عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نور النبى

الخروج من مكة المكرمة بعد صلاة يوم الجمعة الى مدينة الحبيب أشبه بزحام يوم الحشر من شدة الزحام وكثافة السيارات التى تسير فى دائرة صغيرة، انها مشكلة تشبه من اضطر للنزول الى وسط القاهرة فى عز الظهر، ويستغرق الخروج من مكة المكرمة قرابة ساعة من الزمن، ولكن الدنيا تختلف ما أن تبدأ فى التحرك من بعد حدود الحرم المكى، وبعد مسجد التنعيم وهو مسجد السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها وأرضاها، وهو المسجد الذى تُبْدأ منه أولى خطوات العمرة للمقيمين مؤقتا فى  مكة أو من أدى عمرة ويريد الثانية.

وعلى الطريق الممتد لنحو ٤٥٠ كيلو متراً تتأمل المسافة التى قضاها الرسول الكريم فى الخروج مرتجلا على قدميه وسط جبال  مكة القاسية والطريق الوعرة، وصعوبة المسير وأيضاً صعوبة المهمة فى الانتقال بالدعوة من أوساط الجبال الخشنة والقلوب  القاسية  الى مدينة  النور والقلوب الهادئة المطمئنة، والسؤال المحير والمثير للشفقة والإعجاب تَرَى كيف تحمل عليه الصلاة والسلام صعوبة الطريق والجبال خلال الرحلة بالرسالة من مكة الى المدينة، وما هى حجم المشاق والصعوبات التى واجهها الرسول واصحابه، والسؤال يدور على لسان ولسان حالى  زوجتى ورفيقتى الدائمة باْذن الله فى العمرة وزيارة الحبيب، هل المصاعب التى نشكو منها خلال الرحلة التى تستغرق بضع ساعات تقترب من معاناة حامل الرسالة خلال خروجه من مكة تحت ستار الليل ووحشة الجبال والطرق والحيوانات الشرسة، وما نحن فيه اليوم من سيارات  فارهة وتكييفات واستراحات على الطرق ومطاعم ووسائل راحة.
المقارنة تقول اننا فى نعمة، وان الرسول الأعظم وصحبه كانوا ابطال، وبدون شك، لذا  كانت الجائزة الكبرى هى مدينة النور، والتى أضاءت بنور الله المشع من الرسالة المحمدية.
وعندما تصل الى مدينة الحبيب تنسى كل شىء الا نور المصطفى، ويفيض عليك هذا النور كلما اقتربت من منزله العامر بزوار بيت الله الكريم، وما احلى ان تصل الى شباك الرسول وتبلغه السلام وكل سلامات الاحبة والقلوب المرهفة بحبه ومتشوقه للزيارة والسلام، وما اجمل ان تصلى فى الروضة الشريفة التى وصفها صاحب الأخلاق الرفيعة بأنها روضة من الجنة « ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة».
وتسير فى شوارعها مطمئنا باشا مستريحا، لأنك فى جوار الحبيب تنهل من حبه وبركته وتشعر ان

هذا الاقتراب يقربك اكثر الى نور الله، وان النور الذى اقترب من سدرة المنتهى قد دخل روحك وارتفع بك الى السموات السبع والى عرش الرحمن، فتسجد  بالقرب من شباك النبى وتقول الحمد لله الذى أفاض علينا من نعمه، وكنا من معتمرى البيت وزوار الحبيب صلى الله عليه وسلم.
وفى ظل نور الحبيب وفى مدينته العامرة بزواره، وفى نعم النور المطل على كل الأنحاء تطل على ذكرى اول زيارة اقتربت فيها من مقام سيدنا النبى للسلام عليه من اكثر من أربعين عاما، عندما استشعرت  حب أهل المدينة لنا أهل مصر، وأردت كصحفي صغير ان اعرف السبب فسألت فتى صغيرا من اهل المدينة عندما كانوا يبيعون ويشترون عن هذا السر، فقال لى الا تدرى حقا فقلت له أنر لى الحقيقة فقال الا تدرى أنكم اخوالنا، اى أخوال اهل المدينة والجزيرة العربية قاطبة، وافضت فى سؤالى المهنى كيف يا فتى المدينة ؟!  فقال اليست ستنا هاجر عليها السلام ام سيدنا اسماعيل  الجد الأكبر للحبيب  عليه الصلاة والسلام.. مصرية.. الأصل والحسب والنسب.ومن مدينة بهنسا فى صعيد مصر.  فقلت له لقد كشفت لى السر واخجلتنى. ومن يومها كلما زرت الحبيب وتكحلت عيناى بنوره الفضفاض اشعر بالامتنان الى ماء زمزم الذى خرج من تحت اقدام سيدنا اسماعيل وستنا هاجر. فكان النور الذى اهدانا اليه نور الاسلام، ونور حامل الرسالة الذى أفاض من مدينته  المنورة الى الدنيا باكملها وصلى الله عليك وسلم حبيبى يا رسول الله. يامحمد.