رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

احترس من الكاميرات.. وخليك فى حالك!

من الآن أنصحك: تخليك فى حالك.. الشوارع فى قبضة الكاميرات.. وعلى رأى المثل: امش عدل يحتار عدوك فيك.. كل تحركاتك تحت المراقبة.. يعنى تلعب كده ولا كده هنجيبك.. شعار ترفعه الشرطة حاليًا.. التكنولوجيا كما هى صديقة الإنسان، وخادمته.. هى أيضًا التى ستعلمه الأدب، والالتزام بسلوكيات الطريق.. فلا مضايقات ولا تحرشات ولا سرقات.. وبعدين ذنبك على جنبك.. يعنى مش هتقدر تكدب، أو تحلف!

رئيس الوزراء إبراهيم محلب، قرر تعميم تجربة «كاميرات الشوارع».. اللجنة من الداخلية والمخابرات.. يعنى حضرتك لا هتقدر تحلف، ولا هتقدر تكدب.. تصرفاتك مسجلة بالصوت والصورة.. الحصول على الاعتراف لم يعد تحت ضغط ولا إكراه.. صورتك موجودة يا حلو.. تسرق بقى أو تتحرش براحتك.. ذنبك على جنبك.. تكسر إشارة تعمل فهلوى براحتك.. المخالفة تنتظرك.. من هنا ورايح تمشى زى الألف!
صحيح التجربة تأخرت، وصحيح كلفتنا الأرواح والممتلكات.. لكن أن تأتى خير من ألا تأتى.. الحكاية لا تحتاج إلى ميزانيات ضخمة، كما كنا نتخيل.. من السهل أن تكون ضمن اشتراطات تراخيص البناء.. البنوك والأبراج ودور السينما،وكل مبنى يصدر له ترخيص، يركب كاميرا.. المهم تكون شغالة.. محدش تانى يتكلم عن «السيستم».. تعبنا من حكاية السيستم البايظ.. بناء مصر يحتاج إلى «سيستم شغال» وناس صاحية!
(هنا منيا القمح)!
قرأت بالأمس أن صاحب تجربة «كاميرات الشوارع» رائد شرطة اسمه محمد زيتون.. بدأها فى قسم مرور منيا القمح.. فكرُ الشباب غيرُ فكر العواجيز.. الحكاية لا كانت عاوزة لوائح ولا قوانين.. فقط عاوزة إرادة.. عاوزة رؤية.. زيتون بدأ من الفلاحين.. قدموا نموذجًا ناجحًا.. قال إن التجربة بدأت منذ عام.. حققت نجاحًا كبيرًا.. سواء على مستوى المرور، او على مستوى مواجهة الإرهاب.. يستحق التقدير!
الأفكار هى التى تبنى مصر.. هى التى تدفعها للانطلاق.. عندنا آلاف الأفكار.. لكنها لا تعرف طريقها للنور.. تجربة الكاميرات ليست فكرة مصرية.. العالم كله يطبقها.. دول عربية تعممها.. مصر أم الدنيا تعمل بطريقة بدائية.. «مانويل».. مع أن الكاميرات كانت تساعد الضباط فى قضايا الإرهاب.. حين تم تصوير سفاح الإسكندرية، وهو يلقى الأطفال من فوق السطوح، لم يستطع أن يتكر، ولا يحلف، ولا يكذب!
الحالة المرورية يمكن أن تنضبط بتعميم الكاميرات.. ناس كتير بتكسر الإشارة.. ناس كتير تتنقل بين الحارات.. تُحدث ارتباكًا.. النقل الثقيل كله ماشى شمال.. الكاميرات سوف تضبطهم.. غير معقول أن نسير بسرعة 20 كيلو مترًا فى الساعة..

غير منطقى أن تكون القاهرة بهذه الفوضى.. مطلوب الإسراع فى تنفيذ التجربة.. ممكن أن تدخل فيها شركات التأمين بالتمويل.. خاصة على المنشآت الحكومية المؤمن عليها!
(العبرة بالتنفيذ دائمًا)!
المثير أن ضابط المرور محمد زيتون، قال إنه «شاهد مراقبة الطرق والشوارع بالكاميرات، فى مدن فرنسا، أثناء زيارته أحد أقاربه هناك، وتقابل مع ضباط غرف عمليات المرور، ورأى ما توفره الكاميرات من جهد وسهولة فى التعامل، فقرر تطبيق التجربة فى المدينة التى يعمل بها».. هكذا قال لـ«المصرى اليوم».. مع أن جميع وزراء النقل لفّوا العالم، لكنهم حين عادوا لم يطبقوا شيئًا.. ضابط شاب فعلها بلا تردد!
هل كانت هذه الفكرة غائبة عن الإدارة العامة للمرور؟.. ألم يسافر مساعد الوزير هنا وهناك؟.. لماذا لم يبدأ بمنطقة منطقة؟.. لماذا لم تتحرك فى عواصم المحافظات؟.. لماذا لم تتحرك مديريات الأمن؟.. أين كانت وزارة الداخلية؟.. حالة من الرحرحة.. كثيرون يعملون بطريقة «يا عم انا هصلح الكون!».. لا أحد يريد تطوير نفسه.. ليس عندنا دورات حقيقية للترقية.. الكل يحصل على تقدير امتياز.. التقدير الشعبى الآن!
(آخر كلام)!
صدقونى عندنا فلوس.. مصر مش فقيرة.. اعملوا الكاميرات من ثمن المخالفات.. لو طلبتموها من حصيلة إعلانات الشركات هتعملوها.. تنقصنا الهمة فقط.. تنقصنا الرؤية.. تنقصنا الإرادة.. تخيلوا لو قمنا بتركيب الكاميرات منطقة منطقة؟.. أو محافظة محافظة.. تخيلوا لو كنا فعلنا؟.. هل كان الإرهابيون يتجرأون؟.. هل كان يتجرأ بلطجى أو حرامى ليسرق سيارة؟.. هل كان يتحرش أولاد الشوارع، بالنساء والفتيات؟!
(مصر مش فقيرة.. اعملوا الكاميرات من ثمن المخالفات.. تنقصنا الهمة فقط.. تنقصنا الرؤية.. تنقصنا الإرادة!)