رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إحنا فى حالة حرب؟.. ولّا لأ؟!

مطلوب الإجابة على السؤال الموجود فى العنوان.. إحنا فى حالة حرب ولّا لأ؟.. ردد على مسامعك السؤال من جديد.. الأول: هل تشعر بهذه الحرب أم لا؟.. هل هناك ما يدل فى الواقع على هذه الحرب؟.. هل هناك إجراءات تُشعرك بهذه الحرب؟.. فى الواقع لا شىء يدل على هذه الحرب، غير عودة الجثامين فى صناديق ملفوفة بعلم مصر.. بعدها خطاب رئاسى ثم تشييع الشهداء، وأخيرًا فاصل من البكاء والنحيب!

لم ينجح أحد فى جعل الحرب واقعًا.. فى شوارعنا نعيش أجواء لا تنبئ عن وجود حرب.. لا تدل على أن مصر تحارب.. كلنا يتحدث عن الإرهاب، وليس طرفًا فى المعادلة.. نحن نتفرج.. نعيش حياة عادية.. لا نشعر بالمرارة ولا الحسرة إلا حين يعود لنا شهيد من على الجبهة.. أين المشكلة؟.. من السبب أننا لا نشعر بالحرب؟.. الإجابة السريعة هى الإعلام.. الإجابة الأدق هى الدولة.. هناك غيوم وضباب فى الأفق!
هناك حرب على الإرهاب فى سيناء، لا يشعر بها غير أبناء المناطق التى تدور فيها رحى الحرب.. فى سائر المناطق والمحافظات لا شىء.. ما معناه؟.. معناه أننا لم ننجح فى تعبئة الرأى العام من جهة.. ولم ننجح فى التعبئة الشعبية من جهة أخرى.. فى الوقت نفسه هناك انفصال عن الواقع.. على المستوى الدولى لا يوجد رابط بين ما يحدث فى سيناء والحرب على داعش.. إلا من بيان هزيل فقط لمجلس الأمن!
عين هنا.. وعين هناك!
الإجابة على الأسئلة السابقة فى غاية الأهمية.. السؤال الذى يتضمنه العنوان  ليس استفهاميًا.. إنه سؤال يدل على الاستنكار للحالة التى نعيشها.. فقد دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، الشعب المصرى إلى اليقظة فى مواجهة المؤامرات التى تدبر ضد البلاد.. فماذا حدث؟.. من الذى تنبه؟.. هل استشعر الناس أننا فى حالة حرب، وأن مصر مستهدفة من الداخل والخارج؟.. الناس لا تشعر ولا تحس!
مهم أن تكون هناك تعبئة عامة.. مهم إرسال رسالة أن مصر كلها جاهزة للحرب.. مهم أيضًا أن تكون هناك إجراءات حرب فى المنافذ لمنع تهريب النقود داخل البلاد.. مهم أن تستيقظ البنوك.. مهم أن تكون هناك إجراءات حكومية تشمل المدارس والجامعات.. حتى يستشعر الكل أن مصر تتحرك لتحمى الوطن.. ما حدث أن الجيش تحمل وحده.. ما حدث أن هناك اتجاهًا بتهدئة الأجواء من أجل المؤتمر الاقتصادى.
بالطبع صانع القرار معذور.. عين فى الجنة وعين فى النار.. إن هو رفع درجات الاستعداد وأعلن الطوارئ يتأثر الاستثمار.. وقد يتعرض المؤتمر الاقتصادى للفشل.. وإن هو ترك الأمور طبيعية نقع فى

المحظور.. لا نشعر برائحة الحرب، إلا حين تعود الجثامين فى صناديق ملفوفة بعلم مصر.. منتهى الشعور بالارتباك.. المثير للقرف أن هناك من يتصرف كأننا فى ظروف عادية.. يقول ماذا فعل السيسى؟!
مجلس الإدانات فقط!
لا يكفى أن يعلن مجلس الأمن إدانة ما حدث فقط.. مجلس الأمن ليس مجلس إدانات والسلام.. هناك إجراءات ينبغى أن يتخذها.. هناك دول راعية للإرهاب.. هناك دول تموله.. أمريكا نفسها ليست جادة فى مكافحة الإرهاب، ولا هى جادة فى الحرب عليه.. التعبير الأصح أنها فى حالة استنزاف لموارد الخليج.. التعبير الأدق أنها فى نزهة.. تلقى القنابل من فوق، ثم تعود قواتها ويعود جنودها للاستجمام.. على حساب الخليج!
الثابت أن البيت الأبيض لا يحارب الإرهاب ولكنه يرعاه.. يرعى الدولة التى تموله.. يعتبر نفسه فى حالة تحالف استراتيجى معها.. فماذا فعل البيت الأبيض لقطر؟.. لماذا فعل مجلس الأمن لتركيا، مع ان أردوجان لا ينكر أنه ينتمى لتنظيم الإخوان السرى؟.. لا شىء فعلته أمريكا ولا شىء فعله البيت الأبيض غير الإدانة.. طيب يا سيدى: متشكرين.. «كتر خيركم».. على طريقة كاتبنا الكبير الأستاذ عباس الطرابيلى!
آخر كلام!
باختصار هناك إجراءات ينبغى اتباعها.. أولها: أن يكون مجلس الحرب فى حالة انعقاد مستمر.. ثانيها: أن تكون العمليات تحت إشراف الرئيس شخصيًا.. وإن تم تعيين الفريق اسامة عسكر.. ثالثها أن يتم إعلان التعبئة العامة فى ربوع مصر.. فلا يصح أن نتابع العمليات أو عودة الجثامين كأننا نتابع أفلامًا بوليسية فقط.. لابد أن نكون فى بؤرة الأحداث.. بلا غموض.. المعركة معركة شعب لا معركة جيش فقط!
(لماذا لا نشعر بالحرب؟.. الإجابة السريعة هى الإعلام.. الإجابة الأدق هى الدولة.. هناك غيوم وضباب فى الأفق!)