رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

دخول التاريخ.. من بوابة القاهرة!



(مصر يمكن أن تتغير.. الأهم أن يكون الشعب مقتنعاً بالقرارات .. لا أن تسقط عليه القرارات من فوق!)


كثيرون سيدخلون التاريخ الآن.. أولهم السيسى وثانيهم محلب، وليس آخرهم جلال السعيد.. السعيد سيدخل التاريخ من بوابة العاصمة.. أتحدث عن القاهرة، وليس العاصمة الجديدة «كابيتال كايرو».. التى يحلو للبعض أن يرمز إليها بحرف «c c» يعنى «سيسى» نكاية فى الإخوان وحرقاً لدمهم.. وحين يفعلها السعيد، تكون الدولة قد استردت هيبتها أمام أبنائها وأما زائريها على السواء.. دون أن يكون فى ذلك أدنى شك!
حين تسمح لك الظروف بالتجول، فى وسط البلد، حتماً ستندهش.. هناك مرور ينساب رقراقاً، كأنك فى يوم إجازة، أو عطلة رسمية.. وسوف تندهش، لأنك مثلاً فى منطقة طلعت حرب، كنت لا تستطيع ان تمشى على قدميك، فما بالك ان تركب سيارتك؟.. فوجئت كما فؤجئ غيرى بما جرى.. وهو بالتأكيد حصيلة عمل حكومة محلب كلها.. وفى القلب منها محافظة القاهرة ومديرية الأمن.. الأمر الذى يستحق الإشادة بالطبع!
من المؤكد لم يحدث ذلك فجأة.. ومن المؤكد لم يحدث ذلك صدفة.. لكنه حدث بتدرج مثير.. بدأ بنقل الباعة الجائلين.. ثم انتهى بحظر وقوف السيارات.. ومع انى أكره الحظر فى اى شىء.. لأن الأصل فى الأشياء الإباحة والإتاحة، إلا أننى كنت مع هذا الحظر وزيادة.. فأنا أتمنى مثلاً أن يتم حظر السيارات تماماً، فى قلب القاهرة.. ثم تكون متحفاً مفتوحاً وممشى.. يا سلام بقى لو تمت إعادة تخطيطها لهذا الغرض تحديداً!

عبقرية التدرج!
ليس هذا حلماً بعيد المنال.. الشعب نفسه يتعطش إليه.. قد يساعد عليه.. فكم كان هذا الشعب المسكين، يتطلع إلى وجود رصيف.. وهذا بالطبع من العوامل المساعدة لأى قرار سياسى.. المحلات ستكون سعيدة.. الناس ستكون سعيدة أكثر.. ويمكن تدبير احتياجات المحلات بسيارات صغيرة الحجم.. واعتقد أن محافظة القاهرة تعكف على دراسة من هذا النوع.. فلا يمكن إنشاء عاصمة جديدة، وإهمال العاصمة بالمرة!
فقد قرأت اخباراً متناثرة ان جلال السعيد، بصدد اتخاذ عدة إجراءات، لتحويل وسط العاصمة إلى متحف مفتوح.. إذن الحكاية ليست فقط حظر وقوف سيارات.. نحن نسعى إلى حظر مرور السيارات أيضاً فى بعض المناطق.. ومن المؤكد المشهد الحالى يشجع على ذلك.. بحيث ينتهى ركوب السيارة عند ميدان التحرير، أو شارع رمسيس، والشرايين الرئيسية مثل عبدالخالق ثروت وباب اللوق وشارع فؤاد فقط!
عمدة القاهرة يعمل الآن لدخول التاريخ.. لا هو يسعى لعائدات، ولا يسعى لشهرة.. لذلك تم الإبقاء عليه فى حركة المحافظين.. وهو قرار

صائب.. وربما يكون دخوله التاريخ محققاً من بوابة العاصمة.. أما اهم ما يميزه فى الحقيقة فكرة التدرج، فى تنفيذ الخطة بالقطاعى.. وشيئاً فشيئاً تكتمل ملامح الصورة.. لنصل فى النهاية إلى الشكل الحضارى، الذى نراه فى كل عواصم العالم المتحضر، ثم نعود ونحكى عنه!

نفسى اتفتحت!
أهم ما فى الحكاية أنه لم يتم استفزاز الناس.. وهو الشىء الذى يستحق الإشادة.. مثلاً المواطنون لم يتبرموا مما حدث.. ربما تضايقوا فى البداية.. لكنهم كانت لديهم بدائل حيوية لركن السيارات.. أهمها افتتاح جراج التحرير.. وهنا نقول إن إعطاء المسئول فرصة للإبداع تعود على الوطن والمواطن بالخير والرفاهية.. صراحة نفسى اتفتحت بعد التجول فى منطقة وسط البلد.. لم أصدق.. لكن كان هناك جهد كبير بلا شك!
لا توجد صدمات فى إدارة المنظومة.. هناك تفاوض مع الباعة.. هناك اعتراف بحقوقهم.. هناك تدبير أماكن بديلة.. هناك نقاش مجتمعى.. فى النهاية هناك اقتناع بضرورة صون هيبة الدولة ونظافة القاهرة.. أمامنا إذن فرصة ذهبية.. ردود الفعل مشجعة لأى محافظ.. الطريقة نفسها مهمة فى الإقناع.. يبقى أن تعمم على مستوى أحياء القاهرة.. بمعنى ان نصنع مناطق ممشى فى كل حى.. وحبذا لو حدث ذلك فى حلوان!

آخر كلام!
كل شىء ممكن فعلاً.. لسه الأغانى ممكنة.. المهم أن تكون هناك رؤية حقيقية، وان تكون هناك إرادة.. مصر يمكن أن تعود بسرعة.. يمكن أن تتغير.. الأهم ان يكون الشعب مقتنعاً بالقرارات .. لا أن تسقط عليه القرارات من فوق.. التجربة أكدت ان الشعب لا يستجيب.. فلنبدأ بتغيير حياتنا الآن وليس غداً.. بشرط ان نبدأ قبله نقاشاً مجتمعياً.. النقاش المجتمعى يحقق الرضاء العام، ويخلق القناعة ويحمى الإنجازات!