عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حى السفارات.. ضرورة!

لا حل لما يحدث فى مصر، غير إنشاء حى للسفارات.. فليس من المنطق ولا من العقل، أن نغلق جاردن سيتى.. من أجل سفارة أمريكا.. ولا من العقل ولا من المنطق، أن نغلق الكورنيش من أجل سفارة إسرائيل.. دول عربية انشأت حياً للسفارات.. وهنا يتم التأمين بسهولة..

ويتم وضع جميع السفارات داخل كومباوند.. وربما يكون هذا الوقت مناسباً.. خاصة أن إسرائيل «تبحث» عن مقر جديد لسفارتها بالقاهرة.. إذن نحن أمام فرصة ذهبية.. لنعيد فكرة إخلاء القاهرة.. سواء من الوزارات أو السفارات!

لابد أن نعرف أن أحداث السفارة، أسهمت فى خلق «ظروف أمنية» رهيبة.. هى نفسها التى تسببت فى تأجيل مثول «طنطاوى» و«عنان»، للشهادة فى قضية قتل المتظاهرين.. وكنا نستعد للقاء السحاب بين المشير والرئيس المخلوع.. هذه الظروف هى التى جعلت الدبلوماسيين الإسرائيليين، يبحثون عن مقر جديد يستضيف السفارة فى القاهرة، حسبما ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية.. وقد كانت تل أبيب ترفض فكرة البحث عن مقر جديد.. هذا المتغير ينبغى استغلاله.. لتكون سفارة إسرائيل، نواة لحى السفارات!

فلا أتصور أن تكون كل هذه المدرعات والآليات العسكرية، حول سفارة لا أحد فيها من الدبلوماسيين.. أو لتأمين شقة فاضية.. تم اقتحامها وتفريغها.. لابد أن نتفاوض على مكان السفارة، كما نتفاوض على أشياء كثيرة الآن.. فلا أفهم أن تأتى سفارة وتشترى أى عقار، ثم تقول هذا مكانى.. المهم كيف يتم تأمينه، دون أن يؤثر على حركة الشارع وأمن السكان.. وأظن أن الحكومة التى أغلقت «الجزيرة مباشر»، بسبب شكوى من السكان، يمكن أن تتحرك الآن، بعد أن تحولت منطقة كوبرى الجامعة، إلى ثكنة عسكرية!

هناك توقعات من رئيس جهاز الأمن الإسرائيلى الأسبق «عامى أيالون»، بأن يكون العقد المقبل حافلاً بالتهديدات لإسرائيل، مما يحتم عليها الاستعداد لذلك.. وبالتالى لا ينبغى استفزاز المصريين، بأن تكون هناك سفارة مستفزة فى قلب القاهرة، وعلى الكورنيش..

فالأمر يستلزم سرعة التحرك من الآن.. وكلنا يتذكر يوم أغلقت قوات الأمن منطقة الدقى مرتين، الأولى بسبب سفارة الكويت.. والثانية بسبب منزل سفير الجزائر فى أزمة مباراة كرة القدم.. فكيف نغلق مناطق كاملة فى الدقى والكورنيش وجاردن سيتى؟!

كفاية علينا الوزارات ومجمع التحرير.. وكفاية علينا الملايين التى تتعامل مع العاصمة يومياً.. بسبب المركزية وقلة العقل.. ثم نتحدث عن إهدار مليارات فى الشوارع، لأن القاهرة تحولت إلى «بارك مفتوح».. والحل ممكن وليس مستحيلاً.. فقط تعلموا الدرس من الدول العربية المحيطة.. كل شيء ممكن، والمهم من يتخذ المبادرة.. ارحموا السكان وارحموا المواطنين.. تغيروا مع الثورة.. لا تكونوا كالنظام السابق، يريدنا أن ندور فى الساقية.. لا نَقَلَ الوزارات ولا أنشَأ عاصمة جديدة.. ولا حلَّ مشكلة المرور.. ولا قدَّم حلاً مبتكراً.. ظن أنه خالد للأبد.. ولم يكن يتصور أنه إلى فناء.

حى السفارات هو الحل فى مصر الجديدة.. ونقل الوزارات هو الحل فى مصر الجديدة.. وعاصمة جديدة هى الحل لمصر الجديدة.. فهل نهدر كل الفرص؟.. هل نتحرك متأخرين دائماً، كما كان الرئيس المخلوع فى النظام القديم؟.. متى تكون لدينا مبادرة؟.. ومتى نبدأ؟.. هل يكون البحث عن مقر جديد لسفارة تل أبيب، هو البداية لحى السفارات.. اليوم وليس غداً؟!