عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد الدويك يكتب: أوجاع في ضمير الإسلام

مين صح ومين غلط.. مين أفكاره أقرب للتصور الصحيح عن الإسلام ومين كذاب ومدعي ومشوه له.. إيه المعيار وإيه النموذج الأمثل اللي نقيس عليه.. ؟


محمد الظوهري في تحقيقات النيابة يقول إن خيرت الشاطر دفع له 15 مليون دولار لشراء أسلحة لجهاديي سيناء.. محاميه يقول، أنها اعترافات أخذت منه تحت التهديد.. طبعا عمره ما هيعترف بالحسنى وإلا هيورط نفسه.. غالبا مورس ضده تهديد أو اعتداء.. وغالبا اعترافاته صحيحة.. الواقع يصدق ذلك.. في صواريخ متطورة اتمسكت هناك ودا يتطلب مستوى عال من التمويل والاتصالات..

انا ضد التعذيب وإهانة الكرامة.. لكني أيضا ضد الإرهاب باسم الدين واقامة الشريعة المزعومة على أنقاض الوطن المحطم..

الأنباء قبل ثورة 30 يونيو قالت أن هناك انقساما بين الجيش والرئاسة حول انفاق غزة واستكمال الخطة نسر في سيناء.. الجيش يريد الاستكمال والرئيس مرسي يريد التوقيف. وبعد اختطاف الجنود تحدث عن سلامة الخاطفين والمخطوفين!

سلامة الخاطفين..؟ ليه هما الخاطفين منتدبين من وزارة الزراعة ؟

حوار خيرت الشاطر مع السيسي خلال مهلة الأسبوع قبيل 30 يونيو قال فيه أن أي خروج على الشرعية قد يجابه بالدم! الرجل كان واثقا مما يقول..

في الدقهلية، منذ أيام، يقر أحد قيادات الشُعب الإخوانية بعد القبض عليه ومعه بندقية آلية و 50 طلقة أنه تلقى تدريبات على استخدام السلاح والقنص عن بعد (جريدة الشروق). وأنه اشترك في اغتيال بعض النشطاء في الدقهلية كانت الوقائع لم تتبين سبب قتلهم.

من قتل المقدم محمد مبروك، شهيد الأمن الوطني، شاب اسمه احمد عزت شعبان. قبضت عليه الشرطة بعد اشتباكات عنيفة تحت تغطية وابل من الرصاص من الطرفين استمرت خمس ساعات حول فيلته في مدينة الرحاب..

القاتل تم حصاره فانتفض بكل ما يملك للمواجهة الأخيرة. بنادق آلية وأسلحة مضادة للدروع.. ولديه كل المضبوطات التي تؤكد ارتكابه لواقعة القتل. ليست تكهنات او اعترافات تحت إكراه هذه المرة.

صحيح هو القاتل عنده فيلا؟؟

آه .. وشركة مقاولات تابعة لوالده.. و بكلريوس تجارة.

يعني مش فقير ولا محبط ولا يقع تحت قهر اقتصادي ليلجأ للعنف.. ليس الفقر هو سبب العنف الديني على قدر ما هو الجهل.

أحمد، تشبع بالخطاب السلفي المؤسس على الكراهية والعنف وأكاذيب فقه السيف والتكفير وتفسيق خلق الله.. حتى ظن أنه مجتمع جاهلي خارج على شرع الله واستدعى في ذهنه مشهد كفار قريش وأن عليه أن يقاتل لنصرة الدين..

فين المشكلة؟

- المشكلة في التعليم.. التعليم الذي لا يقدم شيئا لعقول من يمرون عبره سنوات الطفولة والصبا..

- تراجع الدولة عن أداء دورها لفرض القانون وتحقيق التنمية.

- الخطاب الديني الأجوف و المتخلف.

*
نرجع للسؤال مين صح ومين غلط.. وسيلة التمييز بين المزيف والحقيقي.. ما هو الإسلام.. ولماذا الإسلام..؟

سنسرد آية من كتاب الله تضع نقاطا مضيئة في طريق تعاقبته الظلمات.. خطوات ثابتة، واثقة، هادئة، ناحية الحقيقة التائهة. المشوشة..

يقول الله:
(لا خير في كثير من نجواهم. إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس. ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما) 114 النساء.

الواقع حول الرسول لم يكن مثاليا  كما تظنين.. كان هناك منافقون وكذابون والكثير من المنتفعين والجهلاء.. الكل يتحدث سرا وعلانية.. الكثير من الكلام والرغي والعك الذي لا طائل من وراءه.. كله "بيهري". وكل واحد يزعم أنه صواب..

الله اختصر المشهد في كلمات قليلة.. يقول لرسوله لا خير في كثير من نجواهم. أحاديثهم بين بعضهم سرا وجهرا.. إلا من أمر بصدقة.. أو معروف.. أو إصلاح بين الناس.

هكذا الحق في الحياة. والدين. وكلام البشر.. كلما وجدتيهم يطيلون الكلام وكل واحد ينسب لنفسه الصحة ويسحب على كل من  حوله الضلال المبين. مرري كلامهم خلال تلك المعادلة التي وضعها الله..

صدقة - معروف - إصلاح بين الناس.

الصدقة هي قضية الجياع. الفقراء والمهمشين.. الظلم الطبقي والقهر الاجتماعي.. تجاوز المشاعر الذاتية لحب المال والرغبة في الاكتناز والزيادة وتعميق المسئولية عمن حولك من بشر.

والمعروف.. هل كل ما تعارف الناس أنه خير..

أو إصلاح بين الناس.. نبذ المشكلات وتقليل الخلافات ونشر المسالمة.

تكاد أحكام الإسلام التشريعية تدور حول تلك النقطتين.. 1- النهي عن البخل والإفراط في كنز المال ليصب هذا الفائض في اتجاه الأكثر فقرا. 2- البحث عن كافة الطرق التي تؤدي للمسالمة والتصالح والأمان الإنساني وتعميق الود في النفوس.

حتى مع الكافرين.. الله بشر المؤمنين الأوائل بعودة المودة بينهم وبين أعداءهم من الكافرين لو انتهوا عن القتال والملاحقة..

(عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم) 7 الممتحنة

فرغم القتال الديني والخلافات العقيدية وديمومة الصراع، إلا أن الله يفتح احتمالات المودة. الوداد. الصلة والتصالح مع هؤلاء الكافرين..

وهنا تجدين مؤشرات قوية تفندين من خلالها أي مشروع أو خطاب ديني يتوجهون به إليك. تقيسين عليه تدين إي مجتمع. هل يهتم بقضية الجياع والمظلومين في المقام الأول. و هل يكرس

للتصالح والوداد والأمان الإنساني..؟ ووفقا لموقعه من هاتين القضيتين يكمن موقعه من الإسلام ذاته.

في مطلع سورة الأنفال.. يقول الله:
(يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول. فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم)

الأنفال هي غنائم الحرب.. الله يجيب على سؤال يتعلق بالأموال. بالحروب. بالصراعات بين البشر ورغبات الثروة.. أن اتقوا الله واصلحوا ذات بينكم. أي اصلحوا العلاقات الاجتماعية والانسانية فيما بينكم. كترجمة لمعنى التقوى.. الله يتجاوز الحروب وقضايا الأموال ويعتبر الأصل في الدين، هو إصلاح ما بين الناس.. وكل ما سواه إنما يخدم تلك القضية.

وفي الأحاديث تجدي أولها في البخاري / باب الإيمان:

سأل رجل رسول الله، أي الإسلام خير..؟

قال: أن تطعم الطعام، وأن تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف.

باختصار يسأله عن أفضل تجليات الإسلام.. أفضل نموذج لتطبيقه.. فيختصره الرسول في كلمتين.. الطعام، والسلام، لكل الناس. عرفتهم أو لم تعرفهم.

مقاومة الجوع ونشر السلام هو الدستور الأول من رسول الله بدلا من المتشدقين بنصوص "الشريعة" التي لا تقدم ولا تؤخر.

حتى أن الرسول يتجاوز عن تحريم أكبر الجرائم في الإسلام، وهي الكذب، طالما أدى ذلك إلى الصلح بين الناس..

فيقول عليه الصلاة والسلام: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا..(البخاري/ كتاب الصلح)

انظري الى تصرفاتهم.. كلامهم.. ظلالهم على الأرض هل تأتي بتصالح وتقريب وسلام، أم تجلب الخراب والعداوة والتمزق.. هل تنتصر لقضايا الفقراء وتقلل معدلاته أم أنها تثرى على حسابهم؟

*
و لو حلقنا في السماء فيجب أن تبقى أقدامنا على الأرض.

خبر منذ أيام.. مصلحة الجمارك تقول اننا نستورد من امريكا كل سنة سلعا ب 5،5 مليار دولار.. حصاد العام أثبت أن المسجل منها 4 مليار.. هناك فاقد بمليار ونصف دولار.. يعني عشرة مليار جنيه مصري.. تم تهريبهم عبر طرق غير شرعية ولم يتم اثباتها لدفع الجمارك عليها..

10 مليار جنيه تهريب في بند واحد فقط في الجمارك.. والتهريب تم من خلال رشوة أو تزوير أو اختلاس.. لو قولنا ان الدولة تأخذ 10% جمارك يعني مليار جنيه راحوا على موارد الدولة.. مليار جنيه خسارة سببها الفساد. في بند واحد في قطاع واحد..

طيب هو مش احنا شعب متدين.. كل النساء ترتدي الحجاب. 100 ألف مسجد وزاوية. ملايين الملتحين والمنقبات. مليارات لرحلات الحج والعمرة كل سنة. الشوارع مغلقة في رمضان بسبب التراويح.. وفي النهاية مليارات الجنيهات بسبب الفساد وخراب الذمم وقابلية الأغلبية للقرش الحرام. وكله بيبرر لنفسه التزوير والاختلاس وقلة الضمير.

نعم يجب أن يكون للدولة دور كبير لمكافحة الفساد وفرض الرقابة، لكني أتسائل عن وازع الضمير الفردي لدى الناس.. ما من أمة تستطيع أن تعيش بدون ميثاق أخلاقي فردي. ويستحيل على السلطة أن تتعقب كل الجرائم. وهنا يتدخل الدين. الذي هو التجلي الأول والأخير لمنظومة القيم. الحلال والحرام حتى في غياب عيون البشر.. الدين في تقديري له دور في تقليص الجريمة إلى النصف لو آمن الناس به حق الإيمان. أو لو فهموه.

يصلني يوميا على بريدي عشرات الأسئلة حول فرضية الحجاب.. لكن ولا مرة وصلني سؤال عن 10 مليار جنيه تهريب في السلع من الجمارك.. لم يسألني احدهم سؤالا لماذا لا ننحت في الصخر اصلا كي لا نستورد من أمريكا.