رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

(حصل لنا الرعب.. واشنطن تشعرُ بالقلق!)


علقت واشنطن على إحالة أوراق مرسى للمفتى، بأنها تشعر بالقلق.. حصل لنا الرعب.. قال مسئول بالخارجية الأمريكية، إن بلاده تشعر بالقلق العميق.. وزعم هذا المسؤول أن هذه المحاكمات، لا تتطابق مع سيادة القانون.. هل رأيتم وقاحة أكثر من هذا؟.. يعلقون على أحكام قضائية.. ثم يقولون إنها لا تتطابق مع سيادة القانون.. فأى قانون يقصد هذا المسئول؟.. ولماذا لم يشعر بالقلق لاغتيال القضاة؟!

يبدو أن واشنطن لا تتوب.. ويبدو أنها لا تتعلم احترام حقوق الشعوب.. لم نسمع انها شعرت بالقلق لمحاولة اغتيال قاض منذ أيام، ولم نسمع أنها شعرت بالقلق لاغتيال وكلاء النيابة أمس الأول.. فما معنى هذا التدخل؟.. هل هو تصريح من قبيل ذرّ الرماد فى العيون؟.. هل يعنى ان واشنطن لا تريد أن تتملص من عملائها مرة واحدة؟.. هل يعنى أنها تضحى بمصر، من اجل جماعة إرهابية؟.. وإلا فما هو المعنى؟!
لا حصل لنا الرعب، من قلق البيت الأبيض.. ولا حصل لنا الرعب، من اغتيال القضاة.. القضاة يعرفون انهم مهددون.. مصر كلها تعرف أنها مهددة.. مع ذلك قال المستشار شعبان الشامى إنه مرتاح الضمير.. لا يهمه ما يحدث بعد الحكم.. أقل شىء أن يحال هؤلاء الإرهابيون إلى المفتى.. مفترض أن تُقطّع ايديهم وارجلهم من خلاف.. هذه هى الشريعة التى ادّعوا كذبًا أنهم يسعون لتطبيقها.. هؤلاء يحاربون الله والوطن!
(هرتلة البيت الأبيض!)
التصريح الأمريكى مستفز.. مع ذلك أشم فيه رائحة الغموض.. أشم فيه انه لقيط بلا أب شرعى.. فلم يصدر من البيت الأبيض.. ولم يصدر عبر متحدث رسمى.. ولم يصدر من متحدث الخارجية.. قيل إنه من مصدر مسئول.. نحن نعرف هذه الأخبار بخبرتنا القديمة.. خبر لا أب له.. لا أحد يريد أن يرتبط باسمه.. معناه أنه خبر لإرضاء شركاء وعملاء.. لا يعكس قناعات حقيقية فى البيت الأبيض، أو الإدارة الأمريكية!
على أى حال، سواء شعرت واشنطن بالقلق، أو بالارتياح، فإن  «مرسى» سوف يساق إلى حبل المشنقة.. أو تدركه محكمة النقض بتخفيف الحكم.. حتى ذلك الحين سوف يرتدى البدلة الحمراء.. سوف يعرف جزاء خيانة الوطن.. سوف يعيش هلاوس الإعدام.. سوف ينام كل ليلة، وهو يعيش كوابيس البدلة الحمراء.. لا أمريكا سوف تنفعه، ولا أى جهة فى العالم.. فقد صدر حكم الشعب، قبل حكم القضاء.. ليته تعلّم!
مفهوم بالطبع أن مرسى سوف «يلابط» فى لبس البدلة.. سوف يهرتل كعادته، ثم يلبسها صاغرًا، طبقًا للائحة السجون.. سوف يتصرف مثل «القصرى»، عندما يقول «تنزل المرة دى».. هكذا فعل مع البدلة الزرقاء..

قال لن أفعل.. «دول بيحلموا».. ثم لبس البدلة فى النهاية.. لكنه قبل كل ذلك قال « أنا الرئيس الشرعى.. مش هطعن على الحكم».. وأظنه سوف يفعل ذلك يوم الإعدام.. ثم يلف حبل المشنقة بنفسه!
(صناعة بيئة الغضب!)
نقطة نظام: هوجة «الوزير والزبال» لم تكن موجهة بالمرة ضد القضاة.. من الخطأ أن نتعامل معها بهذا المنطق.. بعض الصحف والمواقع الإلكترونية، انبرت فى قصف القضاة.. استغلها الإخوان بكل وقاحة.. استهدفوا القضاة.. استهدفوا وكلاء النيابة.. تصوروا أن المجتمع سوف يفرح فيهم.. اكتشفوا انهم «حمير».. القاضى مقاتل فوق المنصة، كما أن الضابط مقاتل فى موقعه.. كلاهما يحمل روحه فداء للوطن!
ما جرى لوكلاء نيابة العريش، يجعلنا نفكر من جديد.. خلق بيئة عدائية تجاه شريحة معينة، قد تعقبه تصفية لبعض اعضاء هذه الشريحة.. قس على هذا ما حدث لضباط الجيش والشرطة.. وقس عليه ما يحدث الآن للقضاة ووكلاء النيابة.. أو ما قد يحدث للإعلاميين مستقبلًا.. مهم أن نتعامل بحذر مع أى «هوجة».. إنهم يصنعون بيئة حقيقية للتعاطف معهم.. فانتبهوا «أيها السادة» اننا فى حالة حرب حقيقية!
(آخر كلام!)
لا أتصور أن واشنطن مازالت على موقفها القديم من مصر، أو من جماعة الإخوان.. بالتأكيد المواقف تبدلت.. لكنها لا تحدث مرة واحدة.. وبالتالى أظن أن تصريح المصدر المسئول، جاء فى هذا السياق.. جاء ترضية لعملاء قدامى.. وجاء غامضًا أو منسوبًا لأب غير شرعى.. فلا هو من متحدث البيت الأبيض، ولا هو من متحدث الخارجية، ولا حتى من السفارة فى القاهرة.. إنه تصريح لقيط لا يقلقنا.. دعوا واشنطن تقلق براحتها!
(مهم أن نتعامل بحذر مع أى «هوجة».. انتبهوا «أيها السادة» إننا فى حالة حرب حقيقية!)