيق المشبوهة والتي تضم وزراء الحزب الوطني الفاسد من القدامي والجدد ومثلاً وزير مثل سامح فريد وزير الصحة هناك شبه اجماع من زملائه علي أنه نقطة سوداء في ثوب الطب الأبيض ودليلهم نجاحه بالتزوير علي قائمة الحزن الوطني؟!

2- من المسئول عن تحرك مظاهرة تأييد حسني مبارك الجمعة الماضي وما الداعي لها إلا إذا أراد بعض

محركيها إثارة الفتنة بين المصريين، خصوصاً بعد يوم »موقعة الجمل« ثم لماذا لم يستدع المتهمون في هذه الموقعة والمعروفون بالاسم حتي الآن؟

3- العديد من أفراد عصابة »موقعة الجمل« وهم من رجال الأعمال وقيادات الحزب الوطني ورجال الشرطة المرتبطين بهم أليسوا هم أنفسهم خلف المظاهرات الفئوية في أنحاء مصر لإثارة الفوضي والقلاقل؟

4- بعض رجال الأعمال مثل عراب التوريث إبراهيم كامل ومحمد أبوالعينين والسويدي وغيرهم، أليسوا علي صلة حتي الآن بحسني مبارك ونجله.. وما المانع أنهم يوظفون ثرواتهم التي نهبوها من دم المصريين في فعل أي شيء لعودة النظام السابق وإفساد فرصة المصريين بثورتهم؟

5- ما علاقة هذه الفئة من رجال الأعمال بعدد من أفراد سكرتارية مبارك الذين يساعدونهم في تحريك انكشاريتهم السرية في بعض المواقع في مصر ومنهم سكرتير مبارك الشخصي اللواء أبوالوفا رشوان الذي يحتاج ملفه في استغلال نفوذه والتربح وجمع المليارات لصفحات طويلة؟

6- لماذا سكت وزير الداخلية اللواء محمود وجدي عن بعض مساعدي حبيب العادلي من رجال جمال مبارك وأبقاهم في مناصب مهمة؟

7- كلام أنس الفقي في مداخلة محمود سعد بالتليفزيون المصري وقوله إنه سيعود للتليفزيون وسيجري حواراً مع مذيع آخر ينتمي لتليفزيون بلده - يقصد مصر وكأن سعد أصبح مذيعاً لدولة موزمبيق - هذا الكلام صدر عن الفقي بثقة يحسد عليها وجرأة وقحة - إن صح التعبير - وهو يوحي بأن الرجل ترك منصبه كوزير لكنه واثق أنه عائد كيف.. لا أعلم؟

يا شباب مصر احذروا هؤلاء.. احذروا عودة انكشارية النظام، احذروا أن تضيع مصر من أيدينا مرة أخري بعد أن انتزعتموها وحررتموها بدماء الشهداء.. احذروا.. احذروا.