الورطة في صحافة مصر المحروسة
معظم صحفنا قومية وحزبية وخاصة بعد ثورة 25 يناير وسقوط النظام المفساد تحولت إلي نشرة للعري السياسي الفاسد، إلا من رحم ربي، وتمكن من ركوب الثورة من ركب. وأقصي المجلس الأعلي للقوات المسلحة وحكومة د. شرف بعضا ممن يستحقون جزاءهم. ولكن إعلامنا الورقي انحدر إلي منزلق التغطية اليومية لأخبار الفساد والمفسدين سواء أمام النائب العام أو جهاز الكسب غير المشروع أو سجن المزرعة ومتابعة أخبار دولة طرة. بجانب دغدغة الحواس بأخبار عجوز شرم الشيخ والتبشير بقرب نقله إلي سجن المزرعة. وتأرجح القرار ما بين النقل والبغددة. ومحاولات تسلق البعض لأسوار المستشفي للتمتع بالرؤية البهية. أو الاقتراب من تورتة عيد الميلاد. وقضم قطعة من حلوي الهارب الإسباني المتمصر.
بجانب اغراق صحفنا الميمونة في الترويج لدولة السلفية المزيفة، والاشارة إلي سيطرتهم علي أركان مصر المحروسة. في محاولة لإيهام النخبة أو الرأي العام أن الثورة اسقطت النظام الفاسد. ووضعت مكانه الدولة الغيبية. ويتم تثبيت الفكرة بما حدث في معركة الجمل أو قرية صول أو مباراة كرة القدم وصولا إلي أحداث دولة إمبابة الشعبية. وتشير مجريات الأمور هنا في سياق السيناريوهات التي يتم رسمها من كفلاء الحزن الوطني المحلول إلي أن ورطة الصحافة في مصر مصيبة كبري. وإذا استثنينا بعضا من الصحف الحزبية أو الخاصة من الانزلاق في مطباق الصحف شبه الحكومية.. إلا أنها تغرقها أخبار الفساد في منزلق يتم رسمه من دهاقنة رجال إعلام وصحافة الحزن الوطني المحلول. بهدف جرها إلي ركاب الصحف شبه الحكومية في إشعال بكائية الحنين إلي دولة أمن العادلي. وإلي ذرف الدموع علي دولة المفساد الأعظم القابع علي سريره الرئاسي في الشرم بالقرب من حماية قوات الأمم المتحدة وفق المعاهدة إياها. وبالقرب من حماية أولاد العم وسط محمية الإسباني المتمصر. والصحف الخاصة والحزبية تستطيع الهروب من فخ نشرة الفساد. والتجاوب مع قرائها إلي التطلع إلي مستقبل البلاد والعباد. أما صحفنا القومية فحدث ولا حرج. فنري أن رجال الحزن الوطني من داخلها وخارجها ينفذون مخططا شيطانيا لجعل القارئ في حالة دهشة وانبطاح لتلقي أخبار الفساد. وتحولت نشرات الصحف القومية إلي جرعة هيروين يومية. تسهم في إدمان أخبار دولة طرة بكل محتوياتها. ويصر دهاقنة الحزب الوطني في قيادة المؤسسات الصحفية القومية علي مسح خريطة بناء مستقبل مصر. وجعل العقل المصري في حالة دوخة وانهيار وانبهار بقوة