عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يا أبانا العسكرى: بورسعيد لا تنتظر زعتر غزة أو زيت الزيتون؟!

التقرير المبدئى للجنة تقصى الحقائق التى أرسلها مجلس الشعب إلى بورسعيد وزع دم شهداء «ألتراس» الأهلى والمصرى على القبائل، ورغم أنه اتهم الأمن بالتقصير إلا أنه لم يحدد أو يشير أو يلمح عن المحرض والمخطط وصاحب المصلحة من هذه المجزرة،

وبحث فقط عن كبش فداء، وأعتقد أن النيابة العامة رغم جهدها المقدر لن تصل إلى أكثر من هذا، وربما تضيف اتهامات إلى الأشخاص الذين نفذوا الجريمة ولن تستطيع النيابة العامة توجيه أى اتهام إلى الفاعل الحقيقى أياً كان سواء كان المخلوع أو نظامه أو رجاله، وهذا حالنا فى كل القضايا التى كنا نتابعها على الشاشات وأصبحنا نثرثر معلوماتها على حوارات «الشات»، والآن ونحن فى انتظار تحقيقات السيد النائب العام، ولا أمل لنا فى تحقيق أو توجيه الاتهام إلى المحرض والمخطط الرئيسى، والآن نحن أمام جريمة أخرى تدفع ثمنها بورسعيد المدينة والناس والتاريخ، فمنذ انتهاء تلك الجريمة الممتدة أصبح على بورسعيد تسديد هذه الفاتورة، وبالفعل بدأ أبناء هذه المدينة الصلبة الإحساس بالحصار النفسى والمادى، وتحولت هذه المدينة لأول مرة إلى جزيرة مصرية محاصرة أو معزولة مثلما يحاصر جيش الاحتلال غزة الصامدة، ورغم أن قيادة الجيش الثانى الميدانى تحركت كرد فعل للواقعة، ولم يكن موجوداً بشكل واضح قبلها أو أثنائها، وجاء هذا التحرك أمنياً فنزلت القوات والمدرعات إلى قلب المدينة ومنافذها، وأصبحت تؤمن الواقع الحياتى، بجانب أنها تقوم بتوزيع «كراتين» تحتوى على مواد غذائية كالتى توزعها القوات المسلحة خلال شهر رمضان!، وفى تقديرى هذا خطأ رغم حسن المقصد فأهل بورسعيد رغم احتياج قطاع غير قليل إلا أنهم لديهم عزة وكبرياء تقولان للجيش يجب أن تيسر الحياة الطبيعية للناس التى لا تنتظر سوى الأمن والأمان والطرق المؤمنة لوصول الطلاب إلى جامعاتهم خارج بورسعيد فى أمن وأمان، وهذا جانب: أما الحصار النفسى والمعنوى والدور الأسود للإعلام الرياضى فهذه قضايا تحتاج إلى تدخل حاسم، والدور الذى يمارسه الإعلام الرياضى خاصة المتطرفين منهم وأصحاب المصالح يعد سبة فى جبين هؤلاء الزملاء للأسف، لأنهم يروجون لانتقام من شعب بورسعيد البرىء من هذه الجريمة الدنيئة، وبورسعيد أيضاً بريئة ويدها نظيفة من الفعلة المدبرة خارج بورسعيد، وطرة لاند ليست بريئة والمخلوع ورجاله يدهم ملطخة بدم الشهداء، وهذا ما لن تستطيع لجنة مجلس الشعب أو النيابة ولا حتى المجلس الأعلى إثباته أو السعى لإثباته، والآن بورسعيد فى حاجة إلى إعادة صياغة جديدة لواقعها ومستقبلها، وقبل الشجاعة فى فتح هذا الملف يجب أن نغلق ملف الدماء، وأن تتم المصالحة بين بورسعيد شعباً ونادياً ورابطة وبين الأهلى نادياً ورابطة، وأن تتم صياغة هذه المصالحة من خلال المبادرات التى تظهر الآن من خلال رموز مثل الكاتب الصحفى محمد مصطفى شردى، وأستطيع أن أبنى عليها من خلال إحياء ذكرى الأربعين للشهداء، وأن تكون هذه الذكرى رغم الألم المحيط بها توقيتاً مناسباً لإكمال المصالحة بين جمهور الأهلى والمصرى، أما بورسعيد فهى فى حاجة إلى ما هو أبعد من هذا، وتريد أن تشعر بأنها مدينة مصرية وكاملة المصرية، وأن أصابع الاتهام إليها مصنوعة ومغرضة وتهدف إلى فرض التقسيم النفسى والمعنوى على أبناء هذه الأمة، وهذه إحدى

بدايات التقسيم النفسى والعضوى لمصر مثلما تم فى العراق، وهنا يجب أن نعالج بحكمة قضية الشهداء وأن نضع الحقيقة كاملة أمام الشعب، وألا نكتفى بكبش الفداء وفقط، ثم نعيد النظر إلى بورسعيد كمدينة محورية تستطيع منافسة عدن ودبى وسنغافورة، بجانب أن إسرائيل بدأت خطواتها العملية لإنشاء الطريق البرى والسكة الحديد بين البحر الأبيض وميناء إيلات المنفذ البحر الوحيد على البحر الأحمر، خطورة هذا المشروع على قناة السويس وتأثير هذا فى الاقتصاد المصرى عموماً وعلى بورسعيد خصوصاً، كما أن الجدية المنتظرة فى تحريك مشروع شرق بورسعيد تحتاج إلى إعادة نظر، وأن مستقبل بورسعيد شرقها وغربها مازال مرهوناً بأمانة السياسات، ورجال مبارك ويجب أن تعيدوا قراءة خريطة من تم تخصيص الأراضى لهم فى الشرق، وإدارة الميناء من خلال من ثم المدينة المليونية الموعودة من سيديرها، هذا بعض مما فى الشرق، أما الغرب فى بورسعيد المدينة والجزيرة فيجب أن ننظر إليها بعيون يقظة، وأن المنطقة الحرة بمفهومها القديم لم يعد يناسب هذه المدينة، وأن مشروع شبشب وباكو لبان وبدلة حمادة أصبح فى التاريخ، وأن المستقبل فى بورسعيد مرهون الآن بالصناعة والاستيراد وصناعة الملابس الناجحة فى منطقة الاستثمار وإلى تصدر نتاجها للخارج إلا ما ندر ويعد نموذجاً يجب التركيز عليه مع تغيير القوانين بأن يكون للسوق المحلية نصيب كبير، أما الصيد والميناء والسياحة والتعليم فهى موارد لا تقل أهمية عن الصناعة بل تدخل هذه الأشياء فى إطارها، ولكن مطار بورسعيد والذى بدأ يدخل فى نطاق مشروعات التنمية فيجب أن يتم تسريع تشغيله لصالح تنمية الموارد البشرية، وأعتقد أن على خريطة بورسعيد آمال كبرى يجب الاهتمام بها، كما أن مداخل ومخارج هذه المدينة مطلوب نسفها والخروج بهذه الكتلة المتجهة إلى خارجها، وقصة النفق الموعود مازالت تنتظر! بورسعيد يا أبانا ليست غزة ولا تنتظر زيت الزيتون أو الزعتر، بل فى حاجة إلى زراعتهما، وحتى لا تضطر إلى استيراد الخضراوات والفواكه من المحافظات المحيطة، أنها مدينة تحتاج إلى إعادة بناء مستقبلها، ولكن ليس قبل الوفاء بدم الشهداء الذين سقطوا على أعتاب المستطيل الأخضر.

sharaidy@hotmail.com