وجيء بالفرعون على سريره .. ليرى نتاج ظلمه للناس
يوم الاربعاء الماضى الثالث من اغسطس2011 لم يكن يوما عاديا فى حياتى وحياة ملايين البشر فى مصر والعالم . انه يوم محاكمة الظالم والطاغية ونجليه وطغمة من نظامه البائد.والذين تتم محاكمتهم بتهم القتل العمد او التحريض على قتل الشهداء بجانب الاضرار بالمال العام والاستفادة من وظائفهم ابتداء من الرئيس المخلوع ونجليه وباقى الطغمة الظالمة. وبدأت متابعتى لاحداث المحاكمة قبيل بدئها بنحو 48 ساعة .حيث شاهدت الاستعدادات امام اكاديمية الشرطة وخاصة من خارجها حيث الساحة التى يتجمع بها طلاب الاكاديمية اثناء الخروج للاجازات او بعد العودة.وشاهدت فجر يوم المحاكمة استعدادات التليفزيونات والفضائيات التى جاءت لنقل الحدث.وسيارات الاسعاف وسيارات الصيدلة التى تحمل الادوية المناسبة سواء للمتهمين اوعلاج الناس داخل او خارج مقر المحكمة.ومع بدء المحكمة ونهايتها ولد فجر مصرى صنعته دماء شهداء شباب ثورة 25 ينايرووضع لبنته فلاح مصر الفصيح عندما بداً يشكو حكامه منذ نحو 7 الاف سنة. وخلال عمر الامة المصرية صبر شعبنا العظيم صبرا طويلا حتى ينصلح حال الحكام.ويبدو ان صبر المصريين لاحدود لها. حتى جاء جيل من الشباب رفض استمرار هذا الصبر القاتل,فما كان من حكام مصر إلا ان واجهوا ثورة الشباب بالقناصة والرصاص المطاطى .فكان لابد من رحيل الظالمين .ودفع شباب مصر الثمن عندما حاولوا الارتقاء بمصر الى زمن علوم المستقبل .فماكان من الحكام الظلمة ونظامهم الا محاولة العودة بنا الى زمن ركوب الجمال والبغال والحمير.وجاء مفساد مصر الاعظم المتهم محمد حسنى السيد ابراهيم مبارك الى مقر المحكمة.وحملته طوافة رسمية مجهزة بكل مستلزمات علاج واسعاف المتهم المريض.ودخل المتهمون الى قفص الاتهام فكان المفساد الاكبر على سرير طبى متحرك بوجهة مرتاح وتبدو عليه علامات الصحة عدا بعضا من امراض الشيخوخة.ويحمل مصحفا وبنفس ذات صبغة الشعر المعتاد عليها وحلاقة ذقن ناعمة وزى ابيض خاص بالمحبوسين على ذمة القضايا وفى معصمه ساعة كبيرة الحجم.واخذ المتهم يتابع وقائع الجلسة اما نجلاه المتهمان فقد وقفا امام ابيهما للعمل على حجبه عن عيون الكاميرات .وحمل كل منهما مصحفا .ولم يبخل المتهم جمال مبارك عن امطار ابيه بالقبلات بين حين واخر ربما ليكفر بها عن النتيجة التى اوصل والده اليها.والملاحظ ان قصة المصاحف ارتبطت بالتواجد داخل القفص.لانهما عند الخروج من المحكمة لم تكن المصاحف فى ايديهما !!.اما بقية الطغمة فتقدمهم سفاح الداخلية المتهم حبيب الذى لم يترك له حبيبا .ولم ينشر العدل المرتبط باسمه فكان لابد ان يكون بزى السجون الازرق .والتى طالما اكتوى منه ومنها شعب مصر الصابر.وجلس فى مقدمة المتهمين .وخلفه 6 من كبار مساعديه منهم اربع بالزى الابيض واثنان بالزى العادى لانهما غير محبوسين حتى الان.ومع سريان الوقائع ولعبة محامى المتهمين فى محاولة ارباك المحكمة او اعادتها الى محاكم اخرى او فتح الابواب للاستماع الى نصف شعب مصر.فقد كان القاضى المستشار احمد رفعت حازما شديدا ولينا فى احيان اخرى.ولكن المشهد انتهى الى رفع رأس مصر عاليا.وقدم للتاريخ صورة مصر الحديثه.وجعل اسم مصر خفاقا فى سماء العدالة.وقدمت المحاكمة العادلة للنظام الفاسد درسا كبيرامفاده ان للظلم نهاية بل وقصاصاً