رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليبيا الثورة بين أمجاد العرب.. وبركان الغضب؟!!

في ليلة عربية مساء الثلاثاء الماضي وفي رحاب دار الأوبرا المصرية كانت هناك أمسية ليبية، دعت إليها إدارة الأزمات الليبية من خلال فرعها بالقاهرة. وبذلت هذه اللجنة جهوداً واضحة لإنجاح الهدف. وهو تكريم الدول والهيئات والمؤسسات والأشخاص الذين قدموا عونا أو دعما لثورة 17 فبراير الليبية والتي اطاحت بالقذافي الطاغية الذي بدأ ثائرا.

وعندما تكلم المنظمون وعضو المجلس الانتقالي الليبي كان واضحا ان المزاج العربي المصاحب لثورات الربيع العربي الذي أتي في عز شتاء العام الماضي كان مزاجا مرتبطا بالإسلام السياسي. فقدم تونس نموذجا جليا حيث تسيد الإسلام السياسي المشهد التونسي. رغم الحراك الديمقراطي الذي وضع الرئيس الانتقالي يساريا ورئيس الوزراء معبرا عن الإسلام السياسي. وتلاه المشهد في مصر المحروسة حيث حصل الإسلام السياسي بروافده ما يقرب من 65٪ من أصوات الناخبين. وأتي بحزب الحرية والعدالة ليتصدر أغلبية مقاعد البرلمان رغم ان مكونه يضم تشكيلة من أحزاب الثورة إلا ان الواضح للناس ان القيادة ستكون للذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في زمن المخلوع والملحوظة في زمن المجلس العسكري. أما في ليبيا فقد برز ان الخلاص من الطاغية الذي بدأ ثائرا منذ قرابة أربعة عقود كان لابد أن يكون علي أياد قوية وذات عقيدة قوية. وخلال زمن ذلك الطاغية كان القهر والقمع جليا ضد قوي الإسلام السياسي. وعندما جاءت ثورة 17 فبراير خرج شباب ليبيا بلحاهم وأسلحتهم وعقيدتهم فساعدهم الغرب وأمريكا في الوصول إلي هدفهم وهو التخلص من حكم القذافي. فدفع الليبيون فاتورة باهظة لتحقيق الهدف. ولم تنته الفواتير حتي اللحظة، لأن التخلص من القذافي كلفهم كثيرا من الدمار والتدمير المادي والمعنوي. وبالتأكيد من ساعد في هذا الخلاص مازال ينتظر تحصيل الفاتورة رغم ان البعض عربيا دفع جانبا منها وحتي يحين موعد السداد الكامل. ومازال هناك الكثير من المسكوت عنه أو المتواري قليلا حتي يستعيد أهل ليبيا قدراتهم وإمكاناتهم ويذهب الكل إلي هناك لتحصيل ما يعتقدون انه الثمن لما قاموا به سواء من الناتو أو من الشرق الأوسط عربيا أو خليجيا أو تركيا. ولكن مازال هناك بعض من الوقت. إلا ان ثوار ليبيا وجدوا ان الواجب يستدعي تقديم نوع من الشكر والتقدير لمن دعم ووقف خلف ثورتهم فكلفوا فرع إدارة الأزمات الليبي بالقاهرة بتقديم واجب الشكر لهذه الدول والجهات. واختاروا القاهرة لتكون النافذة الإعلامية والسياسية لهم لتحقيق

الهدف السريع. فسار الاحتفال وفق ما نظموا. ولانهم ثوار فدعوا أيضا ثوار مصر وثوار سوريا. وغالبا لا يستطيع أحد توقع ما يقوم به الثوار وهذا ما حدث خلال مراسم الاحتفالية حيث شارك الليبيون احتفالهم أحد قادة القوات المسلحة عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة ممثلا لرئيس المجلس. وبمجرد الإعلان عن وجوده واعتلائه منصة التكريم هتف الشباب المصري يسقط يسقط حكم العسكر. فوقع الليبون في حرج بالغ ومأزق دبلوماسي فخاطبوا الشباب بلغة الثوار فهدأوا قليلا. ثم هتفوا مصر وليبيا إيد واحدة. ولم ينته الموقف عند هذا حيث ثار السوريون احتجاجا علي الاحتفال في ظل استمرار مسلسل الدم لشهداء سوريا ضد نظام الأسد. وسرعان ما تدارك هذه المواقف فعجلوا بالفن لعله يوحد الموقف العربي. فجاء سليم سحاب وفرقته ليشدوا وطني حبيبي الوطن الأكبر. والمارد ونخبة من تراثيات الفن الجميل الذي خرج في زمن المد القومي في مصر تحت قيادة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر. والذي احتفلت مصر بذكري ميلاده الرابع والتسعين في 15 يناير الحالي ومنذ أيام. وسار الاحتفال بشكل معقول وظهرت بعض الهنات والنسيان لبعض المكرمين ومنهم تركيا. وتأجيل تكريم الشخصيات العامة وبعض من الإعلاميين الي نهاية الحفل الفني حتي لا يحدث ما يخرب الليلة. ولكن تحت كل الظروف كانت ليلة عربية ذكرت الجميع ان الربيع العربي مستمر. وان الهوي العربي متحرك وان الفن القومي مازال هو الأول في ليبيا. وإنها رسالة ليبية لعودته لصدارة الفن العربي من جديد ليجمع حوله شتات الأمة ويكون رسالة جميلة تحقق أهداف الربيع الذي مازال في عز الشتاء.