رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«رسالة حب» بعلم الوصول.. للرئيس!

لا ندرى ماذا دار فى اجتماع الساعات الست، فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة؟.. ليس شرطاً أن نعرف.. لكننا بالتأكيد تابعنا تصريحات الرئيس «السيسى».. أذاعتها معظم الفضائيات العربية.. حفظناها تقريباً.. المفاجأة أن الرأى العام لم يطمئن، لكنه شعر بالقلق أكثر.. زادت احتمالات تحرك الجيش برياً إلى اليمن.. بعد ساعت نشرت «الشرق الأوسط» ما يؤكد هذه الاحتمالات.. فهل يفعلها الرئيس «السيسى»  أصلاً؟!

اللهجة التى كان يتحدث بها الرئيس، تؤكد أن مؤسسة الرئاسة فى حالة دفاع عن قرار، فى طريقه للتنفيذ.. ملامح وجه الرئيس كانت مختلفة.. لم يكن مستريحاً كعادته.. كان يسوق الأسباب والمبررات.. يتحدث عن اختلاف الظروف والملابسات.. يتحدث عن مخاطر تواجه باب المندب.. يتحدث عن مخاطر تواجه الأشقاء.. يحاول انتزاع موافقة على قرار حرب برية فى اليمن.. فهل تتدخل مصر برياً فى اليمن؟!
دعونا نؤكد أن اجتماع المجلس الأعلى، لم يكن لينعقد، لولا أن رسالة غضب كانت قد وصلت، بعلم الوصول، إلى قصر الرئاسة.. بأى نسبة؟.. بأى درجة؟.. لا يهم.. لكن هناك على الأقل انقسام فى الرأى العام.. قليل من يؤيد قرار الحرب.. من هؤلاء مذيعون لهم مصالح.. أحدهم قال: الجيوش جعلت من أجل الحروب، وليس لرصف الطرق!.. معناه أنه يحرض على حرب عبر قناة سعودية، وإن كان المذيع مصرياً!
(حرب استنزاف جديدة)!
الإشكالية الآن أن البرلمان غائب.. يعنى لا يوجد مجلس شعب.. يوافق أو يرفض.. إذن قياس الرأى العام مسئولية الإعلام.. مسؤولية الأجهزة السيادية.. التكييف الدستورى مسؤولية الرئاسة، التى تحتفظ بالسلطات التشريعية، فى غياب مجلس الشعب.. فهل وصلت الرسالة للرئيس؟.. الناس تشعر بالقلق.. هناك «مستنقع» قد يتكرر.. لم نعارض فى المشاركة بالخبرة والاستخبارات.. نحن الآن على خط النار!
الغريب أن هناك أصواتاً تأتى من بعيد.. ثم ترددها اصوات مصرية عن جهل، أو غباء، أو غفلة، أو قصد.. كلها تدفع فى سكة الحرب البرية.. الجيش المصرى يتحرك.. البعض يتحدث عن اختلاف الظروف.. آخرون يبررون بأن الملاحة قد تتعطل فى القناة.. إذن مصر ستموت من الجوع.. الملاحة أصلاً تحت حماية دولية.. تحميه قواعد دولية.. مصر ليست مسئولة وحدها عن حماية باب المندب، ولا البحر الأحمر!
صحيح الظرف التاريخى مختلف.. وصحيح أن موقف السعودية الآن مختلف.. نأتى لفكرة الحرب نفسها.. تأثيرها على اليمن أصلاً.. وتأثيرها على مصر أيضاً.. مخاطر تحرك الجيش على جبهتنا الداخلية.. استنزافنا فى حرب جديدة، مهما كانت آثارها محدودة، وخسائرها مدفوعة مقدماً.. لماذا لا نتعاطى مع المهلة الروسية؟.. لماذا لا نركن

إلى الحل السياسى أولاً؟.. هل هى حرب عربية فارسية، أم سنية شيعية؟!
(عندنا جبهة فى سيناء)!
لا أحد يشك أو يشكك فى نوايا «السيسى».. هو نفسه قال: هل تثقون بى؟.. الإجابة نعم الشعب يثق بك.. لكنه لا يوقع على بياض.. هناك مخاوف من الحرب البرية.. مفترض أن قوات درع الجزيرة، هى من تتحرك أولاً.. مفترض أن الشعب اليمني يتحرك أولاً فى مواجهة الحوثيين.. مفترض أننا نكون آخر من يتدخل هناك برياً.. ليس خوفاً لا قدر الله.. لكن هناك أولويات.. عندى جبهة فى سيناء.. لا ينبغى أن نتغافل عنها!
أعرف أن الرئيس لا يغامر بتحريك الجيش.. القرار ليس له وحده.. هناك مؤسسات وطنية تشاركه القرار.. قال إنه سيعود لمجلس الدفاع الوطنى.. وقال إنه سيلتقى مجلس الأمن القومى.. وسيعود من جديد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.. لكنه أيضاً ينبغى أن يحسب حساباً لمخاطر الحرب.. ينبغى ان يحسب حساباً لرغبة شعبية أكبر فى التنمية.. أى خلل فيها قد يعرض مصر، لآثار أكبر من آثار الحرب نفسها(!)
(آخر كلام)!
اعقلها وتوكل يا ريس.. مصر لا يمكن أن تفرط فى حماية باب المندب أبداً.. ولا يمكن ان تخذل أشقاءها بالمرة.. ولا يمكن أن تتهاون فى حماية الأمن القومى العربى.. فقط علينا بالأولويات.. نسمى الأشياء بمسمياتها.. ثانياً ألا نسمع لمن يهلل «هنحاااااارب» لأن له مصلحة.. أو لأن له مأرباً.. ولا ينبغى فى النهاية ان نقع فى الفخ.. سواء الذى صنعته امريكا، او حتى الذى صنعته إيران فى اليمن، وقبله العراق وسوريا!
(مصر لا يمكن ان تفرط فى باب المندب.. ولا يمكن ان تخذل أشقاءها.. فقط عليها أن تحذر الفخ)!