رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أمريكا تبيع الوهم؟!!




القمة الأمريكية الخليجية كان مرتبا لها ان تضم معظم قادة دول مجلس التعاون الخليجى مع الرئيس الأمريكى عدا سلطان عمان، وكانت المؤشرات والترتيبات تسير فى هذا الاتجاه، وقام وزير الخارجية الأمريكى بوضع لمسات كثيرة قبيل مائدة القمة، والمتوقع انعقادها اليوم، وكثير من الأوراق تم ترتيبه وايضًا كثير من الصفقات، ولكن يبدو ان دول الخليج العربى اكتشفت ان النتائج المتوقع الوصول إليها أقل من طموحات دول الخليج. وان ما سوف تصل إليه القمة لا يَصب مباشرة فى صالح حل الأزمات والتوترات الحالية، بل يَصب فى خانة المصالح الامريكية الإيرانية الإسرائيلية، وان المطالب والمصالح الخليجية تحتل درجات ومراتب متأخرة.

والمعادلة المهمة فى سيناريو أعمال القمة تدور حول الملف النووى الايرانى وتأثير الاتفاق الأمريكى الايرانى على أمن دول الخليج العربى، ثم الوضع فى اليمن وارتباطه بالدور وفرض النفوذ الايرانى على مسار الأحداث، والملف الثالث هو مستقبل سوريا فى ظل النفوذ الايرانى أيضًا والحل السياسى المنتظر دون الأسد كما يطلب الخليج العربى أم بالأسد كما ترى ايران وأمريكا.
ويبدو من تطور الأحوال فى سوريا او فى اليمن ان قادة مجلس التعاون شعرت ان أمريكا واوباما يستخدمون دول التعاون من اجل تحقيق الأهداف الامريكية الإيرانية، ولا يسيرون فى الاتجاه الآخر وهو حماية أمن المنطقة واستقرارها من منظور دول الخليج العربى.
بل ربما يكوّن قادة مجلس التعاون اتجاها أمريكيا بتمكين ايران من اليمن وإعطاء الحوثيين الضوء الأخضر لقيادة اليمن مع التخلص من على صالح وتمكينه من الخروج الآمن إلى منفاه الاختيارى، وان أمريكا وإيران تصران على عدم حل الأزمة السورية بدون الأسد، وان يظل جزءًا من الحل وليس جزءًا من المشكلة.
كل هذه التوقعات جعلت قادة الخليج العربى لا يتوجهون جميعا للقاء الرئيس الأمريكى، وتخلف العاهل السعودى

عن القمة  وهى رسالة قوية من الرياض تعلن عدم الرضا عن النتائج المنتظرة، ولكن السعودية لم تغلق الباب كاملا ولذا قرر قادة الخليج عدم المشاركة الكاملة، وهى رسالة ذكية للمسار الأمريكى الايرانى وان قبول دول الخليج بالدروع الصاروخية على حساب أموال وثروات الخليج لن يجعلهم يقبلون حكم الحوثى والأسد من اجل الاستمرار الأمريكى الايرانى فى تنفيذ الاتفاق النووى. والمنتظر بعد ظهور نتائج القمة الا نرى فتورا فى العلاقات الامريكية الخليجية، ولكن ربما نرى تحولات فى التوجهات السياسية لو اصرت أمريكا وضغطت من أجل تنفيذ مخططاتها، وربما لا نرى صداما ولكن يتوقع ان نجد للخليج سياسات جديدة، ويبدو ان المخطط الأمريكى يتعامل مع دول الخليج على انها تتبع وترضى بما ما تتطلبه أمريكا، ولكن الأيام سوف تظهر للجميع كيفية التعاطى الخليجى مع الحسابات الامريكية المشتركة والتى بدأت فى التلاقى على حساب عرب الخليج، وان الأيام المقبلة ربما نرى الأمريكان يعترفون بان الخليج ليس عربيا وإنما فارسى. ولكن بدون الذهاب إلى هذه الرؤية المستسلمة، فإن هناك أملاً كبيرًا على قادة التعاون الخليجى وما سوف ينتج عن هذا اللقاء التاريخى المهم.
‏ Sharaidy11 @ hotmail. Com