رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر تمرض ولا تموت!

هذا المقال كتبه جميل فارسي الكاتب السعودي، منذ ثلاث سنوات تقريباً.. يتداوله المصريون، على مواقع الإنترنت.. وأحببت أن أعيد نشره، ليكون مدخلاً لكلام مهم فى الأيام القادمة.. هو حصيلة لقاء مع السفير السعودى، أحمدعبدالعزيز القطان..

يقول الكاتب الجميل جميل فارسى: «يخطئ من يقيّم الأفراد قياساً على تصرفهم في لحظة من الزمن، أو فعل واحد من الأفعال، ويسري ذلك على الأمم, فيخطئ من يقيّم الدول على فترة من الزمان, وهذا للأسف سوء حظ مصر مع مجموعة من الشباب العرب الذين لم يعيشوا فترة ريادة مصر.. تلك الفترة كانت فيها مصر مثل الرجل الكبير، تنفق بسخاء وبلا امتنان وتقدم التضحيات المتوالية دون انتظار للشكر!

هل تعلم أن جامعة القاهرة وحدها، قد علمت حوالي المليون طالب عربي، ومعظمهم بدون أي رسوم دراسية؟ بل وكانت تصرف لهم مكافآت التفوق مثلهم مثل الطلاب المصريين؟.. وهل تعلم أن مصر كانت تبتعث مدرسيها لتدريس اللغة العربية للدول العربية المستعمرة، حتى لا تضمحل لغة القرآن لديهم, وذلك كذلك على حسابها؟ هل تعلم أن أول طريق مسفلت إلى مكة المكرمة، شرفها الله، كان هدية من مصر؟!

حركات التحرر العربي كانت مصر هي صوتها وهي مستودعها وخزنتها.. وكما قادت حركات التحرير فأنها قدمت حركات التنوير.. كم قدمت مصر للعالم العربي في كل مجال، في الأدب والشعر والقصة وفي الصحافة والطباعة وفي الإعلام والمسرح، وفي كل فن من الفنون، ناهيك عن الدراسات الحقوقية ونتاج فقهاء القانون الدستوري.. جئني بأمثال ما قدمت مصر!

وكما تألقت في الريادة القومية تألقت في الريادة الإسلامية.. فالدراسات الإسلامية ودراسات القرآن وعلم القراءات كان لها شرف الريادة.. وكان للأزهر دور عظيم في حماية الإسلام في حزام الصحراء الأفريقي، بل لم تظهر حركات التنصير في جنوب السودان، إلا بعد ضعف حضور الأزهر.. وكان لها فضل تقديم الحركات التربوية الإصلاحية..أما على مستوى الحركة القومية العربية فقد كانت مصر أداتها ووقودها.. وإن انكسر المشروع القومي في 67 فمن الظلم أن تحمل مصر وحدها وزر ذلك, بل شفع لها أنها كانت تحمل الإرادة الصلبة للخروج من ذل

الهزيمة!

إن صغر سنك قد حماك من أن تذوق طعم المرارة الذي حملته لنا هزيمة 67, ولكن دعني أؤكد لك أنها كانت أقسى من أقسى ما يمكن أن تتصور, ولكن هل تعلم عن الإرادة الحديدية التي كانت عند مصر يومها؟ أعادت بناء جيشها فحولته من رماد إلى مارد.. وفي ست سنوات وبضعة أشهر فقط، نقلت ذلك الجيش المنكسر إلى أسود تصيح الله أكبر.. مليون جندي لم يثن عزيمتهم تفوق سلاح العدو ومدده ومن خلفه.. بالله عليك كم دولة في العالم مرت عليها ست سنوات، لم تزدها إلا اتكالاً؟.. وست أخرى لم تزدها إلا خبالا؟!

مصر تمرض ولكنها لا تموت، إن اعتلت اعتل العالم العربي، وإن صحت صحوا, ولا أدل على ذلك من مأساة العراق والكويت, فقد تكررت مرتين في العصر الحديث, في إحداها وئدت المأساة في مهدها، بتهديد حازم من مصر، لمن كان يفكر في الاعتداء على الكويت, ذلك عندما كانت مصر في أوج صحتها.. أما في المرة الأخرى فهل تعلم كم تكلف العالم العربي برعونة صدام حسين، في استيلائه على الكويت؟!»

هذه هى مصر كما يراها حكماء العرب.. فكيف هى الآن بعد الثورة العظيمة؟.. هل كان العرب عند ظننا بهم؟.. هل كانوا سعداء بثورتنا؟.. هل كانوا ضد محاكمة مبارك؟.. هل تلعب أموالهم فى مصر؟.. ما هو موقفهم مما يجرى على أرض النيل الخالد؟!.. انتظرونا!