رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجيء بالفرعون على سريره .. ليرى نتاج ظلمه للناس

يوم الاربعاء الماضى الثالث من اغسطس2011 لم يكن يوما عاديا فى حياتى وحياة ملايين البشر فى مصر والعالم .  انه يوم محاكمة الظالم والطاغية ونجليه وطغمة من نظامه البائد.والذين تتم محاكمتهم بتهم القتل العمد او التحريض على قتل الشهداء بجانب الاضرار بالمال العام والاستفادة من وظائفهم ابتداء من الرئيس المخلوع ونجليه وباقى الطغمة الظالمة. وبدأت متابعتى لاحداث المحاكمة قبيل بدئها بنحو 48 ساعة .حيث شاهدت الاستعدادات امام اكاديمية الشرطة وخاصة من خارجها حيث الساحة التى يتجمع بها طلاب الاكاديمية اثناء الخروج للاجازات او بعد العودة.وشاهدت فجر  يوم المحاكمة استعدادات التليفزيونات  والفضائيات التى جاءت لنقل الحدث.وسيارات الاسعاف وسيارات الصيدلة التى تحمل الادوية المناسبة سواء للمتهمين اوعلاج الناس داخل  او خارج  مقر المحكمة.ومع بدء المحكمة ونهايتها ولد فجر مصرى صنعته دماء شهداء شباب ثورة 25 ينايرووضع لبنته فلاح مصر الفصيح عندما بداً يشكو حكامه منذ نحو 7 الاف سنة. وخلال عمر الامة المصرية صبر شعبنا العظيم صبرا طويلا حتى ينصلح حال الحكام.ويبدو ان صبر المصريين لاحدود لها. حتى جاء جيل من الشباب رفض استمرار هذا الصبر القاتل,فما كان من حكام مصر إلا ان واجهوا ثورة الشباب بالقناصة والرصاص المطاطى .فكان لابد من رحيل الظالمين .ودفع شباب مصر الثمن عندما حاولوا الارتقاء بمصر الى زمن علوم المستقبل .فماكان من الحكام الظلمة ونظامهم الا محاولة العودة بنا الى زمن ركوب الجمال والبغال والحمير.وجاء مفساد مصر الاعظم المتهم محمد حسنى  السيد ابراهيم مبارك الى مقر المحكمة.وحملته طوافة رسمية مجهزة بكل مستلزمات علاج واسعاف المتهم المريض.ودخل المتهمون الى قفص الاتهام فكان المفساد الاكبر على سرير طبى متحرك  بوجهة مرتاح وتبدو عليه علامات الصحة عدا بعضا من امراض الشيخوخة.ويحمل مصحفا وبنفس ذات صبغة الشعر المعتاد عليها وحلاقة ذقن ناعمة وزى ابيض خاص بالمحبوسين على ذمة القضايا وفى معصمه ساعة كبيرة الحجم.واخذ المتهم يتابع وقائع الجلسة اما نجلاه المتهمان فقد وقفا امام ابيهما للعمل على حجبه عن عيون الكاميرات .وحمل كل منهما مصحفا .ولم يبخل المتهم جمال مبارك عن امطار ابيه بالقبلات بين حين واخر ربما ليكفر بها عن النتيجة التى اوصل والده اليها.والملاحظ ان قصة المصاحف ارتبطت بالتواجد داخل القفص.لانهما عند الخروج من المحكمة لم تكن المصاحف فى ايديهما !!.اما بقية الطغمة فتقدمهم سفاح الداخلية المتهم حبيب الذى لم يترك له حبيبا .ولم ينشر العدل المرتبط باسمه فكان لابد ان يكون بزى السجون الازرق .والتى طالما اكتوى منه ومنها شعب مصر الصابر.وجلس فى مقدمة المتهمين .وخلفه 6 من كبار مساعديه منهم اربع بالزى الابيض واثنان بالزى العادى لانهما غير محبوسين حتى الان.ومع سريان الوقائع ولعبة محامى المتهمين فى محاولة ارباك المحكمة او اعادتها الى محاكم اخرى او فتح الابواب للاستماع الى نصف شعب مصر.فقد كان القاضى المستشار احمد رفعت حازما شديدا ولينا فى احيان اخرى.ولكن المشهد انتهى الى رفع رأس مصر عاليا.وقدم للتاريخ صورة مصر الحديثه.وجعل اسم مصر خفاقا فى سماء العدالة.وقدمت المحاكمة العادلة للنظام الفاسد  درسا كبيرامفاده ان للظلم نهاية بل وقصاصاً

.كما ان الدرس المتواصل لكل حاكم او رئيس مقبل او اى مسئول او رئيس فى اى مكان او زمان كن عادلا يحمك الله ولا تهان اهانة هذا المخلوع ورجاله.وكن عادلا تحميك عدالة السماء ويرفعك الشعب فوق الاعناق.ولكن بعدما حسم القاضى موقفه وحدد موعداً لمحاكمة المفساد الاكبر .ونقله الى المستشفى العالمى على طريق مصر الاسماعيلية وجدناه يبقى بالمستشفى قرابه الساعة .وبقى معه ايضا نجلاه المتهمان وربما المتهم وزير الداخلية الأسبق. والملاحظ ان نجلى المخلوع خرجا بعد لقاء امهما فى داخل الاكاديمية .وخرجا منشرحي الصدر والابتسامة على وجهيهما.وايضا المصاحف غادرت ايديهما.فما كان من المتهم علاء الاان يحاول اغلاق الكاميرا التليفزيونية.اما جمال المتهم فلم يكد يخرج من الداخل حتى قام بمصافحة عدد من الضباط  خارج القاعة .اما الطامة الكبرى فهى ان احد كبار الضبط قام بتادية التحية العسكرية لحبيب العادلى .ووسط هذه الصورة النهائية كان هناك مشهد مهم حيث التفت نخبة حراسة خاصة  حول سرير المخلوع بعدما غادره اثناء الاستراحة او المداولة او اثناء الفترة السابقة لنقله الى المركز الطبى العالمى.وواضح انه غادر سريره الطبى بسهولة ويسر والتقى افراد اسرته وبعضا من رجال الطغمة الظالمة.وتساءل خبيث ماذا لو كانت هناك مشكلة فى المحكمة او شب حريق .هل كان المخلوع سيظل راقدا على سريره ام سيهرب ويجرى بعيدا.سؤال لا اجابة له.ولكن القصاص العادل بدا يسرى فى اركان محكمة التجمع الاول مقر اكاديمية الشرطة .والتى كانت تحمل اسم المخلوع ولكن سبحان المعز المذل.وايضا كان اخر احتفال للمخلوع يحضره فى نفس المكان الذى يحاكم فيه.ويومها احتفل مع المتهم العادلى بيوم الشرطة قبل موعده المحدد .وكأنه ترك هذا اليوم للشباب ليتمكنوا من تغيير وجه مصر. وليكون رجال العادلى وقود اشعال الثورة بما اقترفوه من جرائم قتل الثوار بتعليمات وامر من الرئيس الاعلى للشرطة.وايضا تنفيذا بيد وزيرهم المتهم.انها لحظة باهرة ومبهرة فى تاريخ الامة.لعلها تكون عبرة لمن يعتبر.ودرسا لكل ظالم سواء كان رئيسا لبلد او مصلحة او مؤسسة او جريدة او مصنع.وان عدل الله قريب.

[email protected]