عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سن إبرة

 

كتبت قبل سنوات عن قصة المحجبة التى صعدت المترو وسط الزحام ، فلما انكشف الحجاب عن كتفها أسرعت صديقتها المسيحية - أمام عينى - لإعادة ستر ما انكشف ، رغم أن ما يظهر منها أكثر مما سعت لستره عند صديقتها المسلمة . فى المقابل قامت فنانة مسلمة معروفة عثروا فى حادث شهير على عبوات " توبس" فى ثلاجتها وهى غير متزوجة ، بمهاجمة المحجبات بزعم أن الحجاب يؤذى المسيحيات ، ويشعرهن بالغربة فى المجتمع لو ارتدت كل مسلمة الحجاب !! مسيحية تدفعها سماحتها لستر ما ترى مسلمة وجوب ستره ، حسب عقيدتها ، ومسلمة تتمسح فى المسيحيات حتى لا تعترف بأنها لا تريد أن ترتدى الحجاب ، ولو تركناها لنفسها ما ارتدت ملابس أصلا !!

أكرر هذه القصة قبل أن أتوجه بنصيحة مخلصة لشباب الثورة .. لا تخوضوا معارك النخبة المنافقة والجاهلة والسطحية ومعارك اللادينيين ولا أقول العلمانيين .. فبعضهم صريح فى عدائه للدين يضع فتحة على العين والبعض يضع الكسرة لينسبها إلى العلم دون أن يدرى - أو يدرى - أنه يسب الدين من خلال اعتباره أن الدين ضد العلم وهذا معناه ببساطة أن الدين عندهم هو الجهل . والناس فى مصر مسلمون ومسيحيون متدينون بطبعهم .. وإذا كانت حالة الخوف التى يبثها اللادينيين فى الإخوة المسيحيين تدفع بعضهم أحيانا لإتخاذ مواقف يبدو فيها الأمر وكأن المسيحيين فى كفة والمسلمين فى كفة ، كما حدث فى الاستفتاء الأخير ، فإن هذا لن يستمر طويلا .. وإذا استمر فهو يستفذ مشاعر المحايدين ويدفعهم بدورهم وبطبع تدينهم الفطرى لاتخاذ مواقف تصب فى مصلحة تيار كالاخوان المسلمين على وجه الخصوص .. وهم تيار محظوظ .. يعيش على غباء خصومه أكثر مما يعتمد على قوته الحقيقية !! فالبسطاء فى مصر لا يعرفون التقسيمات التى يتحدث بها المثقفون عن التيارات الدينية وما بها من خلافات ومسميات . يعرفون أن الدين تهمة ملصقة بالإخوان المسلمين بفعل ما كان يردده النظام السابق ، ويبدو أن غباء البعض حاليا يضاعف هذا التصور .. لذلك فكل من يستفذ فطرتهم يدفعهم دفعا لأحضان الإخوان .