رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مجلس نواب ثورة .. مش اتحاد كورة!



(لا يوجد دستورياً ما يمنعهم من الترشح للبرلمان، ولا حتى الرئاسة.. هل الهدف هو الحصانة أم الوجاهة؟!)

لا تتعجب ولا تستغرب.. فقط تأمل وفكر واعرف السبب.. فى ماراثون الانتخابات البرلمانية نجوم كورة ونجوم فن ومطربون وراقصات أحياناً.. لا يوجد عالم ولا مخترع، ولا أحد من الثوار، تستطيع ان تقول إنه ثائر.. تبقى ثورة دى ولا انقلاب؟.. فلماذا اصبح البرلمان هيّناً؟.. ولماذا اصبح لاعب الكرة يجرى من الملاعب إلى قبة المجلس؟.. هل هو مجلس نواب أم اتحاد كورة؟.. هل هو برلمان أم نقابة مهن تمثيلية؟!
لا أريد أن يغضب أحد.. هذا الكلام ليس موجهاً للثعلب ولا للصقر.. ليس موجهاً لأبوريدة ولا أبوزيد ولا شوبير.. أيضاً ليس موجهاً للعميد ولا للنقيب.. كما أنه ليس موجهاً للوزير ولا للغفير.. وبالتأكيد ليس موجهاً لمصطفى كامل ولا محمد فريد.. وأيضاً ليس موجهاً لفنانات جمهور الترسو.. هو تشخيص حالة برلمان بعد ثورة.. طمع فيه الطامعون، وشعروا انهم أقرب إلى كرسى البرلمان.. هل الخطأ فى جمهور الناخبين؟!
دعونى أتساءل مجدداً: هل الجمهور عاوز كده؟.. بمعنى هل هؤلاء واثقون من تصويت الجمهور لصالحهم؟.. الغريب أن كل واحد أعلن عن ترشحه، قال هناك ضغوط شعبية للترشح.. ما معنى هذا؟.. هل معناه أن الجمهور عاوز لاعبى كورة بعد فشل السياسيين؟.. هل هو يريد ممثلين ومطربين ومطربات وراقصات؟.. حاجة كده تطرّى الجو مثلاً.. ما تفسيرك لهذه الهجمة، فى غياب الثوار والعلماء والمخترعين والأدباء؟!

هل هو اتحاد كورة؟!
لماذا لم نسمع أن اديباً ترشح لمجلس النواب؟.. لماذا لم يترشح علماء؟.. لماذا امتنع الجادون فعلاً؟.. لا يعنى هذا الكلام أن لاعبى الكرة يهزلون.. لا يعنى أن الممثلين يعبثون.. مهم أن يتواجد الجميع.. لكن ليس بهذه الكثرة.. هل هذه الفئات عندها حل لمعضلات مصر؟.. أم أنهم يفهمون الانتخابات غلط؟.. هل يتخيلون أنه اتحاد كورة؟.. هل يتصورن أنها نقابة مهن تمثيلية؟.. ألا يجدون فرقاً بين الملاعب وقبة البرلمان؟!
فى أى انتخابات سابقة كان المرشحون يصطحبون لاعبى الكورة لحشد الجماهير.. الآن قال لاعبو الكرة: ولماذا لا نترشح إحنا؟.. هل هذا هو التفسير؟.. هل الجماهير تريد النواب لاعبى كرة ومشاهير فن وطرب ورقص؟.. هل عمل السياسى لا يختلف عندهم عن الرقص؟.. ما هو التفسير المنطقى؟.. لماذا يتزاحمون على المجلس؟.. هل الفكرة تكمن فى طلب حصانة البرلمان؟.. أم أنها وجاهة اجتماعية مطلوبة؟!
سيادة المواطن: أنت وحدك من تختار سيادة النائب.. أنت وحدك من تستطيع تحديد ملامح مجلس نواب ثورة؟.. أنت من صنع ثورتين.. لا اقول

لك افعل ولا تفعل.. أطلب منك أن تنتبه.. العالم يراقب اختياراتك.. لا تهمك شهرة ولا عشرة.. لا تهمك بطانية ولا رشوة ولا كيس لحمة.. انتخب لمصر.. لا تعبث ولا تهزر.. لا تتصور أن كلهم واحد.. السياسى ليس طبالاً.. ولا هو راقصة.. ولا حتى لاعب كورة!

على عينى ورأسى!
لاعب الكورة على عينى وراسى.. الممثلون والمطربون والمخرجون على عينى وراسى.. لا يوجد دستورياً ما يمنعهم من الترشح للبرلمان ولا حتى الرياسة.. وإنما الحكاية شىء تانى خالص.. عاوزين مجلس نواب مش اتحاد كورة!.. عاوزين ناس تناقش تشريعات، مش ناس تشتغل أولتراس فى المجلس.. عاوزين ناس فاهمة مش ناس تصفق وترفع إيدها بالموافقة.. عاوزين نقدم صورة برلمان مصر بعد ثورتين!
من حق كل واحد يترشح.. لا خلاف.. الفكرة هنا ماذا يريد أن يفعل؟.. ماذا يقدم لمصر؟.. لا الحكاية شهرة ولا حصانة.. لا هى وجاهة ولا فذلكة.. لا هى مقياس للجماهيرية ولا الشعبية.. هى مهمة إن شئت الدقة.. هل انت على قدر هذه المهمة، فى لحظة تاريخية فاصلة؟.. هل تعتبر نفسك محارباً؟.. هل تعرف أن بلدك فى حالة حرب؟.. هل أنت مستعد للحرب.. فارق كبير بين حالة الحرب وحالة التهريج الموجودة الآن!

آخر كلام!
أخيراً، هذه نكتة ماساوية للتخفيف.. لكنها مؤلمة أيضاً.. كثيرون لا يعرفون قدر المهمة.. بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة، يتقاضى حوالى 35 ألف دولار شهرياً.. كى يقوم بأسهل مهمة فى التاريخ.. وهى أنه يشعر بالقلق.. آخر إحصاء يقول إن «كى مون» أعرب عن قلقه العام الماضى 180 مرة.. بمعدل «قلقة» واحدة كل يومين.. منها 27 «قلقة» عن اليمن وحده.. فعلاً الرجل المناسب فى المكان المناسب!