عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عملية تحرير كاملة!

عملية إنزال العلم الإسرائيلى، عملية معنوية، لا أكثر ولا أقل.. لكنها ستبقى مؤلمة جداً لإسرائيل.. ولذلك فإن تل أبيب تعتبر عملية نزع العلم جريمة،  وتطالب بالتحقيق فيها.. هم يعتبرونها جريمة ونحن نعتبرها بطولة.. عملية تحرير كاملة.. إنزال علم إسرائيل، ورفع علم مصر.. كلنا كنا نريد أن نكون الشاب أحمد الشحات.. الذى رفع العلم.. المشهد شبيه بما جرى فى عملية رفع العلم، على خط بارليف فى 73.. ولذلك لا أظن أن ذاكرة إسرائيل، سوف تنسى هذه العملية رغم بساطتها.. وهى تعنى الذراع الطويلة لمصر.. وإن كانت السفارة الإسرائيلية، معلقة بين السماء والأرض!

سلمت يا أحمد وسلمت يمينك.. فهى عملية تخفف حالة الإحباط.. وهى درس لإسرائيل أيضاً.. أن الذى يطول العلم فى السماء، يطول أى شيء.. فقد استطعت أن تغيظ تل أبيب، واستطعت أن تغيظ أكابر مجرميها.. واستطعت أن تبث الرعب فى نفوسهم.. فلا الدبابات تحمى ولا كتائب الجنود.. ولا الحواجز ولا خط بارليف.. يستطيع مواطن مصرى، أن يجرى العملية فى قلب وعمق تل أبيب.. هذه الحكاية لها دلالة.. أن المواطن المصرى مازال يحلم بتحرير الأرض العربية، ورفع العلم عليها.. ولم يكن غريباً أن يصف التلفزيون الإسرائيلى، قيام «أحمد الشحات» بإزالة العلم الإسرائيلى، بالعمل الإجرامى، وطالب السلطات المصرية بفتح تحقيق عن هذه الواقعة!

صدمة كبرى فى إسرائيل، فهى المرة الأولى منذ حوالى 30 عاما، التى  يتم إزالة العلم الإسرائيلى بالقوة، من جانب المتظاهرين المصريين.. وصدمة أكبر أن يصور التليفزيون، مشاهد الفرحة تعم أرجاء المكان عقب إزالة العلم الإسرائيلى.. هنا يعنى أن السفير الإسرائيلى، لن يعيش فى مأمن وأنه تحت يد الثوار.. وأنه من الأفضل أن تسحبه إسرائيل.. ثم يتم إعادة النظر فى العلاقات كلها.. على أن يتم إعادة النظر فى اتفاقية كامب ديفيد.. وقبل هذا وذاك لابد من سحب السفير المصرى فوراً.. ولو للتشاور.. فيها إيه يعنى؟.. هل نحن خائفون على مشاعر إسرائيل؟.. نحن لا

نتحدث عن عمل عسكرى، ولا ينبغى أن نورط الوطن الآن!

الرسالة وصلت إسرائيل.. وهتافات المتظاهرين المصريين أمام السفارة، وصلت إلى مسامع حكومة تل أبيب.. وكانت تدور حول إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل، وطرد السفير الإسرائيلى من القاهرة.. القضية ليست فى سحب سفيرنا فقط.. الغضب الذى عبر عنه أحمد الشحات، كان أكبر من أن تتجاهله أية مفاوضات ثنائية.. المحللون يعرفون حجم الغضب، والشارع المصرى يكثف نغمته الغاضبة تجاه إسرائيل، ومئات المتظاهرين باتوا ليلتهم أمام السفارة الإسرائيلية فى القاهرة، لإلغاء اتفاقيات السلام.. الشعب يرفض الاستسلام.. ولابد أنهم سمعوا هتافات غاضبة مثل «تسقط تسقط إسرائيل» و»الشعب يريد طرد السفير».. ربما يعتبرونها هتافات عدائية.. لكنها تعكس طبيعة الشعور العام تجاه إسرائيل!

لايعنى أن الاعتذار كان كافياً.. ولا يعنى أن قرارات مجلس الوزراء كانت مرضية.. فالشعب يريد الثأر للشهداء.. والشعب يريد وقفة مع الكيان الصهيونى.. والشعب يريد تأمين الحدود وتأمين الجنود.. التحقيق لا يكفى، لأن الكيل قد فاض.. والاعتذار لا يكفى، لأنه ليس الحادث الأول.. ولذلك اضطر شاب مصرى، إلى أن يعبر عن مشاعر المصريين بطريقته.. لم يقتنع بضرب الصواريخ النارية لحرق العلم.. وقرر إنزاله وجعل العمارة منطقة مصرية محررة.. عاش الرجال وعاش الشباب، وعاشت مصر.. عندما تثور وعندما تحارب وعندما تغضب.. كلنا أحمد الشحات!