عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب للإخوان: لا تغرّنكم كثرتكم "الواهية"

عندما تُجادل أحد الإخوان حول طريقة إدارة الدولة أو في أي من الأوضاع السياسية، وبالطبع ستهزمه، لا يجد مفرًا من استخدام اللغة المفضّلة لديه وهي "فرد الصدر" وتسمع كلمتهم الشهيرة "ورينا نفسكوا..هتنزلوابالآلاف هننزل بالملايين"، رغم أن عددهم لا يتخطى نصف المليون.

ونسي هؤلاء أو تناسوا أن الغرور بالكثرة عندما أصاب أصحاب رسول الله في غزوة حنين – وبينهم الرسول الكريم –وأعجبتهم قوتهم، عاقبهم الله عز وجل بالارتباك حتى استطاع الرسول الكريم أن يعيد إليهم رشدهم وأن يجمعهم حوله، وعززهم الله بجند لم يروها، وأنزل الله تعالى قوله (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ).
ولكن هؤلاء كان فيهم رسول الله، وكان هدفهم توسيع رقعة الإسلام بسماحة نبيه، أما أنتم فتستخدمون الدين لحماية كرسي الرئيس والضحك على أنصار السلفية الجهادية والجماعة الإسلامية بتطبيق الشريعة وأنه الرئيس الإسلامي، وصدق من قال (شعار الإخوان في 30/6 سنقاتل حتى آخر سلفي جهادي)، ولكن ما عدا ذلك (أي عندما يجلسون مع الغرب) فهم "ناس منفتحة ولا تعرف التشدّد وشيمون بيريز صديقهم الوفي".
وظهر ذلك جليًّا في مؤتمر نصر سوريا باستاد القاهرة، وأنا أفضّل أن أصفه بالمباراة التي لعبها فريق واحد، يحرز أهدافًا فى نفسه ويفرح بانتصارتهم، فجاء هذا المؤتمربنصيحة من مقربين لمرسي لكسب تأييد الإسلاميين قبل 30/6 ولكنه لم يعمل بها كلها حيث أعلن قطع العلاقات مع الرئيس السوري ولم يقطع العلاقات مع إيران التي هي سبب بقاء بشار حيًا حتى الآن، وللأسف - وكما عودونا - قابلوا تصريحاته بالتكبير والتهليل، الشعب كله يتساءل هل يمنعكم الآن أحد من تحرير فلسطين والشهادة في سوريا.. والله هذه هي الشهادة الحق بدلاً من أن تعلنوا أنكم تتمنون الشهادة أمام الاتحادية، عن أي دين تتحدثون؟، في أي دين من يقاتل أخاه المسلم يعد شهيدًا!!!
وظهرت مجاملة مرسي للإسلاميين قبل 30/6 أكثر بتعيين عادل الخياط - الذي ارتكبت حركته التي كان ينتمي لها مذبحة الأقصر الشهيرة في 1997– محافظًا للأقصر وهو ما قوبل برفض محلي ودولي، وبعد أن كانت الدول الأوروبية قد نست تلك المذبحة الوحشية بمعبد حتشبسوت التي أودت بحياة 58 سائحًا، يأتي الرئيس مرسي ليذكّر العالم بها،وفي أول رد فعل دولي على القرار، قرأت خبرين بصحيفة الإندبندنت البريطانية تحت عنواني(الأقصر تحتج على تعيين مرسي للإرهابي الإسلامي السابق محافظًا للمدينة) و(منظموالرحلات السياحية فى بريطانيا يعربون عن قلقهم من تعيين "الخياط" محافظا ًللأقصر).
ولم ينس هم ذلك، وأعلنوا أنهم سيحمون الرئيس وأنهم يريدون الشهادة دفاعا عن الرئيس الإسلامي، واستفزني قول عاصم عبد الماجد "من يخرج لإسقاط مرسي أو المساس بشرعيته  فستثكله أمه وسيدفع ثمنًا فادحًا لتجرئه على الشرعية"، وكذلك قول صفوت حجازي (اللي هيرش مرسي بالماء هنرشه بالدم).. فهل تحويل قضية سياسية لمعركة دينية يمت للإسلام بصلة؟، وهل تكفير معارضي مرسى يمت للإسلام بصلة؟.. اتقوا الله فالإسلام بريء منكم أجمعين.
وحول احتماء مرسي بالإسلاميين، فهل سينام مرسي مرتاحا لو حماه أنصاره وقتلوا معارضيه في 30 يونيو؟، للأسف نام وارتاح، فما حدث في الاتحادية كان كفيلاً بأن يضع مرسي بجوار مبارك وأن يحاكم بنفس التهمة وهي قتل المتظاهرين، وغضّ الغرب الطرف عن الأحداث، ولم يطالبوه كما نادوا مبارك من قبل بأن يستجيب لمطالب الشعب، وهذا أكبر دليل على أن امتيازاتهم في مصر وفي عهد الإخوان زادت وتفوقت على نظيرتها في عهد مبارك.
لا أحد ينكر أن جماعة الإخوان أضاعت فرصة ذهبية عندما وثق بهم الشعب وجاء بهم للرئاسة،ولو عادت لهم تلك الفرصة 100 مرة سيضيعونها لأنهم يبحثون عن مصلحتهم الشخصية وتحسين صورتهم أمام العالم أكثر من خوفهم على بلدنا مصر، ولم تكن جولات الرئيس الخارجية إلا رسالة – بأوامر من مكتب الإرشاد - لتطمين الغرب بأن تلك الصورة التي رسمها لكم مبارك ونظامه عنا ليست حقيقية، ويجب شطب الجماعة من التنظيمات الإرهابية.
كلهم نسوا أو تناسوا كيف قامت ثورة 25 يناير، كيف أنها كانت عبارة عن بعض من الدعوات الفردية لبعض الشباب في القاهرة والجيزة (فقط) للنزول يوم عيد الشرطة للتظاهر والمطالبة بإلغاء انتخابات مجلس الشعب المزور وعيش وحرية وعدالة اجتماعية، هل نسيتم أن الله وقف بجانب هؤلاء الشباب وألهمهم الصبر، ونزل جُل الشعب ونزلتم أنتم بعد ثقتكم أن نظام مبارك زائل وأنه لابد أن يكون لكم دور وجانب عند تقسيم الكعكة، هل ينكر محمود عزت نائب المرشد أنه نزل يوم 26 وطلب من شباب الجماعة المغادرة وأن مبارك سيكمل مدته.
الآن الثورة لم تعد في الجيزة والقاهرة فقط بل طالت كل أرجاء المحافظات، ففي ثورة يناير كان أهل بلدتي بمحافظة الغربية يسألونني (هم الناس اللي في التحرير عايزين ايه)،

أما الآن فهم يسألونني (هنشوفك في التحرير والاتحادية يوم 30 يونيو)، السخط ملأ قلوب الجميع، الفقر والبطالة زادت عن حدها دون وجود خطة من قبل الرئيس أو الحكومة للحد منهما، لهذا قررت محافظات مصر النزول يوم 30/6، لأنه بعد ثورة يناير لن يصمت على مسئول غير كفء مرة ثانية من لا يستحق الكرسي فليرحل البلد تحتاج إلى من يدفع بها إلى الأمام لا أن يعود بها للخلف.
ولم يكن اليوم ببعيد عما أتحدث، حيث دعا الإخوان وأنصارهم إلى تظاهرة، الجمعة، لبيان حجم أنصار الرئيس مرسي – الكبر والغرور لن يفارقهم – وتجمع ما لا يزيد على 100 ألف (جاءوا بالأتوبيسات من كل محافظات مصر)، نشدد هنا على كل محافظات مصر، فلو وجد المعارضون بالمحافظات أتوبيسات تقلهم مثلما يفعل الإخوان لتجمع أكثر من مليون يوميًّا في ميدان التحرير وغيره من ميادين القاهرة، ولم تخلُ فعاليات التظاهرة من تكفير الخارجين يوم 30 يونيو، بل تعدى الأمر ذلك واستبيحت دماء المعارضين الخارجين على شرعية الرئيس المنتخب.
وعن الشرعية التي يتغنى بها أنصار الرئيس فحدث ولا حرج، هم يرددون ولا يفهمون، فالشرعية لها ثلاثة أسس أولها الشرعية السياسية وهي: السلطة التقليدية (القائمة على التاريخ والعادات)، وكلنا يعلم أن تاريخ الإخوان ناصع البياض وتاريخ أنصارهم يخلو تماما من دم المصريين،ثانيًا السلطة الكاريزمية (القائمة على قوة الشخصية) وكلنا يعلم أن الرئيس قراره من نفسه وليس من مكتب الإرشاد، والسلطة الرئيسية القانونية (المستندة إلى إطار من القواعد الرسمية القانونية) ولا ننسى أن هناك نزاعًا قضائيًا يتهم فيه المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق الرئيس الحالي وجماعته بالضغط وإرهاب السلطة القضائية وقيادات المجلس العسكري بأن مصر ستتحول إلى أنهار من الدم في حال نجاح شفيق بالرئاسة.
فعن أي شرعية تتحدثون، الشعب هو مصدر السلطات، والشعب الآن يطالب بانتخابات رئاسية مبكرة، ولو أنكم تعلمون أن لديكم رصيدًا في الشارع وأنكم كما تزعمون وبحسب ياسر علي، مدير مركز المعلومات، ( اللي هو في الأصل دكتور جلدية)، أن شعبية الرئيس تراجعت بنسبة طفيفة لا تؤثر على حكمه، فلماذا التمسك بالمنصب؟، ولكنه حلمكم الذي سعيتم إليه على مدى 80 عامًا.
وعندما أعلن الأزهر رأيه عن تظاهرات 30 يونيو، أخذ منها الإخوان ما لهم وهاجموا شيخ الأزهر فيما عليهم، واتهموه بأنه لم يكن يستطيع أن يقول ذلك في عهد مبارك، وانتشرت الميليشيات الإخوانية الإلكترونية في حرب شرسة على الإمام الطيب، مفارقة عجيبة هل نسي الإخوان أنهم كانوا يأخذون تعليماتهم من أمن الدولة؟، هل نسي الإخوان تصريحات مرشديْهم السابق عاكف والحالي بديع عن مبارك نفسه، بل بلغ ذلك حد وصف الرئيس مرسي رجال مبارك بأنهم "رموز وطنية" وأنهم يخجلون أن ينافسوهم في انتخابات البرلمان.
هناك رجال عليهم دور كبير في الأيام القادمة وستكون كلمتهم هي الفيصل والحكم منهم شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية والأئمة والدعاة الأفاضل، ولا بد أن يكونوا في حالة تأهب واستعداد في حال لا قدر الله تطورت الأمور وسالت الدماء، فالمرحلة القادمة تنتظر منهم قرارًا سيكون شهادة وتوثيق وفخرًا لهم بانحيازهم لمطالب الشعب، وأن يعلموا أن الكراسي زائلة وكلمة الحق هي الباقية.