اين اختفت تأتأة الزعيم
قبل ثورة 25 يناير الفتية النقية كان الفنان الذي اطلق علي نفسه لقب الزعيم يطلق تصريحات نارية في الفن وفي السياسة وفي الاستراتيجية حتي في علم الذرة والنانو تكنولوجي، وكان يروج دائما لال مبارك "الاب والام والابن" ،لم ينحاز يوما الي الشعب الذي كان سببا فيما وصل اليه من شهرة وما حصده من مكاسب مادية قد تقترب من الرقم الذي يحتوي علي 9 اصفار ومكاسب سياسية جعلته مقربا من الطغمة الحاكمة ليس في مصر وحدها ولكن في كل الدول التي تحكمها انظمة شمولية سلطوية قمعية فاسدة،، وحينما بدت بشائر الربيع العربي تهب علينا من تونس ،بدت مشاعر الغضب تسيطر علي الزعيم وزادت التجاعيد في وجهه وشعر بانقباض في النفس كأنما يصعد الي السماء ، فهو يدرك جيدا ان زوال النظام الفاسد الفاجر في مصر سيهدد عرشه الذي صنعه بالنفاق السياسي للبلاط وكهنته،واقسم ان مصر لن تكون مثل تونس وان مبارك لم ولن يكون بن علي ،وحينما انفجرت الثورة المصرية حاول من توهم نفسه زعيما ان يلحق بالقطار وان يقفز من "تيتانيك مبارك وعائلته وحاشيته وكهنته "،ولكن الثورة لفظته كما لفظت امثاله من المتحولين،فاختفي ورحمنا من طلعته البهية
كان"الزعيم الوهمي" يصر علي ان يلعب دورا ليس دوره ،ويعتقد ان المكانة التي منحها له الجمهور وليس الدولة ولا رجال الاعمال تعطيه الحق في ان ينصب نفسه زعيما ورجل دولة بحق ،فيتحدث في السياسة والاقتصاد والقانون والفلسفة ،وليته يتحدث عن خبرة ودراية وفهم لمجريات الامور والاحداث ولكنه يتحدث بلغة التأتأة واللعثمة ولغة "امممممممم شفيق يا راجل"، صدق"بتشديد"الدال" عادل امام انه رجل دولة بحق وانه زعيم من حقه ان يفتي ويفت في كل شيء من الفن والرياضة والعلم الي المقاومة وحزب الله وحماس ،ربما اغرت عادل امام بعض المظاهر التي احيط بها منها ما هو سابق ومنها ما هو حالي، فاعتقاده ان الحراسة التي منحتها له داخلية مبارك بسبب افلامه "الموجهة"عن الارهاب بالاضافة الي الحراسة الخاصة والبودي جاردات اوالاستقبالات الرسمية الحافلة التي يحظي بها في زياراته لبعض الدول العربية كل ذلك جعله ييقول لنفسه همسا او جهرا " انا مشهور اكثر من كل الوزراءومن بعض الرؤساء واسير بحراسة ويصتنت الي الجميع حينما اتحدث اذن انا الزعيم "هكذا قد تكون حدثته نفسه فاطلق لنفسه العنان في الادلاء بتصريحات سياسية وهي صفة لازمة للزعيم فلا يوجد زعيم الا ويتحدث في السياسة ،وقديما قال ارسطو تكلم تحت اراك وقال بعده الامام علي ابن ابي طالب المرء مخبوء تحت لسانه فان تكلم ظهر وتبعه ابن حجر
اننا لو قارنا بين الزعيم وبين لم ينصبوا انفسهم زعماء وعلي رأسهم العبقري احمد زكي" في الفكر والثقافة والسياسة كأنك تقارن بين كاتب هذه الكلمات وبين البرت ايناشتين في فهم النسبية ،وعلي الزعيم الوهمي ان يدرك ان زمنه قد ولي بغير رجعة وان مصر الجديدة ترفض ان تعود عقارب ساعاتها الي الخلف