عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد الدويك يكتب: غزوات الرسول

في إحدى المغارات التي يتترس بها أحد المجاهدين، يداعب سلاحه ويمسح التراب عن مصحفه، بينما يتمتم ببعض الأناشيد الحماسية، دار بيني وبينه هذا الحوار..
*
- ما نحن فيه من ذل أخ دويك سببه تخاذلنا عن الجهاد في سبيل الله.. راجع سيرة الرسول واقرأ غزواته لتعلم أنه عاش يقاتل المشركين حتى أتم الله عليه أمر هذا الدين.

- بما انك تحدثت عن غزوات الرسول فتعال لنستعرض الأمر بهدوء..

الأرقام لا تكذب ولا تتجمل.. الرسول قضى 23 سنة منذ بعثه وحتى وفاته.. تمام.. أول 13 سنة في مكة لم يحدث فيها قتال.. لم يرتفع فيها سيف ولم يرم أحد برمح. إنما هي سنوات المحنة. والصبر والتضحية. ومن لم يستطع الصبر كان الحل هو الفرار بدينه. الهجرة إلى افريقيا. ومنعهم من المواجهة.. وكان أول الفارين بدينهم بنته رقية وزوجها عثمان.

ربما لأنه لا يريد أن يثير كراهية وضغائن بينه وبين قومه.. ربما لأنه لا يريد تعريض حياة تابعيه للخطر وهم قلة ضعيفة.. ربما ليعلمهم التضحية والصبر.. ربما ليثبت في أذهان الناس أنه دين قائم على الكلمة الطيبة والعمل الصالح والإيمان الاختياري إلى الله.. ربما..

ثم، بعد الهجرة إلى المدينة، لم يحدث أي قتال حقيقي في أول سنتين، فكانت البداية في بدر الكبرى عام 2 هجري..

بينما، ما أسموه زورا غزوات مثل، الأبواء – بواط – العشيرة.. فكلها وقائع لم تلتقي فيها السيوف للقتال. لم تحدث مواجهة ولم يمت أحد. بل تحركات تأمينية للحدود.

وأول الآيات التي أتت لتشريع الجهاد بعد أن كان منهي على المسلمين اللجوء إليه هي آية سورة الحج:

(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ. الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ. وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا . وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عزيز)

من المهم أن ندرس بداية تشريع الغزو لنعرف أسبابه وأهدافه التي أرادها الله. حتى لا نخوض حروبا وهمية زاعمين أن الله قد أمر بها، وهو منها براء.. الآيات تتحدث عن مظلومين طردوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله.. إذن فالجهاد له سبب يتمثل في توفير حرية الاعتقاد للمؤمنين دون أذى أو ظلم أو اضطهاد أو ملاحقة.. أيضا لصد الاعتداء الذي قد يقع عليهم. ولو انتفى السبب انتفت علة التشريع.

لاحظ نهاية الآية.. لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض، أي أن حركة الناس الدفاعية هي السبب الرئيسي للحفاظ على المنشآت الدينية من أن تنهد. وعدد هذه المنشآت. صوامع وبيع وصلوات.. وهي المعابد الخاصة بالديانات الأخرة مثل أهل الكتاب من يهود ونصارى. ثم وضع المساجد في الأخير..

فلو أن هذا الدين جاء بالأحادية لما أقر دور عبادة الديانات الأخرى. بل يجعل حفظها مساو لحفظ المساجد. وأن من ارادة الله أن تستمر هذه المنشآت لاستمرار التعددية.. كأنه يخبرك أنك لن تعيش وحدك. بل التنوع والاختلاف والتعدد من إرادة الله في الأرض. فلا تحارب الله.

يعضد ذلك أن الغزوات الكبرى التي حدثت في زمن الرسول كانت جغرافيا على حدود المدينة.. أي أن الأعداء هم من زحفوا وحاوطوا مركز الإسلام للقضاء عليه.. أتحدث عن بدر وأحد والخندق.. وحتى آخر الغزوات وهي غزوة تبوك تجهز لها الرسول عندما علم أن الدولة الرومانية المجاورة تحالفت مع ملوك الغساسنة للإغارة على المدينة. فقام بخطوة استباقية.

ورواية أخرى قالت أن بداية التشريع، هي الآية 190 من سورة البقرة:

(وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)..

وهي صريحة كأختها السابقة. قاتلوا الذين يقاتلونكم. بمفهوم المخالفة لا قتال لمن لم يقاتلنا.

ودليل ذلك أنه عندما منعت قريش المسلمين من العمرة أثناء الحديبية عام 6 هجري، دون وجه حق، كاد المسلمون ان يتربصوا بقبائل المشركين القادمة في هذا الوقت لزيارة البيت، وقالوا هذه بتلك.. نمنعهم كما منعونا، فنزلت الآيات تنهاهم عن الاعتداء على الكافرين الذين صدوهم عن أقدس شعائرهم..

(وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).. المائدة.

القرآن يقول لهم لا يدفعكم ظلم هؤلاء الكافرين الذين صدوكم عن المسجد الحرام، أن تعتدوا وتعاقبوا قوما موالين لهم.. حتى لو اتفقوا معهم في الكفر.. ويسمي هذا إثما وعدوانا.. يا ربي الرحيم.. هذا هو القرآن يا صديقي لو تريد تطبيقه، القرآن الذي ينهى عن الاعتداء على الكفار طالما لم يكن لهم ذنب فيما أصاب المسلمين، فيما يمثل أرقى تشريع قانوني حديث ينص على شخصية الجريمة والعقوبة.

*
نعود إلى الغزو.. نحن الآن نتحدث عن 13 سنة في مكة ثم سنتين في المدينة أي 15 سنة متواصلة من الدعوة دون أن يرفع الإسلام سيفا، ودون أن يخرج لغزو أو جهاد..

ثم بدأت سنوات الجهاد.. لمدة ست سنوات بصورة متقطعة سنستعرضها بعد قليل.

ثم العام الأخير لحياته عام 10 هجري لم يغز ولم يقاتل. والعام السابق عام 9 هجري لم يحدث فيه أي قتال فعلي، ولا تعتبر غزوة تبوك، جيش العسرة، غزوة بالمعنى الحقيقي لأن ملوك الغساسنة المتحالفين مع الرومان انسحبوا قبل بدء القتال ولم يلاحقهم الرسول، فانتهت الواقعة بلا حرب أو مواجهة. وغنم المسلمون غنائم كثيرة..

يعني تقدر تقول ان سنة 9 و 10 لم يحدث فيهما أي قتال حقيقي.

يبأى كدة 13 سنة في مكة بلا قتال + أول سنتين في المدينة بلا قتال فعلي + آخر سنتين في البعثة بلا قتال أيضا.. يبأى المجموع 17 سنة من دعوة الرسول لم يتلون فيها سيف بالدماء.

وكان قوامها آيات من قبيل،

(وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا).. المزمل.. حتى الهجر في الإسلام يجب أن يكون جميلا.

(وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ ۖ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ).. يونس..

إن كذبوا الرسول فلا يملك أي سلطان عليهم سوى أن يقر قاعدة للتعايش.. لكل واحد عمله في الدنيا، والله يحاسب الناس في الآخرة.

(فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ)

يعني17 سنة من 23 سنة تمثل 75% من حياة الرسول قضاها بلا غزو أو قتال.. فما هو الأصل وما هو الاستثناء..؟ ما هو الثابت وما هو المتغير..؟ ما هي السنة المؤكدة وما هي الظروف الطارئة المؤقتة..؟

كل هذا وسط بيئة عربية قاسية غليظة تمجد السلب والاغارة وفنون القتال، وتعلن الحرب عشرات السنين على الجميع حتى لو كان بسبب سباق فرس، داحس والغبراء، أو ضرع ناقة. البسوس.

وكان بيت الشعر العربي: وأحيانا على بكر أخانا .. إذا لما نجد إلا أخانا

أي لو لم نجد أحد نقاتله إلا بكر أخانا، أغرنا عليه!

*
طيب تعالى نكمل مشوار الأرقام.. بعد أن أثبتنا أن معظم حياة الرسول كانت بلا حرب.. لنتناول الاستثناء..

الرسول خاض، وفق أرجح الأقوال، 28 غزوة.. خد بالك.. منها 21 غزوة انتهت قبل أن تبدأ. انتهت بلا قتال. دون أن يسيل دم أحد من فريقه أو فريق خصومه.. غزوات بلا غزو وحروب بلا حرب.. بس هما اللي ضحكوا علينا.. أو مكسوفين يقولوا.. ربما لأن نقل السيرة كان في عصور أولية تفتخر بالقادة العسكريين وتعتبر بطولاتهم وشجاعتهم هي أهم ما تحتفي به الأمم.

مرة تانية، 21 حرب يستطيع الرسول انهائها دون أن يسيل دم أحد. لا من المسلمين أو الكافرين.. يبأى دا راجل بيحرص على القتل وإسالة الدم، أم أنه يحرص على تحجيم الصراع وحقن الدماء وعدم تعريض حياة الناس للخطر..؟

والـ 7 غزوات الحقيقية اللي حدث فيها اشتباك بين قوات المسلمين والمشركين، كانت حصيلة القتلى من الطرفين، لم يتجاوز على أقصى تقدير 400 قتيل.. وفي رواية حوالي 280 قتيل.. منهم 150 كافر فقط.

- حروب ايه دي يا خويا.. دول بيموتوا في خناقة في حارة.. لو عيلتين في الصعيد قاموا على بعض ممكن يقتلوا العدد دا.

- شوفت، أهي الهوجة المعمولة دي كلها على غزوات الرسول.. حروب الرسول.. آيات القتال في سورة التوبة.. كلها من أجل 150 كافر ماتوا على مدار 23 سنة.. دول لو راكبين سوبر جيت قلب بيهم كانوا ماتوا.. بل بعضهم ممكن يموت من الخضة وليس بسبب القتال.

مصر بيموت فيها 12 ألف واحد حوادث سيارات سنويا.. مثلا يعني.

حلف الناتو، بقيادة فرنسا، قتل في ليبيا 100 ألف ليبي.. أمريكا قتلت نصف مليون طفل في العراق.. السنة والشيعة في العراق بيقتلوا من بعض في

الشهر 3 آلاف واحد.. قبيلتي الهوتو والتوتسي المسيحيتين، في رواندا في التسعينات قتلوا مليون واحد في حرب أهلية "بتسهيلات من قوات حفظ السلام الدولية" .. بلجيكا قتلت في الكونغو 4 مليون أثناء الاحتلال وكانت بتحرق قرى بأكملها لو تأخر المواطنون عن تسليم محصول المطاط.

هذا العالم المتحضر الذي نعيش فيه يملك سلاح نووي قادر على تفجير العالم 150 مرة.. وهذا العالم المتحضر الذي قتل 50 مليونا في الحرب العالمية الثانية، وبعد أن أقر ميثاق عصبة الأمم تسبب في 200 حرب كلها خارج أراضيه.

ومحمد لا يموت في عهده إلا بضعة نفر فيصير إرهابي..!

والسبب هم بني جلدتنا.. هؤلاء الذين رفعوا رايات الجهاد، كذبا وجهلا، ليغلفوا إجرامهم ووحشيتهم وخلل نفوسهم، بغلاف مزيف من قداسة الدين.. إنهم أعداء الله الذين يصلون له عشية وضحاها.. ولا تنس أن أول هجوم على الإسلام في المدينة كان من خلال مسجد. مسجد ضرار. وكفرا وتفريقا بين المسلمين.. وأول من وصفه الرسول أنه ينفر الناس من الدين كان رجلا يطيل بالناس الصلاة إماما. فكره الناس المسجد. وهكذا كرهوا الإسلام.

عندما ذهب حكيم إلى رحلة طويلة وعاد إلى قومه، قال لهم لقد وجدت الأعداء، إنهم نحن..

*
سأضرب لك نماذجا من الغزوات التي حدث فيها قتال فعلي لتعلم كيف كانت حروب الرسول، أيضا بعض التحركات التي قام بها وأسبابها والتي لم يحدث فيها اشتباك.

1- غزوة السويق.. كانت ردا على هجوم أبي سفيان على "العريض" منطقة قريبة من المدينة، وقتل رجلين مسلمين. ثم هرب. ولم يحدث فيها قتال.

2- بدر الأولى.. خرج الرسول ليدافع عن حدود المدينة التي اخترقها المشركون وهاجموا مراعي المسلمين وسلبوا إبلهم.. أيضا فر الجناه ولم يحدث اشتباك.

3- ذي أمر.. خرج الرسول ليفرق جمعا من قبائل غطفان كانت قد نوت مهاجمة المدينة.. ولم يحدث قتال.

4- بني لحيان.. كانت ردا على قتل ستة من دعاة المسلمين غدرا.. لم يرتكبوا إثما إلا أنهم يدعون إلى الله. وفرت القبيلة ولم يتعقبهم الرسول وعاد المسلمون دون قتال.

5- غزوة ذي قرد: كانت لتعقب رجل اسمه عيينه بن حصن، أغار على مراعي المسلمين فقتل حارسها وخطف امرأته وسرق الإبل المحملة باللبن، فخرج المسلمون لملاحقة هذا المجرم ومن معه، وانتهت الغزوة باسترداد المرأة والإبل. وكانت الخسائر 6 أفراد. ثلاثة مسلمين وثلاثة مشركين.

6- الخندق: وكانت للدفاع ضد قبائل من قريش وغطفان تحاصر المدينة وتريد اقتحامها والقضاء على من فيها من المسلمين.. ورغم ذلك استخدم الرسول كل الحيل لتجنب القتال. فلم يمت فيها سوى 3 مشركين.

7- الحديبية: أرسلت قريش 50 فارسا لقتال الرسول وصده عن مكة، ولكنهم وقعوا جميعا في أسر المسلمين.. واثباتا لحسن النية ورغبة في الصلح لم يعاقبهم الرسول، وأرسل الأسرى دون مقابل. منا دون فداء. ولم يمت أحد.

8- فتح مكة: ذهب لها الرسول بعد أن نقضت قريش الهدنة المتفق عليه، بأن ناصرت قبيلة بني بكر في الهجوم على خذاعة المتحالفة مع الرسول فاستغاثت به.. ذهب الرسول في قوة كبيرة موزعة على أربعة لواءات يتصدرها كبار الفرسان.. وكانت وصية الرسول: "لا تقاتلوا إلا مضطرين." وأثناء هذا الصدام الكبير لعودة الرجال المطرودين لأخذ الثار كان من الطبيعي أن يسيل الدم أنهارا.. ولكن لم يمت سوى 15 مقاتل من الجانبين. ثم العفو العام عن الجميع دون شروط.

الملاحظ هنا أنها تحركات محيطة بالمدينة عاصمة الدولة الناشئة.. ومعظمها إما لصد هجوم أو للدفاع عن الحدود.. وأغلبها ينتهي "بالهيبة" أو "الترهيب" وليس بقتال مباشر..

يبقى لنا العدد الأكبر الذي مات من يهود بني قريظة.. هؤلاء خالفوا عهدهم مع الرسول والذي كان يفترض اشتراك كل من المسلمين واليهود في وثيقة المدينة على الدفاع المشترك عن المدينة أمام المهاجمين.. ولم يأخذ الرسول منهم جزية. وأعطاهم كافة الحقوق في المواطنة من تعبد وتجارة ومعايشة.

ولكن في غزوة الأحزاب 5 هجري. عندما حاصرت قبائل العرب مدينة الرسول فكادوا أن يقضوا على كل من فيها، تحالف اليهود مع الأعداء ليصبحوا كماشة من الداخل تطبق عليهم، فيما يمثل جريمة خيانة عظمى تهدد حياة الناس جميعا.

وانتهت الحرب وحفظ الله المسلمين، فذهب الرسول وحاصر الخونة الذين نقضوا العهد وتحالفوا مع الأعداء، ولم يقاتلهم، بل أعمل فيهم قمة التحضر الإنساني.. عرضهم على القضاء.. وجعلهم يختارون قاضيهم. واختاروا سيدهم سعد بن عبادة الذي حكم على 600 رجل شارك في المؤامرة بالاعدام.. ونفذ الرسول حكم القضاء في الخونة.

كلحظة استثنائية في حياة الرسول التي مضت بأقل قدر من الخسائر في الأرواح.

الرسول في حياته مارس وظائف "بشرية" سياسية وقضائية وعسكرية، وظروف الواقع فرضت عليهم تصرفات بعينها، لكن مع مقارنة ومقاربة حضارية لتاريخ العالم المليئ بالدم والصراعات والحروب تجد أنه كان الأكثر ميلا للمسالمة وتجنب الحرب وحقن الدم. وفتح أبواب الحوار مع الجميع. فهل أنت تفعل ذلك. هل نحن كمسلمين نفعل ذلك؟

يسكت الرجل قليلا.. يترك السلاح لوهلة، ويعيد التفكير..

*
تولستوي، الروائي الروسي الأشهر، صاحب رواية الحرب والسلام، وأحد أشهر مبدعي القرن التاسع عشر، قال أن محمد نبي الإسلام جاء بتعاليم قدمت خدمة جليلة للمجتمع الإنساني بأن جعل أمة بأكملها تجنح إلى السكينة والسلام وتؤثر عيشة الزهد ومنعها سفك الدماء. و لمعالجة قضايا اجتماعية مثل الفقر والعدالة. وما دعا له من مساواة ومحبة بين البشر.

وأضاف: و قد امتاز المؤمنون عن العرب بتواضعهم و زهدهم في الدنيا و حب العمل و القناعة و بذلوا جهدهم لمساعدة إخوانهم لدى حلول المصائب. و لم يمض على جماعة المؤمنين زمن طويل حتى أصبح المحيطون بهم يحترمونهم احتراماً عظيماً و يعظمون قدرهم. و غدا عدد المؤمنين يتزايد يوماَ فيوم.

صدق تولستوي.. وكذب المسلمون.