رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ورطة اليمن التعيس؟!!

عشنا وتربينا على ان أمن مصر القومى إحدى بواباته ومنافذه فى اليمن السعيد, وتحديدًا عند باب المندب على بوابة عدن المحافظة الجنوبية. وعندما خططت مصر لحرب أكتوبر العظيمة كان اغلاق بوابة البحر الأحمر

إحدى الوسائل الاستراتيجية لمنع أى امدادات من المحيط الهندى أو الأطلسى إلى إسرائيل. واتيحت لى عام 2000 جولة لمدة أسبوع على ساحل المحيط عبر اليمن فشاهدت أيامها كيف ينسق الرئيس السابق على صالح مع الأمريكان وقادة البحرية الأمريكية التى تجول بوارجها فى الخليج العربى وعلى سواحل اليمن والبحر الأحمر.
واليوم الرسائل تتوالى إلينا منذ تمت إزاحة على صالح وفق المبادرة الخليجية والرعاية الأمريكية. وكان مفترضًا ان يتوارى صالح إلا أن هذا لم يحدث، وتحالف الرجل مع أنصار الله «الحوثيين» رجال إيران, وتم إرهاب الرئيس اليمنى هادى  أكثر من مرة. وتذكيره بأنه كان نائبًا لصالح وانه جاء ليكون توافقيًا مرتين عندما اختاره صالح ليكون نائبا ومرة أخرى عندما اختاره صالح والمبادرة الخليجية ليكون رئيسًا, وفى المرحلة الأولى ظل الرجل على صمته, وفى المرحلة الثانية أراد ان يكون رئيسًا, فأظهر له صالح العين الحمراء, فخرج له الحوثيون أكثر من مرة. ووقع معهم تفاهمات عدة. ولكن هذه المرة كان الرسالة له كبيرة.وحددوا اقامته, وتوالت الرسائل له وللمنطقة.
وخرج اليمن بشكل واضح من كونه سعيدًا تاريخيًا إلى مرحلة لن تقل تعاسة عن مرحلة الامامة التى وقف عبد الناصر فيها بجوار اليمنيين ليتحدوا ويحاولوا بناء اليمن السعيد.ولكن اليوم اليمن التعيس دخل عنوة إلى مخططات التقسيمات العالمية التى تستخدم العملاء والدين فيها ليكونا ادوات التقسيم والتمزيق والتفتيت. وهذه المرة يبدو الدور الايرانى أكثر وضوحًا وتفصيلاً, والشارع اليمنى يفور ويثور منذ هبات الربيع العربى, ومثلما حدث على سطح الخريطة العربية ركب الدين والعملاء فوق اكتاف الشعب ليقودا السفينة إلى مرحلة الغرق والتقسيم وفق المخطط المرسوم. وللاسف لم يقم

الجيش اليمنى بالدور السياسى والوطنى الذى كان لابد ان يقوم به لحساب الشعب اليمنى وترك الواقع والأرض والمستقبل لمن يخطط ويرتب على حساب أهلنا فى اليمن.
والآن ربما تهدأ الأمور قليلاً, ويدخل اليمن إلى المرحلة التى يتم فيه التفتيت ديمقراطيًا, وعبر الصناديق, ولكن هذه المرة سوف يرى أهل الخليج ان الحساب المقبل سوف يكون قاسيًا وان أمن السعودية ومصر على المحك, ولن نستغرب إذا افقنا يومًا لنجد من يطالب بنصيب فى الكعبة المشرفة أو نيل مصر وهما إحدى الغايات والمراهنات التى دخلت إلى اللعب السياسى المكشوف منذ ان تم ترك على صالح فى اليمن دون ان يخرج منها مع المبادرة الخليجية, وأيضا بعد ان تم توفير الأمن والأمان له وعدم الملاحقة أو المحاكمة على ما قدمت يداه لليمن.
المشهد على كل الأرض اليمنية من الشمال إلى الجنوب والشرق والغرب تشير إلى ان الطوفان قادم, وان سكين التقسيم قادم من اليمن, وعندما لم تنجح العملية فى مصر وتعرقلت فى سوريا رفعها الأمريكان بأياد محلية وايرانية فى اليمن. والمشهد الآن يلقى بكل الأسئلة المحرجة على مجلس التعاون وجامعة الدول العربية ومجلس الدفاع العربى الذى استدعاه د. نبيل العربى من منفاه الاختيارى.. ترى ماذا أنتم فاعلون؟!!