عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مشهد الختام لمحاكمة الفرعون!

لا يختلف أحد على أن مشهد البداية، كان الأبرز حتى الآن.. لكن الجمهور ينتظر مشهد الختام، وما تسفر عنه الأحداث الدرامية، فى محاكمة مبارك.. هذا هو ما استقر عليه رأى الجمهور فى الداخل.. وما استقر عليه الرأى العام العالمى أيضاً.. فالجماهير تعرف أن المخرج المصرى، قد استقر فى معظم الأعمال الدرامية، على أن تكون النهاية سعيدة.. وكثيراً ما كانت الرقابة تتدخل، لتغيير مشهد الختام، إلى أفراح وزغاريد.. باعتبار أن الناس مش ناقصة غم.. وهكذا فالعالم كله يعرف النهايات المصرية، والتليفزيون الإسرائيلى يرى أن محاكمة مبارك، ستصبح فيلماً مصريًا رديئاً، إذا لم يعدم، فى نهاية المطاف!

 

السؤال: هل مشهد الختام كما يريده التليفزيون الإسرائيلى، يرضى إسرائيل فعلاً؟.. أم أنه نوع من إثارة البلبلة والتشكيك فى المحاكمة، وتصويرها على أنها تمثيلية؟.. الحقيقة أن إسرائيل التى تحدثت عن الكنز، والحليف الاستراتيجى، لا تريد أبداً أن تعدم مبارك، بقدر ما تثير البلبلة والشكوك، فى الشارع المصرى.. وبقدر ما تريد أن تظل حالة عدم الاستقرار قائمة.. فالثورة تزعج إسرائيل، والديمقراطية تزعج إسرائيل.. والمحاكمة العلنية تزعج إسرائيل.. فلا مجال لديها حتى تتحدث عن واحة الديمقراطية.. ولا مجال لديها لتقول إنها الدولة الوحيدة فى المنطقة، التى تحاكم حكامها.. سواء وهم على كرسى الحكم، أو بعد أن يتركوه!

صحيح كان مشهد البداية لافتاً لأنظار العالم.. فقد جيء بالفرعون إلى القفص.. وهو على سرير طبى، كأن الفرعون فى التابوت.. وصحيح أن المشهد مصرى فرعونى.. إلا أن الجميع يهتم بمشهد الختام.. تقول صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن مشاهد محاكمة مبارك، التى ظهر فيها فى قفص حديدى، وممدداً على سرير المرض، ويحيطه نجلاه علاء وجمال، ووزيره حبيب العادلى، كل ذلك سيعتبر فيلماً مصرياً رديئاً للغاية، تم عرضه على العامة داخل وخارج مصر، إذا لم يحاكم مبارك بعقوبة رادعة تصل إلى الإعدام.. وهو فى تقديرى كلام من وراء قلب وعقل التليفزيون، والصحيفة الإسرائيلية.. إلا إذا كان الهدف الاستفادة الكبرى من الحدث، وهو

إثارة البلبلة والوقيعة.. وهى غاية المراد فى تل أبيب!

المشهد درامى للبعض، خاصة عند جماعة « آسفين يا ريس».. لكنه مفرح للكثير من المصريين.. هكذا رصدت صحيفة إسرائيل الحدث.. لكن وسائل الإعلام هناك، ترى أن العالم أجمع ينتظر بشغف نتائج «محاكمة القرن»، وبخاصة بعدما ركزت جميع وسائل الإعلام المصرية، فى برامجها ومانشتات صحفها، على ضرورة الوصول إلى محاكمة عادلة لـ «فرعون القفص»، الذى تسبب فى قتل المصريين وسرقة أموالهم، ومعاناتهم من الفقر والمرض، والاستبداد طوال سنوات حكمه.. تخيلوا هم يقولون ذلك الآن، بعد أن كانوا يبكون عليه.. السبب أن مبارك انتهى، وأنهم يستفيدون من محاكمته، حتى اللحظة الأخيرة!

الخلاصة أن العبرة بمشهد الختام.. فرح شعبى وزغاريد، وعريس وعروسة.. أم إعدام؟.. هذا ما ينتظره الجميع لفيلم «الفرعون فى القفص».. وقد يكون ذلك رهناً بشهادة المشير حسين طنطاوى، والفريق سامى عنان، واللواء عمر سليمان.. ولا أحد منهم قد يتخلف عن الإدلاء بشهادته.. ولا أحد منهم قد يوجه اتهاماً دون دليل.. وكل ذلك قد يكون حاسماً فى وضع اللمسات الأخيرة لمشهد الختام.. وقد نكون هنا فى حاجة إلى هذه اللحظة حتى يستريح الشهداء.. لكن بأمارة إيه تنتظر إسرائيل إعدام الفرعون؟.. هل لأنها تكرهه، أم لأنها تريد ألا تستقر مصر أبداً؟.. وهو جزء من مخططها الصهيونى طوال الوقت!