رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حاكموه سياسيًا؟!!

جموع الشعب المصرى كان لديها أمل ورغبة ان يقتص لها القضاء من مبارك ونظامه ورجاله، حتى الذين يؤيدونه من خلال حبهم له فى قناعاتهم ان مبارك ونظامه مدانون، وانه ونظامه قداخطاءوا، بل وأجرموا فى حق كل هؤلاء الملايين الذين يدفعون وسوف يظلون يدفعون ثمن كل الجرائم التى اقترفها مبارك ونظامه وأسرته.

إذن القضاء قال كلمته قبل الأخيرة فى حق مبارك ونظامه، ومازالت هناك كلمة أخيرة أمام محكمة النقض، إما أن تقر الحكم ويصبح نهائيا، وإما ان تنقضه وتتحول محكمة النقض إلى محكمة موضوع وتعيد المحكمة من جديد. واذا تم هذا ربما تحكم عليه ببضع سنوات وربما تسقط القضية بوفاته، وفى كل الأحوال المحكمة لن تجد أمامها وفى أوراق القضية ما يساعدها على ان تقتص للشهداء أو لكل المصريين الذين أذاهم مبارك ونظامه بظلمه وجبروته وربما ضعفه فى آخر أيام حكمه، حيث ترك مقاليد الأمور للزوجة والابن ورئيس الديوان.
والحقيقة ان نظام مبارك هو الذى حمى مبارك نفسه، وان النيابة فى المحكمة الاولى التى رأسها المستشار أحمد رفعت لم تجد فى أوراق القضية ما يدين مبارك، وان من أعد هذه الأوراق هم رجال داخلية مبارك ورجال العادلى، وعندما حاولت النيابة ان تقوم بنفسها جمع الأدلة فشلت، ولم يمكنها العادلى ورجاله من الحصول على ما يدين مبارك وبالتالى يدين العادلى ورجاله الستة.
الحقيقة ان القضاء العادل لن يستطيع ان يحاكم مبارك على ما أجرمه فى حق المصريين ككل، وان القضية المعروضة على القضاء لن تقتص للمصريين والشهداء، وكما قال المستشار الرشيدى إن التاريخ ورب العباد هو من سيحاكم مبارك ورجاله، وهذه حقيقة مهمة، وان محاكمة مبارك فى هذه القضية لن تجدى كثيرًا، وان محاكمة مبارك سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وتشريعيًا هى الأجدى،

وان ما اقترفه مبارك فى حق المصريين وخاصة فى النصف الثانى من حكمه كان جرائم كبرى، ولن يغفر التاريخ له ولن يغفر له المصريون حتى لو كان هو الوحيد صاحب نصر أكتوبر.
ملفات مبارك يجب ان يتم فتحها، وان يبادر الرئيس السيسى بإعلان تحقيق العدالة بكافة اشكالها على جميع المصريين، وان المؤسسة العسكرية لا تغفر لمن يجرم فى حق الشعب حتى لو كان المجرم من احد أبناء هذه المؤسسة العريقة والوطنية.
انها لحظة تاريخية لن تعيق مسيرة المصريين،وسوف يقول التاريخ كلمته فى مبارك وطبعا رب العباد، أما الشعب المصرى فلن يترك حقه المعلق فى رقبة مبارك ونظامه وسوف يأخذه منه فى الدنيا والآخرة، ودم الشهداء الذين ماتوا فى زمنه وفى وقت ولاية نظامه فلن يغفروا له سواء كان من قتلهم مبارك أو الإخوان أو حماس، فهذا كله غير مهم ولكن المهم ان دماءهم معلقة فى رقبته ولن يستطيع ان يقول لله لقد قتلتهم أو فشلت فى حمايتهم، وأمام ميزان العدل سوف يحصل كل شهيد على حقه من رقبة مبارك، ولله الأمر من قبل ومن بعد، ولَك الله يا مصر ضد كل ظالم وباغٍ.