رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأرض بتتكلم عربي.. «مكسّر»!

شهادات كثيرة تستطيع أن تخرج بها، من القمة العربية.. ليس أولها استعادة دور مصر العربى والإقليمى.. وليس آخرها عودة الروح العروبية، لتصبح فى أوج اشتعالها.. إحساساً من الملايين بالخطر.. هناك أيضاً شهادة بقدرة السيسى على إدارة الأمة، فى لحظة تاريخية كهذه.. هناك «أسافين» أيضاً مازال يمارسها امير قطر.. لكن هناك شهادة مؤلمة للغاية فى كلام الزعماء، أن الأرض بتتكلم عربى «مكسّر»!

لا ننسى كلمات شاعرنا الكبير فؤاد حداد، ولا ألحان العبقرى سيد مكاوى، عندما كنا نسمع «الأرض بتتكلم عربى».. كنا نحس بقشعريرة فى أجسادنا.. كانت تنهمر دموعنا عشقاً فى هذا الوطن.. لم نكن نغنى لمصر وحدها.. كنا نغنى للوطن الأكبر.. وطنى حبيبى الوطن الأكبر.. الآن لم اشعر بذات الإحساس.. أشعر بالقلق على الوطن، وعلى اللغة العربية معاً.. لم نعد ننطقها بطريقة صحيحة، ولكن بلكنة «خواجاتى» مكسّرة!
لابد أن كثيرين استمعوا إلى كلمات الزعماء.. لابد أنهم غضبوا.. لابد أنهم تحدثوا عن مستوى التعليم.. لابد أنهم تذكروا مسابقة «الـ٣٠ ألف معلم» فى مصر.. كيف اقمنا الدنيا لاختيار «معاون معلم»، ولم نتعب فى اختيار «الزعماء»؟.. لا أستثنى منهم أحداً.. هؤلاء ينبغى أن يخضعوا لدورة تدريبية، من أول السطر.. وإلا فليكفوا عن الكلام.. وإلا فلا يتحدثوا عن مستوى الخريجين.. هؤلاء صورة لمستوى التعليم فى الوطن!
الوزراء الخواجات.. وشركاهم!
فى كل مرة يحدث تغيير وزارى، يتحدث البعض عن ضوابط الاختيار.. يشترطون أن يكون المرشح للوزارة، عالماً بلغة أجنبية على الأقل.. يشترطون أيضاً أن يكون عارفاً بلغة الكمبيوتر.. ألا ينبغى أن يكون عالماً بلغته الأصلية؟.. ألا ينبغى أن يكون على علم بقواعدها، ونطقها، وكتابتها؟.. للأسف سوف تجد المشكلة عند الوزراء.. أيضاً المشكلة قائمة عند وكلاء النيابة والقضاة والمحامين، ويمكنك ان ترجع إلى المحاضر.
آلمنى أن تكون القمة مرآة لمستوى التعليم، على مستوى رئاسى.. كأنك أمام خواجات يحكمون بلادنا.. يرفعون المنصوب، وينصبون المرفوع، ويجرون ما لا يُجرّ.. شيء مثير للدهشة.. لا ادرى من الذى يكتب الخطاب؟.. ألا يرى أن الكلمات صعبة النطق؟.. ألا يرى أنه يطيل دون مبرر؟.. ألا يرى أنه يضطر للجرى والكروتة؟.. مطلوب إعادة صياغة خطابات الرؤساء.. مهم أن تكون بسيطة، وقصيرة، ومفهومه.
لا تعتقدوا اننى تركت الأهم، لأتكلم فى شيء غير مهم.. بالعكس.. لغة الخطاب لا تقل قيمة عن موضوع الخطاب.. كان السادات مثلاً عندما يخطب تشعر انك امام أسطى.. ينطق الكلمات، فتشعر بوقعها فى النفوس.. ليس عيباً أن ينتظم الزعماء فى دورة

تدريبية على الخطابة.. ليس عيباً بأى حال.. عندئذ سنسمع الأرض بتتكلم عربى.. وعندئذ ربما نشعر بالإحساس القديم، والقشعريرة تسرى فى أجسادنا.. من جديد.
ثورة.. الآن وليس غداً!
شعرت بالألم فعلاً عندما استمعت إلى كلمات الرؤساء والملوك.. كثيراً ما اشعر بالإحساس نفسه، عندما اتابع المحاكمات.. من أول الدفاع، إلى النيابة، وانتهاء برؤساء المحاكم.. لا توجد جملة سليمة.. أقدر الظروف التى يتحدثون فيها.. أقدر أنهم فى وضع صعب.. لكن هذا النموذج تم تصديره، عبر بث المحاكمات على الرأى العام.. لا أعرف كيف تخرّج كل هؤلاء؟.. لا أعرف من صحح الأوراق، ولا من أجازهم؟!
منظومة التعليم تحتاج إلى ثورة.. الآن وليس غداً.. قبل ان نتعلم لغات، لازم نتعلم عربى أولاً.. قبل ان نصبح خواجات، وقبل ان تصبح الفضائح على الملأ.. بالصوت والصورة.. مهم أن نبدأ.. التعليم ليس عيباً.. أبسط شيء أن تكتب جملة صحيحة.. أن تعرف الفارق بين الفاعل والمفعول.. أن تعرف المجرور والمنصوب.. ما جرى فى القمة عيب.. الأرض لم تعد «تتكلم عربى».. لكنها تتكلم خواجاتى، بلكنة عربية مكسّرة!
آخر الكلام
لا جدال حول عودة الروح العروبية مرة أخرى.. هناك إحساس بالخطر.. دعوة السيسى بإنشاء قوة مشتركة كانت لها قيمتها وأهميتها.. الاستجابة تعنى أن الحاجة ملحة جداً.. مصر لم تفعل لأنها تحتاج من يساندها.. فقط عندها شعور بالمسئولية، تجاه الوطن الكبير.. لم انشغل بالسم فى كلمات تميم، ولا بالأسافين.. لكنى انشغلت بقضية تغافلت عنها القمة.. لغة هذه الأمة.. فمادامت اللغة مكسّرة، ستبقى أمتنا مكسُورة!
(منظومة التعليم تحتاج إلى ثورة.. الآن وليس غداً.. قبل ان نتعلم لغات، لازم نتعلم عربى أولاً.. قبل ان نصبح خواجات)