عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد الدويك يكتب: اخوان الصناديق


قولتلك قبل كدة يا احمد، الصندوق لوحده مش المعيار الوحيد للديمقراطية.. خاصة في المجتمعات حديثة العهد بالحرية السياسية، المجتمعات المقهورة اقتصاديا وأمنيا ودينيا لعقود طويلة.. ممكن تخوف الناس او تخدعهم او تتآمر عليهم لفترة وتحصد نتيجة صورية ترضي ميولك السياسية، لكن يجب ان تعلم من داخلك انها ليست حقيقية.. لحظة السقوط هي لحظة نسيانك أنك تكذب. لأنك تتحول إلى مخدوع آخر كالجموع. والمخدوعين سريعا ما تسقطهم الحقائق.

انت عارف انك استخدمت ثلاث مؤسسات لخداع الناس واستغلال فقرهم واحتياجهم وميولهم العاطفية.. المخبز والمسجد والمستشفى.. طبيب اخواني في كل مستوصف، وموظف اخواني في كل مخبز، وداعية سلفي/اخواني يجيش الناس لك من فوق المنابر.. استخدمت الاعلام الديني بكثافة.. اتهمت معارضيك بكل التهم من تكفير وتفسيق وتشكيك في عقائدهم.. والنتيجة ان الناس صدقتك -قليلا- ونزلت انتخبتك.. وفضلت انت تتغنى بالشعب العظيم صاحب الارادة الواعية الحرة التي اختارتك. واختارت الدين..

أهو النظام الحالي استخدم نفس أدواتك.. لعب على المواطن البسيط المطحون اقتصاديا بحجة الاستقرار.. واستخدم فزاعة الارهاب والتخوين.. وسلط الإعلام ضدك.. وآدي النتيجة، هو بنفسه الشعب العظيم صاحب الارادة الحرة نزل وصوت ضدك.. بل ضعف من صوت لك.. 10 مليون قالوا لدستورك نعم.. 20 مليون قالوا للسيسي نعم.. البس عشان نازلين.

تحب اكمل معاك لعبة الصناديق..؟

العشرين مليون اللي قالوا نعم دول موافقين على ترشح السيسي للرئاسة.. موافقين على رفع كل اخواني على رأس خازوق في ميدان عام.. موافقين على قتل كل من يشتبه فيه انتماءه للجماعة.. موافقة جماعية وبالصندوق وبالنزاهة وبالشرعية وكله تمام..

انت بتحب الشرعية صح؟ تحب اقتلك بيها..؟

لو نزلت امبارح الشوارع كنت هتعرف مدى كراهية الناس لك.. الرسول قال: "لعن الله رجلا أم قوما وهم له كارهون".. الكراهية بتجمع والحب يفرق.. كلنا كره النظام القديم فثرنا ضده. أحببنا الوطن فتفرقنا وتقاتلنا، كلٌ يحب على شاكلته.. انت اعطيت الفرصة لاستخدام اقوى سلاح ضدك. الكراهية.. الثوار كرهوك لأننا تأكدنا أنك لا تبغي ثورة ولا يحزنون وأنك منذ اللحظة الأولى ضالع في مفاوضات سرية مع الجنيرال عمر سليمان لتصفية الميدان من أجل مكاسب شخصية.

الدولة العتيقة كرهتك لأنها اكتشفت أنك لا تبغي الاصلاح بل تريد استمرار الفساد القديم بوجوه جديدة، وجوه رجالك الأوفياء الذين يضمنون بقاءك.. الشرطة كرهتك لأنها ادركت انك تريد استخدامها كبلطجي يحميك وقت الأزمات تماما مثل النظام السابق. والناس العادية بدأت تفوق من السكرة.. اكتشفت انك كذاب ومزور ومتحايل وتستغل فقرهم.

تحالفك الوحيد كان مع التيارات الأكثر تشددا، تحالف مصالح لا أكثر، تستخدمهم وقت الحاجة وتلقي بهم بعدها، والغريب أن حليفك "المتدين" هذا هو أول من قفز من السفينة وتركك وحدك تواجه العاصفة.

لينين قائد البلاشفة في روسيا 1917 استخدم مصطلح "الشرعية الثورية" لضرب شعبه في قاعدة كرونستاد بالطائرات.. ورغم ان طبقة العمال "البروليتاريا" هم من قاموا بالثورة وعينوه رئيسا لهم متحدثا باسمهم لكنه صفى كل أنواع المعارضة العمالية التي وقفت ضده.. وبشعار "الشرعية" مات 10 مليون فلاح في ظروف غير انسانية اثناء استخدامهم قسرا في مزارع جماعية.

يا صديقي انت لا تعرف شيئا عن السياسة في الاسلام، لو كان في حاجة اسمها كدة أصلا،

الرسول في أواخر عهده وقف على المنبر وكشف عن بطنه وظهره وصرخ في الناس: "من كان له حق عندي يأت يقتص مني. من ضربت ظهره فليأت ليضرب ظهري. من أخذت من ماله فهذا مالي ليأت ليأخذ منه."

وبكى بحرقة وسط الجموع.. يعلمهم العدالة في أنقى صورها.. يقف معهم على أرضية واحدة ليمارس المساواة في أصدق صورة قد لا تتكرر.. انه النبي وحاكم البلاد وقائد الجيش.

أنتم ما كرهتم الظلم إلا لأنه يمارس ضدكم وعندما وجدتم في

نفوسكم الفتوة لممارسته لم تتردوا.. مارستم القتل والسحل والتنكيل بالمعارضين ولم تحاسبوا رجالكم مثلكم مثل كل الطغاة.

الرسول كان ينادي على أهل بيته كل يوم ويحذرهم، لينهي على العنصرية القبلية المهيمنة على مجتمعه، يقول: "يا عباس عم النبي، يا صفية عمة النبي، اعملوا فإني لا أغني عنكم من الله شيئا.. يا بني عبد المطلب لا يأتيني الناس بالاعمال وتأتوني بالأنساب."

أما أنتم فأحييتم العنصرية الاخوانية والانتماء للتنظيم للتمييز بين الناس.. العرق الاخواني النقي من حقه ان يفعل أي شيء، والأغيار -نحن- لا قيمة لنا في خريطة اهتماماتك. لا وزن لنا على الاطلاق.

تعرف يا احمد دي سياسة الدولة الرومانية اصلا. اللي الاسلام حاربها لسنوات طويلة.. أرسطو فيلسوف اليونان العظيم، في كتابه السياسة، اعتبر ان الشخصية القانونية المعتبرة هي للمواطن اليوناني فقط، وما دونه من كافة الشعوب والقبائل فهم متوحشون.. رعاع.. يجوز استعبادهم واستخدام القسوة ضدهم.. وأن أقصى حلم لهم أن يعيشوا لخدمة اليوناني.

وصاح فيهم الشاعر فرجيل: لا تنس أيها الروماني أنك خلقت ملكا.. انتم استبدلتم الصيحة: لا تنس أيها الاخواني أنك خلقت ملكا..! وكل ما عداك رعاع.

وكانوا لا يبحثون عن حقوق الانسان. بل حقوق الرومان. مثلكم.

يظهر ان غالبية المتحدثين باسم الدين عبر العصور لا يقفون في صف الجماهير، العامة.. حتى مارتن لوثر وكالفن، أشهر المصلحين الأوروبيين الذين احدثوا ثغرة كبيرة في جدار الكنيسة الكاثوليكية التي تحتكر السلطة الدينية وحق التحريم والتحليل اعطوا ظهرهم للفلاحين في ثورتهم ضد النبلاء عام 1550 وسمحوا لهم بسحقهم.

ولم يبق للعوام إلا الأنبياء ينهضون بقيضتهم.. فدعوات الأنبياء جاءت في المقام الاول كي تنهض بقضية العامة.. لم تنشغل بحقوق النبلاء والبرجوازيين على قدر ما جاءت لتخاطب الناس العاديين المهدرين وسط صراعات رجال السلطة، وجداليات المنشغلين بالفلسفة، وتطاحن أصحاب رأس المال.

بعد الأنبياء لم ينشغل احد بقضية العامة إلا لينصب عليهم أو يستغلهم أو يثرى على حسابهم.. وأنتم نموذجا. لا تتحدثوا باسم النبي لأنكم تكذبون وتنقضون خطاه.

انتم من بذرتم البذرة، وها انتم تحصدون ثمارها.. بذرة التخوين والاقصاء واستغلال السلطة لقمع المعارضين.. أنتم من هادنتم فساد النظام السابق فتحالف ضدكم.. انتم من سمحتم للتيارات السلفية والتكفيرية بالانتشار والتمدد وعقدتم معهم تفهمات، فكانت النتيجة ان السلفيين تركوكم والتكفيريين ورطوكم.

والنتيجة ان الستات نزلت ترقصلكم في الشارع ويطلعوا لسانهم ويعلنوا رفضهم لهذا النمط من التدين.. كنتم تظنون انكم تخنقوهم بالقمع الديني فنزلوا يرقصوا في الشارع..

انا شخصيا مستمتع.. استمروا