رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السيسي .. والمصريين علاقة حب منطقية

على مر الأيام، يثبت الشعب المصري مدى ثقته وولائه لجيشه العظيم، ولم تأت تلك الثقة من فراغ، فالجيش الذي قام بثورة يوليو (وساندها الشعب) من أجل تصحيح الأوضاع الخاطئة فى البلاد وللقضاء على الحكم الملكى الفاسد، هو نفسه الذي رفض الانصياع لمبارك وحمايته، ووقف بجانب الشعب حتى تنحيه عن الحكم، وهو نفسه الذي خرج في 3 يوليو لتنفيذ أوامر الشعب بعزل الرئيس السابق محمد مرسي بعد عام من التخبط السياسي والصدام مع كل مؤسسات الدولة من قضاء وشرطة وإعلام وحتى القوات المسلحة نفسها.

ولم ينس الشعب لجيشه دعمه ومساندته له، وردّ الجميل لها عندما طلب الفريق أول عبد الفتاح السيسي من الشعب النزول للميادين وتفويضه للقضاء على الإرهاب والتطرف، حيث لبى الشعب النداء وخرجت كافة أطيافه تأييدًا وتفويضًا له.
ومن أبرز ما رأيت بجمعة "التفويض" أنها لم تكن سياسية، فالمشاركون كلهم تحكمت فيهم عاطفتهم وحبهم لجيشهم العظيم، رأيت كل الفئات ولكن أكثر ما لفت انتباهي هم الطبقة البسيطة من الشعب المصري فقرائه وفلاحيه وهم يحملون علم مصر وصورة الفريق السيسي ويهتفون "بنحبك وبنأيدك يا سيسي".
ولم يكن الهتاف وحده هو الغالب بل رأيت آخرين يدعون له بـ"السداد في الأمر"، وأن "يعينه الله على أعداء الوطن داخليًّا وخارجيًّا"، فمهما كانت قوة الرئيس وكان أداؤه، لن تكون ثقة الشعب فيه مثل ثقته بجيشه وقياداته.
مليونية "التفويض".. ليست مليونية كسابقيها بل إنها فاقت كل المليونيات، ومن يقول فاقت كل التوقعات لا أتفق معه لأن الجيش عندما يطلب يكون واثقًا أن الشعب سيلبي فهي علاقة غير عادية بينهم والتوقع فيها حتمي بانحياز الطرفين لبعضهما البعض، ورغم محاولات البعض تعكير صفو تلك العلاقة في المرحلة الانتقالية، وكنت مؤيدًا لأن يعود الجيش لثكناته وأن يبتعد عن الحياة السياسية في المرحلة الانتقالية، فإن طريقة إقالة طنطاوي وعنان من قبل الرئيس المعزول أضافت إلى رصيدهما الكثير، ومحت الصورة المشوهة التي رسمها رجال الإسلام السياسي عن الجيش.
فطنطاوي كان يملك أن يرفض الإقالة – ولا يتحدث أحد عن أن الجيش لم يكن سيدعمه والدليل على ذلك أنه عندما نشر خبر بالخطأ عن التحقيق معهما قامت الدنيا ولم تهدأ إلا بعد اعتذار مرسي نفسه عن الخبر وتكذيبه – وأن ينقسم الجيش على نفسه، لكن الرجل آثر على نفسه وغلب المصلحة الوطنية على مصلحته الشخصية ولا أنسى تصريحه الوحيد بعدها لمقرب منه "أن التاريخ لا يكذب وكل شيء سيظهر في وقته".

إن العظماء دائمًا ما يقومون بصناعة أيام

التاريخ وتخليدها بأحرف من ذهب، فاليوم الموافق 26/7/2013 مصر تحتفل وتحيي ذكري زعمائها، فتحيي مصر الذكري الـ57 لتأميم قناة السويس والذي أعلن فيه الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس شركة مساهمة مصرية.
وتأتى  تلك الذكرى فى مناسبة وطنية أخرى تؤكد وطنية الجيش المصرى وحرصه على حماية المصريين والوطن، والتى تمثلت فى دعوة الفريق الأول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع التى قال فيها إن "يوم الجمعة الجاية" الموافق ذكرى تأميم القناة وذكرى موقعة بدر 'لابد من نزول كل المصريين الشرفاء الأمناء، إلى الميادين، حتى آخذ تفويضا وأمر أن أواجه الإرهاب المحتمل، وهي الدعوة التي لبتها كل أطياف الشعب المصري.
مظاهرات اليوم وضعت الفريق السيسي في مصاف قادة العالم أصحاب الكاريزما أمثال تشافيز في فنزويلا ومانديلا في جنوب أفريقيا، فالسيسيى الذي ملأت صوره كل مصر اليوم بجانب عبد الناصر، أحبه المصريون لأنه يتحدث بلغة عبدالناضر لغة بن البلد، وعقلية تشافيز ورؤيته الثاقبة، التي جعلته حبيب الملايين من المصريين. 
شعب مصر طيب، شعر بالأسى والحزن بعد ثورة يناير، لأنه عندما أقال مبارك، وتمت انتخابات الرئاسة وجد أشخاصًا كلهم إما من رجال مبارك ونظامه وإما من الإسلام السياسي المتطرف، وخرج يبحث عن قائد ذي كاريزما يثق فيه ولكنه وجد نفسه مخيرًا بين سيئ وأسوأ، كنت أتمنى وغيري كثيرون رئيسًا رجل دولة وفي نفس الوقت شاب يستطيع أن يقود الدولة نحو حياة أفضل ومستقبل مشرق، وأتوقع أن يكون للسيسي دور في المرحلة القادمة في الدولة، لأن الشعب لن يثق في غيرهم في الفترة الحالية بعد 3 سنوات من الفرقة والضياع، فلا أمن ولا سياحة ولا عمل.