ليبيا الثورة بين أمجاد العرب.. وبركان الغضب؟!!
في ليلة عربية مساء الثلاثاء الماضي وفي رحاب دار الأوبرا المصرية كانت هناك أمسية ليبية، دعت إليها إدارة الأزمات الليبية من خلال فرعها بالقاهرة. وبذلت هذه اللجنة جهوداً واضحة لإنجاح الهدف. وهو تكريم الدول والهيئات والمؤسسات والأشخاص الذين قدموا عونا أو دعما لثورة 17 فبراير الليبية والتي اطاحت بالقذافي الطاغية الذي بدأ ثائرا.
وعندما تكلم المنظمون وعضو المجلس الانتقالي الليبي كان واضحا ان المزاج العربي المصاحب لثورات الربيع العربي الذي أتي في عز شتاء العام الماضي كان مزاجا مرتبطا بالإسلام السياسي. فقدم تونس نموذجا جليا حيث تسيد الإسلام السياسي المشهد التونسي. رغم الحراك الديمقراطي الذي وضع الرئيس الانتقالي يساريا ورئيس الوزراء معبرا عن الإسلام السياسي. وتلاه المشهد في مصر المحروسة حيث حصل الإسلام السياسي بروافده ما يقرب من 65٪ من أصوات الناخبين. وأتي بحزب الحرية والعدالة ليتصدر أغلبية مقاعد البرلمان رغم ان مكونه يضم تشكيلة من أحزاب الثورة إلا ان الواضح للناس ان القيادة ستكون للذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في زمن المخلوع والملحوظة في زمن المجلس العسكري. أما في ليبيا فقد برز ان الخلاص من الطاغية الذي بدأ ثائرا منذ قرابة أربعة عقود كان لابد أن يكون علي أياد قوية وذات عقيدة قوية. وخلال زمن ذلك الطاغية كان القهر والقمع جليا ضد قوي الإسلام السياسي. وعندما جاءت ثورة 17 فبراير خرج شباب ليبيا بلحاهم وأسلحتهم وعقيدتهم فساعدهم الغرب وأمريكا في الوصول إلي هدفهم وهو التخلص من حكم القذافي. فدفع الليبيون فاتورة باهظة لتحقيق الهدف. ولم تنته الفواتير حتي اللحظة، لأن التخلص من القذافي كلفهم كثيرا من الدمار والتدمير المادي والمعنوي. وبالتأكيد من ساعد في هذا الخلاص مازال ينتظر تحصيل الفاتورة رغم ان البعض عربيا دفع جانبا منها وحتي يحين موعد السداد الكامل. ومازال هناك الكثير من المسكوت عنه أو المتواري قليلا حتي يستعيد أهل ليبيا قدراتهم وإمكاناتهم ويذهب الكل إلي هناك لتحصيل ما يعتقدون انه الثمن لما قاموا به سواء من الناتو أو من الشرق الأوسط عربيا أو خليجيا أو تركيا. ولكن مازال هناك بعض من الوقت. إلا ان ثوار ليبيا وجدوا ان الواجب يستدعي تقديم نوع من الشكر والتقدير لمن دعم ووقف خلف ثورتهم فكلفوا فرع إدارة الأزمات الليبي بالقاهرة بتقديم واجب الشكر لهذه الدول والجهات. واختاروا القاهرة لتكون النافذة الإعلامية والسياسية لهم لتحقيق