رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

زيارة مهمة لرجل مهم



الزيارة التى تعيشها مصر الآن للرئيس الروسى فلاديميير بوتين تعد بلغة اهل السياسة الأخطر والأهم ونقطة فارقة فى العلاقات الدولية فى المنطقة.ويراها البعض وأنا منهم قد تكون الأهم بعد زيارة نيكيتا خرشوف لمصر عند الايذان بتشغيل السد العالى مع الزعيم الخالد جمال عبد الناصر فى الستينيات, وينظر اليها اولاد البلد على انها زيارة وتجارة ومصالح دول.وفى المنطقين صحة كبيرة وفهم عال ورؤية واقعية مهمة فى تاريخ مصر وروسيا بشكل خاص .وفى تاريخ العلاقات الدولية بين القوى العظمى بشكل أعم.وبشكل واضح وعملى بين علاقات العالم بواقع الشرق الاوسط.

والواضح ان مصر فى حاجة سياسية واقتصادية لهذه الزيارة بنفس احتياج روسيا للخروج من محاولة الخنق البطيء التى تمارسها امريكا واوربا ضد روسيا,ورسالة روسية للغرب بأن روسيا عائدة الى الشرق وسوف تساند سوريا ومصر وربما ليبيا واليمن.ومعظم هذه المناطق مناطق تماس مع الممارسات الامريكية لفرض منهجية الفوضى الخلاقة التى زرعتها المخابرات الامريكية.لتفتيت وتمزيق الدولة التقليدية فى المنطقة وتوظيف تيارات الاسلام السياسى والتطرف الدينى للوصول الى الفوضى المنشودة على انقاض الدولة المقامة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.
والرسالة الروسية تتناغم مع الرسالة المصرية لامريكا والغرب ,ورفض مصر لاستمرار سياسة فرض وتمرير الفوضى الخلاقة للدمار والتشتت. وان مصر تعيد النظر فى إلقاء كل علاقاتها واحتياجاتها فى السلة الامريكية فقط.وان مصر تنوع الان فى مصادرها الاقتصادية والعسكرية .ولن تخضع لأي احتكار وفرض سياسة اقتصادية أو سياسية أو عسكرية. بل سوف تمارس حقها فى بناء مقوماتها كما تحب وكما ترضى وترضى شعبها الرافض للوصاية بأى شكل من الاشكال.
مصر لن تقدم لروسيا ما يجعلها خاضعة لضغوط أو سياسيات. بل سوف تتعامل مع مصالح مصر العليا .بل سوف تصل مع روسيا إلى أبعد الحدود دون اقامة قواعد روسية على ارضها .ولكنها سوف تفتح كل الابواب لكل مجالات التعاون البناء.
وسوف تحاول مصر احياء ملفات

العلاقات المتبادلة دون الوقوع فى نفس مطبات التعامل مع الادارة الامريكية .كما انها سوف تفتح الباب للروس ليمارسوا دورا متوازنا مع الدور الامريكى من اجل الحفاظ على استقلالية القرارات فى المنطقة .وعدم الخضوع لأى ابتزاز سواء من واشنطون أو موسكو.
ومصر لن تتكاسل فى الحصول على اقصى دعم وخبرة من روسيا فى كل المجالات حتى الطاقة النووية.ومشروعات التنمية فى منطقة قناة السويس والصناعات الثقيلة سوف تفتح الباب لعودة الصناعة الثقيلة لحضن الدولة المصرية من جديد بعد انهيار كبير خلال سنوات تتجاوز 40 عاما.
الذكاء السياسى المصرى والروسى على المحك .وسوف تفتح العقول والاذهان ابوابها لرؤية مستقبل جديد للمنطقة .وعودة روسيا مع الصين والهند سوف يحول كثيراً من المسارات الى تحقيق رغبات شعبية وآمال مهمة منتظرة. وصمود العلاقات ضد العبث والمقاومة الامريكية سوف تجعل هذه العلاقات فى انبوب الاختبارات حتى تستعيد المصالح المصرية والروسية مقومات نجاحها فى ظل العولمة الغربية والامريكية.
انها لحظات مهمة وخطيرة فى مستقبل المنطقة.ومصر لن تستبدل الروس بالامريكان .بل ستدخل فى معدلات صعبة للتنوع.ولحظات لاستعادة دور يعيد التوازن فى المنطقة ويوقف التدهور الحالى الذى تصنعه امريكا لواقع الدولة فى المنطقة.انها زيارة تستحق الترقب للنتائج. والمنابعة. ورؤية الاثار على وجه الرئيس الامريكى اوباما.