رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

غرفة عمليات أكتوبر

فى بداية عامى الدراسى  الجامعى الاول 72 /73 بجامعة القاهرة خرجت فى اول مظاهرات ضد السادات.

وكنت مع جموع الشباب المحتج على عدم رد العدوان الاسرائيلى.وهتفنا ونادينا بالثأر والانتقام.وكان عام الضباب .وازداد غضبنا وحنقنا على السادات.ولماذا لا ينفذ الخطة جرانيت التى اعدها عبد الناصر قبل وفاته.وكنت وزملائى الطلاب  الشباب نزداد حنقا واحباطا من السادات.وفى يوم السادس من اكتوبر 73 كنت اتجه من  المدينة الجامعية بالجيزة  الى مسطرد مروراً بشبرا الخيمة فى اتوبيس مزدحم.وكانت وجهتى بيت خالتى الكبرى رحمة الله عليها وكنت مهجرة من السويس هى واسرتها .وكان اهلى واسرتى قد هاجروا ايضا من بورسعيد الى المنصورة حيث لحقوا بجدى لامى وجدتى  حيث سبقونا الى الدقهلية والتقى جانب كبير من عائلتى المهجرة بجوار دار ابن لقمان .
وفجأة واثناء سير الاتوبيس الذى يقلنى انطلق صوت المذياع ليعلن اعتداء اسرائيلياً على قواتنا فى القناة.وكان بيانا غريبا.سرعان ما تلاه بيانات مدوية بان قواتنا ترد على العدوان.وتم الاعلان عن عبور القوات البرية بعد الضربات الجوية وطلقات المدفعية وخراطيم المياه التى شقت خط بارليف.وعبرنا الهزيمة وانقشع الضباب الذى كان يخدع به السادات اسرائيل.وعادت الكرامة.وانتصرنا.وانتهى العام الدراسى الاول وبدأت عامى الجامعى الثانى فى دراسة الصحافة بمعهد الاعلام والذى تحول الى كلية متخصصة للاعلام وبدأت التدريب فى قسم النقابات العمالية مع المرحوم الاستاذ حامد زيدان وزميلىّ ودفعتى رفعت فياض بأخبار اليوم ومحمد الشماع فى الاخبار.واصطحبنا زيدان الى جريدة العمال التى يصدرها الاتحاد العام لعمال مصر.وجاء مرور عام على حرب اكتوبر.وبدعوة من القوات المسلحة   لرئيس التحرير الاستاذ الجليل احمد حرك المحرر العمالى الشهيرلحضور اول لقاء للرئيس انور السادات مع الصحافة فى مقر غرفة العمليات التى ادار منها المعركة.واصطحبنى رئيس التحرير معه كمحرر عسكرى لتغطية الحدث.وكنت اصغر صحفى شارك فى هذه التغطية وسط قادة القوات المسلحة ورئيس الجمهورية من جانب وفطاحل الصحافة من

جانب اخر.
واتذكر الاساتذة موسى صبرى وعلى حمدى الجمال وغيرهم ممن اتذكرهم كل عام كلما نشرت الصحف الصورة التى ضمت كل هذا الحشد من رجال الجيش والصحافة.ومازالت الصورة محفورة فى ذاكرتى .وشعرت بالفخر عندما احتضننى الى جواره الراحل الجميل الاستاذ فاروق الشاذلى اشهر محرر عسكرى للاخبار.وبكل الحب كأنه يغرسنى وسط جيل العمالقة مشيرا الى الاستاذ موسى صبرى الذى لم يكن يعرفنى بان هذا الشبل زميلنا فى الاخبار.وانتهى هذا اليوم المشهود فى تاريخى.وخرجت صحف اليوم الثانى بتغطية الحدث وكانت صور اللقاء فى صدر الصحف القومية .وافردته على مساحات واضحة وكانت لقطة اللقاء بين السادات والمجلس الاعلى للقوات المسلحة ورجال الصحافة على مساحة عرض الصفحة الاولى.ولم اكن اتوقع ان تحتل هذه الصورة صدر الاهرام اليومى.ووجدت زميلى فى الدفعة وصديقى الاستاذ محمد الزرقانى يبحث عنى والفرحة مرسومة على وجهه والاهرام فى يده الاخرى.ويومها داعبنى بأن دفعتنا بدأت تحتل صورها الصفحات الاولى للصحف .
وتمر الايام ونحن بين ايادى العام الاربعين على ذكرى اكتوبر والعبور العظيم.ومابين الحدث والتاريخ مرت فى النهر مياه كثيرة.وما زلنا نعيش كل اللحظات .ونرتوى من كل الدروس والعبر.بعد ان عبرنا الهزيمة بمصرنا العظيمة الى تسلم الايادى..تسلم يا جيش بلادى.وكل عام ومصر بخير وعزة وكرامة.

[email protected]