رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تلسكوب «زويل» فى شرم الشيخ!



(القنابل لم تعد تخيف أحداً.. لا المصريين ولا الأجانب.. الحضور التاريخى إعلان ثورة على التنظيم الإرهابى الدولى.. شهادة وفاة حقيقية موثقة فى سجلات العالم!).


كلما كانت المليارات تتكلم، وتنزل كالمطر، كان الجنون يصيب الإخوان.. وكانوا يموتون غيظاً.. قبل المؤتمر قالوا الانسحابات تتوالى.. وقالوا «الانقلاب يترنح».. نوع من الدعاية الحقيرة، التى تجاوزها الزمن.. فلما فوجئوا بالحضور المذهل، قالوا «عواد باع ارضه»!.. وابلغ رد كان من كلمات الوفود الأوروبية.. الكلمات كانت مثل طلقات الرصاص.. ما يعنى ان الجماعة ستكون هدفاً دولياً.. وليس مصرياً فقط!
دعونا من حيث المليارات والاتفاقيات والصفقات.. مصر كسبت سياسياً.. المكسب الاقتصادى مفروغ منه.. لكن يبقى السؤال: لماذا جاء المستثمرون إلى مصر؟.. أليس رأس المال جباناً؟.. طيب، وكيف يأتى رأس المال إلى بلد يُسمع فيه دوى القنابل؟.. الإجابة أن مصر ليس فيها حرب أهلية.. ولكن مرتزقة بتفرقع بمب.. ليس فيها حكومتان ولا جيشان.. ليس فيها اقتتال.. فيها إصرار على البناء وهو الأهم طبعاً!
هكذا يعرف المستثمرون الأجانب، وهكذا تعرف الحكومات الغربية.. تعرف أيضاً أن ما يحدث «لعب عيال».. وتعرف من وراءهم ومن يمولهم.. الدكتور زويل عبر عن ذلك بكلمة رائعة.. حين خاطب رجال الأعمال قائلاً: لا تنظروا إلى مصر من خلال ميكروسكوب دقيق، يرى الإرهاب والأشياء الصغيرة.. انظروا بالتلسكوب ستجدون حضارة مصر وتاريخها.. ثم اختتم بقوله: استثمر فى مصر.. استثمر فى المستقبل!

بمب الإخوان طلع «فشنك»!
واعتقد أن كل الحكومات التى جاءت للمؤتمر تعرف مكانة مصر.. وتعرف قيمة مصر.. وتعرف نظرية الدكتور زويل.. تدرك أنها تنظر إلى مصر بالتلسكوب، لا بالميكروسكوب.. تعرف أن بمب الإخوان فشنك، كان مجرد مخطط لضرب المؤتمر.. ريثما ينتهى بعد المؤتمر.. أيضاً يعرف المستثمرون مخاطر الاستثمار.. ومستحيل ان تكون مصر مثلاً مثل أفغانستان والجزائر والعراق.. فقد ذهبوا إليها سنوات الحرب!
معظم الكلمات التى استمعت إليها من أجانب، قللت من حوادث الإرهاب.. قالت إنها تحسب حساباً لهذه المخاطر.. قالت إنها ليست عائقاً بالمرة.. بالتأكيد درسوا الحالة المصرية.. درسوا قوة ومتانة الدولة والنسيج المصرى.. درسوا رغبة المصريين فى البناء وإصرارهم على التعمير.. وهذا هو المناخ الذى يحمى الاستثمار فى المقام الأول.. كثير من هؤلاء المستثمرين اشتغلوا فى إفريقيا، وتعايشوا مع الاضطرابات!
وحين تربط بين ما قاله المستثمرون إجمالاً، وبين نظرية الدكتور زويل، ستجد أنها نظرة واحدة تقريباً.. ستجد أنهم جاءوا مع حكوماتهم، إلى أكثر البلاد استقراراً وجذباً

للاستثمار، فى وقت واحد.. ويمكنك أن ترجع إلى كلمات كريستين لاجارد مدير صندوق النقد الدولى.. أيضاً يمكنك أن تستمع من جديد، إلى كلمات حماسية من رئيسى وزراء إيطاليا وإسبانيا.. كانت مع مصر ضد الإرهاب «الفاجر» المأجور!

وقفة الخليج.. لا تُنسى!
مرة أخرى اقول دعونا من حديث المليارات.. المكسب السياسى اهم.. تسويق مصر اهم.. فارق كبير بين أن تطرق الأبواب فلا يرد أحد، وان يأتى إليك من يطرق بابك.. كل هذا طيب، لكن وقفة الخليج لا تنسى أبداً.. فقد رأينا احتضان الحكومات ورجال الأعمال لمصر.. كأنهم يتحصنون بآخر القلاع.. رأينا فى الصورة زعماء السعودية والكويت والإمارات والبحرين يرسلون رسالة واحدة: إما أن نكون أو لا نكون!
المشهد كان رائعاً.. لا يخلو من دلالة.. معناها أن مصر ليست وحدها.. مصر لا تقف معزولة.. الذين أصيبوا بالعزلة هم من حاربوها، وحرضوا عليها، ومولوا الحرب والتظاهر ضدها.. وبالفعل كانت مصر فى القلب قولاً وفعلاً.. وانتصرت مصر وسيندحر الإرهاب.. ليس فى مصر فحسب، ولكن فى كل شبر عربى.. المستقبل لمصر.. هذه هى خلاصة القول صراحة فى مؤتمر «مصر المستقبل».. ولكن أكثر الإخوان لا يعلمون!

آخر كلام!
القنابل لم تعد تخيف احداً.. لا المصريين ولا الأجانب.. العبوا غيرها.. فلا المستثمر هيهرب، ولا الاستثمار هيطفش.. وأظن أن الحضور التاريخى لمؤتمر شرم الشيخ، كان إعلان ثورة أخرى، على التنظيم الإرهابى الدولى.. كان شهادة وفاة موثقة فى سجلات العالم.. كان لطمة أيضاً على وجه أوباما، وكل تلاميذه فى المنطقة.. من اول أردوغان إلى تميم وانتهاء بالقرضاوى.. لا يعرفون انها مصر، حين تتحدث عن نفسها!