رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عاصفة مكة

من نعم الله على أن تكون كلماتى هذه وأنا أطل على الكعبة بيت الله الحرام، وفى أجواء روحانية عذبة وصفاء نفسى مريح، ودعاء لكل الأقارب والأحباب والاصدقاء والزملاء بأن يحقق لهم أمانيهم، وأن يسترها معهم فى الدنيا والآخرة، واستلهاما لدعاء اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك.. أمين يارب العالمين.

وكلما نظرت الى الكعبة المشرفة تذكرت نعم الله التى منّ بها على عبده الفقير، وأول مرة نظرت الى البيت العتيق فى عام ١٩٨١، وكنا صحبة من الصحفيين الشباب من خريجى كلية الاعلام دفعتى ٧٥ و٧٦ وفى مرحلة العمل الصحفى خارج مصر، كنّا صفوت أبوطالب جريدة الجمهورية رحمة الله عليه وأنا من أخبار اليوم ومن أكتوبر محمد مليح المصرى وأسامة أيوب وأمين أبوالمجد رحمة الله عليه، وزرنا الكعبة فى أول عمرة لنا، ثم أكرمنى الله وصديقى محمد المصرى بالاستمرار فى عملنا فى مجلة الشرق بالدمام حتى أدينا مناسك الحج.
وفى هذا الحج وكنا فى منى علمنا بخبر اغتيال الرئيس السادات، ومنذ تلك العمرة ثم الحج تعلق قلبى ومشاعرى بالبيت العتيق، ولا تفوتنى الفرصة كلما جاءت ان أزوره كل عام.
وأتذكر منذ كانت أرض الحرم وصحن المسجد من الحصى، وكانت مياه زمزم فى قاعات أسفل الحرم وكنا نغتسل بها ونرتوى.
ودارت الأيام وتوالى خدام البيت الحرام من الأسرة السعودية الحاكمة على رعاية وتطوير المناسك لاستيعاب ملايين البشر، والذين يحضرون سنويا من أجل الحج أو العمرة، وتطور البنيان والعمران وأصبحت مكة تزدحم بالأبراج الضخمة، وتوالت التوسعات حتى وصلت إلى أكبر مرحلة فى عهد المغفور له بإذن الله الملك عبدالله، وما زال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يواصل ما بدأه عبدالله وأشقاؤه من آل سعود.
وكلما زاد تعلقى بالكعبة المشرفة ورؤيتى للبشر من كل صوب وحدب وتعلق قلبى بالبيت العتيق، تطل رائحة الحرب من بعيد، وتطل فى رأسى الأفكار عن المخطط الاستعمارى الكبير الذى خطط له الشيطان الأكبر فى البيت الأبيض وتحالفت معه فى التنفيذ تركيا وإيران، وأصبحنا فى المنطقة العربية عرضة للهجمة الاستعمارية الجديدة تحت غطاء التطرف السنى والشيعى من أجل تدمير الدولة العربية.
وكانت عاصفة الحزم الاخيرة والتى تقودها السعودية احد أشكال مقاومة هدم الدولة العربية، والتى وصلت الى اليمن بعدما حلت بالعراق ثم سوريا ومصر وليبيا وتونس ونجحت فى العراق وسوريا تقاوم ولكن ليبيا تتساقط، وفلتت تونس ونجحت مصر، أما اليمن فقد تفكك وتحاول عاصفة الحزم أو عاصفة مكة إيقاف تدهور انهيار الدولة فى اليمن.
ومن هنا ومن امام الكعبة المشرفة ندعو الله الا تسقط اليمن أو تسقط الدولة العربية فى يد التطرف أو الخوارج الجدد والظلاميين الأشرار، اللهم احم أمتنا العربية وحصنها من السقوط تحت خيول الظلام والتخلف، وأرحم بيتك الحرام من دعواى التخلف والظلام المتستر برداء الدين والإسلام منهم براء. وتحيا العروبة فى ظل الاسلام المستنير وبيت الله الحرام.