رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شفانا الله من استهبالكم واستحمارنا واستغفالنا!!

يبدو أن الشاعر الثائر نزار قباني قد وضع يديه علي نقطة ضعفنا أمام الحكام أو الرؤساء. والذين يحكموننا شفقة علينا ورحمة بنا. ولأننا من الطيبة والعبط فقد قرروا ان يتفضلوا علينا ويحكمونا. بل ويركبونا هكذا قال علي كل رؤساء جمهوريات العبط والطيبة كما يظنون فينا. فقال القباني:

كلما فكرت أن أعتزل السلطة

ينهاني ضميري

من تري يحكم بعدي هؤلاء الطيبين؟

من سيشفي بعدي الأعرج

والأبرص

والأعمي

ومن يحيي عظام الميتين؟

من تري يخرج من معطفه ضوء القمر؟

من تري يرسل للناس المطر؟

من تري

يجلدهم تسعين جلدة؟

من تري يصلبهم فوق الشجر؟

من تري يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟

ويموتوا كالبقر؟

كلما فكرت أن أتركهم

فاضت دموعي كغمامة

وتوكلت علي الله

وقررت أن أركب الشعب

من الآن إلي يوم القيامة

.. وعندما مات شاعر الحب والثورة لم يكن هناك حاكم عربي قد تجاوز السن الافتراضية. حيث وصلنا الي مدد حكم لا تصدق لرؤساء الجمهوريات العربية. وأن الرئيس التونسي السابق حكم 22 عاماً. ورئيس مصر السابق 30 عاماً واليمن 32 عاماً وليبيا 42 عاماً. ألسنا فعلاً شعوباً عبيطة أو طيبة. تترك كل هؤلاء يفعلون ما شاءوا فينا. ونظل نعبد فيهم هذا الصنم الفرعوني الذي يمن علينا بحكمته وخبرته. بل كان فرضاً علينا ان نشكر الرئيس وكل رئيس علي حسن سلوكه. الا ترون معي انهم لم يخطئوا. بل نحن الذين اسرفنا في قبولهم واستمرارهم. وربما استمرأنا وجودهم. وتعودنا علي بلع السم كل صباح في انتظار لحكمة الرئيس وفرماناته الالهية السماوية وانتظرنا ان يشفي الاعرج والابرص والاعمي وان يسقط المطر واصبحنا مرضي بهم. وقام رجال كل فرعون منهم من خلال الاعلام الرسمي التليفزيوني. وأيضاً تليفزيونات رجال الاعمال بجانب الصحافة القومية المنهوبة كل هذه الاجهزة التي يديرها اتباع الرئيس وحملة مباخره حتي هذه اللحظة. كلهم ساهموا في تغييب عقولنا ورسم الصورة الالهية للفرعون الذي لا يتمتع بملذات الحياة مثلنا نحن شعوب الجبارين والمفترين عليهم لدرجة ان احدهم تباكي علي حرمان الرئيس من لذة طشة الملوخية. مما جعل سيدة القصر تنهره امام مدير القصر علي هذا التدني والنفاق لفخامة الرئيس السابق. والصورة متشابهة في كل جمهوريات الطيبة أو العبط

أو المماليك والامارات من المحيط الي الخليج. وعندما خرجت الشعوب لتطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية قبل لقمة العيش. وجدت في طريقها الجيوش العربية النظامية. وقد انقسمت الي فريقين الأول انحاز للشعب كما حدث في تونس ومصر. والاخر انحاز للسلطة كما يحدث في ليبيا والبحرين وسوريا واليمن وايضاً الاعلام مثل الجيوش. له نفس القوة. ولا يقل في خطورته عن القوات المسلحة. ويستطيع ان يعلو بالثورات ويعبر عنها وعن مطالب الشعوب وأيضاً يستطيع ان يصنع الفتنة وأن يغيب العقول وان يعيد وضع السم في العسل للشعوب وايضاً لقواته المسلحة. واذا كنا نري علي ابواب التليفزيون العربي في مصر وامام نقابة الصحفيين المصريين الاصوات التي تطالب بسرعة التغيير. وتطالب الاصوات بإنهاء هذه الحالة من الأزمة الاعلامية والتي تعتمد علي قاعدة ان رجال الرئيس السابق موجودون علي مقاعدهم باصرار ولا يريدون المغادرة خوفاً من المحاكمة وخوفاً علي مصالحهم المتضخمة فإن مصلحة الوطن تستدعي التعجيل بحركة التغيير المؤقتة وألا نكون في مصر نموذجاً سلبياً للعالم العربي المنتفض. بل يجب ان نظل القدوة والراية. وان يكون حكامنا العرب واعلامنا الرسمي والحكومي والخاص والمستقل معبرين عن الشعب ومخلصين له ولمصالحه. وان نترك مصالحنا واهواءنا واهدافنا الخاصة خارج نطاق دورنا. وان نظل للثورة حصنا وللشعب درعا. وللفساد سيفاً. ولله والوطن ننحني ونقبل التراب الذي ارتوي بالدم الطاهر لشهداء مصر وثورتنا العظيمة.

[email protected]