رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السيدة مريم.. مسجد أم كنيسة؟!

لم يكن شيئاً مألوفاً، أن تجد لافتة مكتوباً عليها السيدة مريم، ثم يكون هذا الشئ مسجداً، وليس كنيسة.. فى البداية توقف الناس أمام مبنى تحت الإنشاء.. لا هو يشبه الكنائس، ولا هو يحمل اسم المساجد.. راحوا يتساءلون: إن كان مسجداً، فكيف يحمل اسم السيدة مريم؟.. وإن كان كنيسة، فكيف تعلوه مئذنة؟.. فضلاً عن كل هذا، أن يبنيه مسلم، هو الدكتور وجدى النجدى.. ثم يكون فى المنيا، بكل ما فيها من تطرف!

بالتأكيد لقطة عبقرية، من مواطن مصرى حتى النخاع.. يعرف دينه بكل ما فيه من تسامح وتصالح مع الذات.. يقول الدكتور النجدى: الفكرة لاقت معارضة فى بدايتها، ثم استحسنها الناس بعد ذلك.. ويضيف السيد المسيح حين جاء إلى مصر مكث فى المنيا.. السيدة مريم كرمها القرآن بسورة كاملة.. هل نضنُّ عليها باسم مسجد؟.. ثم متى نقدم نموذجاً عملياً، أن الإسلام يحتفى بكل الرسل والأنبياء، ولا يعرف التعصب؟!
حين تقرا أسماء الكنائس، تجد اسم السيدة العذراء.. تجد اسماء كثيرة لمارمرقس وميخائيل والأنبا بولا.. لن تجد هذه الأسماء على مساجد.. سوف تختص بها الكنائس وحدها.. من هنا تأتى عبقرية التسمية، التى فكر فيها الدكتور النجدى المسلم.. وربما لو طال به العمر ليبنى مسجداً آخر باسم السيد المسيح.. هذه هى مصر.. نسيج واحد، وشعب واحد.. يؤكد مقولة «مسلم ومسيحى إيد واحدة».. ما علينا من المتطرفين.
الدين لله والوطن للجميع
الفكرة ألهمت كثيرين.. شغلت بال المسئولين فى المحافظة، ورجال الدين من المسلمين والمسيحيين.. لم يصدق رجال الكنيسة منذ البداية.. توجهوا إلى هناك.. شكروا صاحب الفكرة.. يعرفون أنه لا يريد شيئاً.. فقط يبث فكر التسامح والوحدة الوطنية.. يقول الدين لله والوطن للجميع.. رمز الوفد وشعاره الخالد.. لا يريد ايضاً أن يكون له دور سياسى.. البعض تصور أنه فعل ذلك ليركب اصوات الأقباط.. ليس صحيحاً!
أراد رموز الكنيسة أن يعبروا عن تقديرهم، بأى مساهمة، رفض صاحبنا.. قال إنه قُربة لله.. قال أيضاً إنه لم يختر المكان ولا الاسم.. المساجد مقدرة منذ الأزل.. واسماؤها مكتوبة معها.. كل ما فعلته أن ربنا ألهمنى الصواب.. تأكدوا انه لا يريد شيئاً.. لم يساوم فى اصوات الأقباط.. لم يطلب دعمه فى الانتخابات النيابية القادمة.. اقتصر الكلام على رحلة العائلة المقدسة.. قالوا إنه سيكون مزاراً من مزارات المنيا!
شئ طيب أن تخرج دعوة التسامح من المنيا.. شئ رائع أن تكون من مسجد، يحمل اسم السيدة مريم البتول.. ولكن لماذا المنيا؟.. أقول: البعض يتصور

أن المنيا مهد التعصب.. يتصورون أنها أخرجت فقط عاصم عبدالماجد وشركاه.. المحافظة التى تحرق الكنائس.. ينسون أن إخناتون منها ونفرتيتى وطه حسين.. وفيها البقيع الثانى مدفن الصحابة.. ينسون أنها تثور الآن بإنشاء مسجد، يحمل اسم السيدة العذراء.
صيحة الأب سرجيوس
ليس شرطأ أن تكون هناك صفقات.. ليس شرطاً أن تكون هناك منفعة دنيوية.. مسجد السيدة مريم فكرة خالصة لله.. لا هو دعاية ولا هو انتخابات.. ولا لكسب أصوات.. نريد أن نعود كما كنا، فى تاريخنا القريب.. أيام ثورة 19.. كان المسيحى مع المسلم.. الأب سرجيوس خطب فوق منبر الأزهر.. كان يقول ايها المصريون.. الآن هذه الدعوة للمصريين جميعاً.. لا يخص بها المسلمين.. لكنه يطبطب على المسيحيين.
ادعموا فكرة الدكتور وجدى النجدى.. انشروا المحبة والسلام.. ابنوا الكنائس باسم السلام والمحبة.. ابنوا المساجد باسم المسيح والعذراء.. عمروا الأرض واهجروا التعصب.. اتركوا لأبنائكم واحفادكم نموذجاً للتعايش السلمى.. اتركوا لهم مصر الجميلة.. قبل أن يدنسها إرهاب الإخوان.. اتركوها بهية عفية متسامحة.. قولوا أيها المصريون ولا تقولوا مسلماً أو مسيحى فليذهب التعصب للجحيم، وتبقى مصر العظيمة!.
آخر كلام
تبقى كلمة أخيرة.. اظنها لا تحتاج إلى عناء.. ينبغى ان يكون افتتاح مسجد السيدة مريم، على اعلى مستوى.. ينبغى أن يحضر الإمام الأكبر شيخ الأزهر.. ينبغى ان يحضر البابا تواضروس.. هنا نموذج عملى على التضامن والوحدة الوطنية.. أراد الله أن يكون فى الصعيد عامة، والمنيا تحديداً.. لم يفكر فيه الأزهر، ولم تفكر فيه الكاتدرائية.. إنما كانت فكرة عبقرية لمواطن مصرى.. لا يبغى بها غير وجه الله والوطن.
(ينبغى أن يحضر الإمام الأكبر والبابا تواضروس.. هنا نموذج عملى على التضامن، والوحدة الوطنية).