رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وداعا للاحتقان النوبي وتمزيق النسيج المصري

شرفت بأنني كنت نائبا عن الدائرة الثانية بأسوان وتشمل مركزي كوم أمبو ونصر النوبة في برلمان الثورة خلال الفصل التشريعي 2005/2010 وشرفت بأن اتبني مطالبهما خلال هذه الفترة.

وتقدمت بمشروع قانون لفصل مركز نصر النوبة عن مركز كوم امبو ليصبح لأهالي النوبة دائرة انتخابية مستقلة حتي يصبح لهم تمثيل برلماني دائم يحمل همومهم ومشاكلهم إلي وزارات وأجهزة السلطة التنفيذية، كما قدمت طلب تعديل أثناء نظر قانون كوتة المرأة بحيث يتضمن القانون فصل واختصاص مركز نصر النوبة بدائرة انتخابية مستقلة، إلا أن الحزب الوطني الراحل تصدي لهذه المحاولات ومنع إنشاء الدائرة الانتخابية.

كنت شريكا لهم في معظم المؤتمرات والاجتماعات التي كانت تهدف إلي تفعيل المطالب النوبية في الوقت الذي كانت تتخلف فيه شخصيات نوبية مهمة حتي لا تضار مصالحها الشخصية من جراء هذه المشاركة.

كما تصديت لكل المزاعم الحكومية في عهد الرئيس المخلوع التي كانت تفسر الطلب النوبي بإعادة التوطين في قري النوبة القديمة علي ضفاف البحيرة بأنه رغبة في الانفصال وإنشاء دولة مستقلة.

وقد شاءت المقادير أن أكون بينهم في اللقاء مع الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بصحبة وفد الدبلوماسية الشعبية الذي يضم النائب الوفدي مصطفي الجندي والنائب علاء عبدالمنعم والاستاذ حمدين صباحي والأستاذ جورج إسحاق والدكتور ممدوح حمزة.

وأوضحت للسيد رئيس الوزراء والمجموعة الوزارية المصاحبة له أن القضية النوبية باختصار تتمثل في طلب أساسي هو إعادة توطين أهالي النوبة في قراهم القديمة التي كانت علي ضفاف النيل قبل تهجيرهم منها علي عدة هجرات متتالية بدأت عند بناء خزان أسوان عام 1902 واستمرت مع بناء السد العالي في الستينيات من هذا القرن موضحا أن أسباب هذا المطلب تتمثل في المعاناة التي عاناها أهالي النوبة طوال مدة إقامتهم في مركز نصر النوبة الذي تمت الهجرة إليه وهو عبارة عن أرض صحراء شديدة الحرارة خالية من أي نوع من أنواع الزراعات، وأرضه متحركة مما أدي إلي تهدم منازلهم بشكل مباشر فضلا عن أنهم يعشقون تلك الحياة النيلية الزراعية التي عاشوا فيها هم وأباؤهم وأجدادهم من آلاف السنين مسترشداً في ذلك بأن المطرب النوبي محمد منير أفضل من غني للطبيعة.

وكان من الضروري أن أوضح للدكتور عصام شرف أن ادعاء الأجهزة الأمنية للنظام الساقط بأن أهالي النوبة يريدون العودة إلي جنوب السد العالي للتحالف مع النوبة في السودان والمطالبة بدولة

مستقلة هو من قبيل الهراء والهرطقة وأشبه بأفلام الخيال الأمريكية، لأن أهالي النوبة يدركون أنهم من أصول الحضارة المصرية القديمة الممتدة منذ آلاف السنين في عمق التاريخ والتي استطاعت أن تحافظ علي سماتها الشكلية والموضوعية حتي الآن، ومن ثم لا يمكن أن نتصور أن يفكروا في الانفصال عن بلدهم، هذا فضلا عن طبيعتهم المسالمة، فهم لن يفكروا يوماً من الأيام أن يمتلكوا سلاحاً ولو عصا خشبية، ولم يسبق لهم أن تعدوا علي أحد ولو بالقول، فإذا أخذنا في الاعتبار أنهم لم يقصروا طلب العودة علي أنفسهم، وأنهم يطالبون منذ سنوات بإعمار كل ضفاف البحيرة ليعود الخير علي مصر كلها وعلي كافة المصريين، لأدركنا أن الحياة التي ستنشأ علي ضفاف البحيرة سوف تضم نفس النسيج المصري الذي يضم النوبة والصعايدة والوجه البحري، ومن ثم يكون الحديث عن انفصال النوبة هو من قبيل التضليل الذي يخفي وراءه الأسباب الحقيقية التي منعت النظام السابق عن إعمار ضفاف البحيرة والتي لا أري أنها تختلف عن الأسباب التي منعته من زراعة القمح أو بناء الكوبري الذي يربط مصر بالسعودية أو إنشاء سوق عربية مشتركة أو إزالة الحواجز بين الدول العربية وإقرار حرية التنقل.

وطلبت من السيد رئيس الوزراء أن يكون اسم الهيئة هو الهيئة العليا لإعمار ضفاف البحيرة وقري النوبة القديمة ليفهم كل مصري أن مشروع إعادة توطين أهالي النوبة في قراهم القديمة هو مشروع أصغر ضمن مشروع قومي أكبر وهو إعمار ضفاف البحيرة لصالح مصر وكل المصريين لأقول في النهاية وداعاً للاحتقان النوبي.