عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أبانا العسكرى.. الميدان فى انتظار الثورة الثانية؟

يوم الجمعة 11 فبراير من العام الماضى انتظر المصريون إعلان تنحى المخلوع طويلاً. وحاصروا قصر العروبة.فأقلعت 3 طائرات مروحية منذ العصر وحتى دخول المساء الى شرم الشيخ.وكانت تحمل المخلوع ثم أسرته وأحفاده.

واحتفل الميدان برحيل رأس النظام.بعدما أعلن نائبه اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات السابق عن خطاب التخلى وتسليم السلطة الى المجلس الاعلى فى واقعة شابها العوار الدستورى. وكان الأوقع والأسلم ان يسلم مقاليد البلاد إلى نائبه الذى لم يستمتع باللقب سوى أيام قليلة.ومع فرحة الناس برحيل طاغية بغى وتكبر فقد تركوا الميدان فرحين وكلهم ثقة ان المجلس الأعلى سوف يحمى الثورة ويحاسب الظلمة ويعيد للمصريين حقوقهم وكرامتهم .وبعد مرور نحو 15 شهراً شعر المصريون بخيبة رجاء.وظهر ان المجلس الأعلى لأبينا العسكرى لم يكن يرغب سوى فى وقف سيناريو التوريث وكفى.وتداعت الأحداث وتشارك أبونا العسكرى مع الإخوان فى صياغة الاستفتاء الشهير وتلاه الإعلان الدستورى الأشهر. وشرب الإخوان من نفس الكأس التى أرادوا أن يشرب منها كل المصريين. وأولى جرعات السم مع الترياق المفقود كان فى انتخاب البرلمان ذى الأكثرية النسبية لتيارات الإسلام السياسى بكل ما حمل من قنابل موقوتة للانفجار فى وجه المجلس الأعلى أو الحكومة المعينة ثم تشكيل الجمعية التأسيسة لإعداد الدستور بكل ما حالفها من عدم توازن مجتمعى أو سياسى وأخيراً البطلان. ثم انتخابات الرئاسة وما صاحبها  من مواد قانونية تجرأ الاخوان بالتعامل معها. ولكنهم لم يجرؤ ولن يجرؤوا من الاقتراب من المادة 28 فى الإعلان الدستورى. والتى تحصن عمل اللجنة الإدارية العليا للانتخابات الرئاسية والمكونة من قضاة عظام. وتقضى المادة التى شارك فى صنعها المستشار الجليل طارق البشرى والمحامى والقيادى الاخوانى صبحى صالح والتى تحصن عمل اللجنة المكلفة بمباشرة أعمال الانتخابات الرئاسية من الألف إلى إعلان اسم الحاكم بأمر المجلس الأعلى. ولا يستطيع كائن من كان الطعن أو الاعتراض على أى خطوة من مراحل الانتخابات بعد الاعتماد الرسمى لأسماء المتسابقين  على حكم المحروسة.ولقد تم وضع الشروط للترشح لهذا المقعد بإحكام وحنكة من الإخوان والمجلس الأعلى. وتصور المستشار الجليل والإخوان ان المسألة باتت قاب قوسين أو أدنى.وكانت أولى الصدمات أو الصراعات مع المجلس الأعلى عندما بدأ المجلس الأعلى يحصن نفسه بالإعلان الدستورى صنيعة ومشاركة الإخوان. فاصطدموا بعدم قدرتهم على تشكيل حكومة منتخبة من البرلمان وأن العصمة  التى اعطوها للمجلس الأعلى سواء كان ذلك ثقة فى ان المجلس الأعلي من أجل أن يجاريهم على طول الخط أو  ربما ليخاف منهم ويرضخ. ولم يتم هذا أو ذاك وبدأ الصراع والعناد. ويبدو أن المجلس الأعلى قد حسبها بدقة ولكن ليس لحسابهم حتى لو وقف فى كل الشوارع والميادين على مسافات من الكل. ولن يصدق رجل الشارع صحة أو صدق هذه المسافات.وعندما وصل الصراع إلى السطح فبدأ الحاوى يخرج من قبعته كل الطيور والثعابين.وأخرج المجلس الأعلى أول الكروت ضد مرشح التيار السلفى وبدأ فى حرق مجاديفه من خلال إظهاره بالكذب فى قصة

جنسية الأم. فتحسب الإخوان للصدام فأخرجوا الشاطر أمين بيت مال الجماعة. فبدأ التلويح القانونى بقصة رد الاعتبار وعدم الأحقية فى الترشح.فقدم الإخوان البديل محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة ليكون بديلا للشاطر فى حالة الاستبعاد. وألقى النظام بأقوى رجال مبارك ونائبه اللواء عمر سليمان ورئيس جهاز المخابرات المشهود له بالقوة ولكنه  كان  قد فشل فى كثير من ملفاته وخاصة السودان والمصالحة الفلسطينية وغيرهما من قضايا تعذيب المصريين.ولكن نزول رئيس جهاز المخابرات مع الفريق أحمد شفيق عرضا المنصب المنتظر لحملة من الاستهتار والاستهزاء. لأن الشعب عندما ثار على مبارك لم يكن مستهدفا مبارك الشخص فقط أو الابن أو الزوجة والأم بل كان يستهدف كل النظام. ووصلنا الآن إلى لعبة تكسير العظام ما بين تيارات الإسلام السياسى والمجلس الأعلى والكل يستخدم القانون لفرض رؤيته.والأغرب أن هؤلاء أو هؤلاء لا يرون على أرض مصر المحروسة غير أنفسهم.ونسوا إلا من رحم ربى أن هناك ثورة قد قامت من أجل العيش والكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية. وأن الناس عندما تركوا الميدان لغيرهم تولوا هم زمامنا وزمامهم.وعندما تصل الأمور الى نقطة اللا عودة وهى تقترب، فإن الميادين سوف تمتلئ بالملايين مرة أخرى. ولكن بدون مغادرة لها إلا برحيل نظام مبارك بالكامل. والثورة الثانية سوف تكون برائحة الدم لأن هناك بلا شك من لن يترك مكانه بسهولة.وهنا لابد للمجلس الأعلى ان يعيد للثورة مكانتها وللشعب قدره ومقداره. وألا يعيد لشخص مبارك الاعتبار فى إعادة السلطة له من جديد من خلال نائبه وكأنها رد للجميل عندما تخلى المخلوع للمجلس بدلاً من النائب، والآن أصبح الدور على النائب ليسترد تركة مبارك بدلاً من الابن.وفى النهاية احذروا غضبة الشعب الذى استهترتم به كثيراً واستهنتم به أكثر. وعندما تثور الشعوب بجد فلن ينفع طوفان مبارك ولا رجاله ولا إخوانه. إلا إذا رضخوا لإرادة الشعب الذى لا يثور إلا نادراً . واحذروا الثورة الثانية لأنها لن ترحم من تواطأ أو خان.

[email protected]