رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أنا الحكومة يا بلد!

فاكرين جزيرة الشيطان.. الأرض التى استعمرها أحد عتاة الإجرام، فى صعيد مصر، ولغمها وحظر دخول الحكومة فيها.. وقال: أنا الحكومة.. ولم يكن أحد يستطيع أن يدخل الجزيرة.. لا زائراً ولا غيره.. إلا بأمر حاكم الجزيرة.. فاكرين كيف تحولت الجزيرة، إلى قطعة من اللهب.. فاكرين أن هذا الشيطان الذى حوكم وأعدم، لم يكن يستطيع أن يفعلها، لولا أنه كان مسنوداً فى وقت من الأوقات، بقيادات كبرى فى الداخلية.. فاكرين هذا الفيلم أو المسلسل.. إنه يتكرر هذه الأيام أيضاً!

 

أتحدث عن أرض الفيروز، التى تكاد تتحول إلى أرض الخوف.. وأتحدث عن أرض الشهداء، التى تحولت إلى الأرض الخراب.. فى جزيرة الشيطان كان هناك نوع من التواطؤ.. وفى أرض الخوف، يبدو أن هناك نوعاً من التواطؤ.. وفى جزيرة الشيطان نهضت الدولة المصرية، لتثأر لكرامتها وتفرض هيبتها، بعد أن مرغها الشيطان فى التراب.. والآن ينبغى أن تتحرك الدولة المصرية، لاسترداد هيبتها وكرامتها، كما استردت الأرض.. ولو كان ذلك بالحرب، وتحريك الجيوش!

الأنباء الواردة إلينا تقول إن سيناء، تكاد تتحول إلى إمارة سلفية.. وما حدث لا يمكن السكوت عليه.. غياب منهجى منظم لدور الدولة.. اختفاء كامل للحكومة والشرطة.. ظهور منظم جداً للجماعة السلفية.. مؤتمر مفاجىء لا يضم جميع القوى السياسية.. تجهيز مليشيات مسلحة لحفظ الأمن، وفض المنازعات بالقوة.. بوادر لإمارة سلفية فى سيناء.. ربما لا تكون الإمارة الأخيرة، فى ظل الظروف الأمنية فى البلاد!

والفارق كبير بين دور اللجان الشعبية بعد الثورة، لحماية الأموال والممتلكات، وبين ما تفعله السلفية الآن فى سيناء..  فاللجان الشعبية كانت مصرية، وتعبر عن المصريين جميعاً.. أما ما حدث فى سيناء، فهو لا يبعث على الطمأنينة، وإن كان فى ظاهره لحفظ الأمن المفقود.. فقد شكل السلفيون لجاناً شرعية، لفض المنازعات فى سيناء، واستعانوا بـ٦ آلاف مسلح، لتنفيذ الأحكام بالقوة!

فلماذا سيناء؟.. ولماذا بدأت إمارة «السلفية» من هناك؟.. وهل مكتوب على سيناء، إما أن تكون تحت قيادة إسرائيلية أو سلفية؟.. وهل حررنا سيناء ليستولى عليها فصيل بعينه؟.. وهل هناك علاقة بين حماس، وبين

ما جرى فى سيناء بهذه السرعة؟.. هل هو مخطط قديم، أم هو نتيجة من نتائج الانفلات الأمنى بعد الثورة؟.. ما هو المقصود من تحرك السلفيين هناك تحديداً؟!

إذن نحن أمام إمارة سلفية فى سيناء، يقودها الأمير سليمان أبو أيوب.. لا وجود فيها لمؤسسات الدولة المدنية.. لا شرطة ولا قضاء.. القضاء ذاتى والشرطة ذاتية.. والأحكام بديلة لنظام المجالس العرفية، المتعارف عليها فى سيناء.. حدود الإمارة الجديدة رفح والشيخ زويد والعريش.. لا محافظ ولا رئيس مدينة، ولا رئيس نقطة ولا محكمة.. خلاص يا مجلسنا العسكرى.. راحت سيناء!

أين أجهزة الأمن مما يحدث؟.. كيف حصل هؤلاء على السلاح؟.. يقول المراسلون أيضاً إن شوارع العريش تشهد إطلاق نار كثيفاً، نتيجة مشاجرة بين عائلتين.. وتشهد حالة من الانفلات الأمنى، غير المسبوق، نتيجة قيام العشرات من شباب قبيلة الفواخرية، بإطلاق النار عشوائياً من السيارات، بالقرب من منازل عائلة البيك.. وبحسب شهود عيان، فإن الشباب يحملون زجاجات من المولوتوف، ويطلقون الأعيرة النارية بشكل مكثف، وسط محاولات من مشايخ المساجد، لتهدئتهم عبر الميكروفونات!

وهناك فرق طبعاً بين حالة السلفية، وحالة الفواخرية.. الحالة الأخيرة عارضة، تحدث فى المجتمعات القبلية أحياناً.. أما حالة السلفية فهى منظمة ومستمرة ومرعبة.. لكن الحالتين معاً تعكسان غياب الدولة، وانفلات الأمن.. وتتطلبان حضور الدولة لاسترداد هيبتها فوراً.. فالبديل هو الانتشار السرطانى للإمارات السلفية، فى ربوع مصر كلها!