رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الثورة والنيل.. كلاهما مصرى!

جمعة مصرية، وثورة مصرية.. فالثورة يعنى مصر.. والنيل أيضاً يعنى مصر.. قامت الشعوب بالثورات، وبقيت الثورة بمعناها الجميل مصرية.. وجاء النيل من أقصى الجنوب الإفريقى، وكأنه جاء لمصر.. ارتبطت الثورة بمصر، وارتبط النيل بمصر.. هكذا كنا فى الماضى.. وها نحن فى الحاضر والمستقبل.. لا هى نرجسية ولا شيء، ولكنها حقيقة ساطعة.. نتحقق منها كل يوم.. وفى كل مليونية!

فالذين خافوا من مليونية أمس، وراهنوا على أنها الأخطر فى حياة الثورة، تصوروا أنها جمعة الدم.. وراحت وزارة الصحة تجهز المستشفيات الميدانية، و40 سيارة إسعاف.. ولم يحدث شيء.. ولم يذهب إلى المستشفيات إلا حالات الإغماء.. بسبب ارتفاع درجة الحرارة والزحام.. هذا كل شيء.. فلا أحد افتعل أزمة، ولا أحد دخل فى معركة.. ولا سالت انهار الدم، كما تصوروا.. وبقيت الثورة مصرية، سلمية نقية بيضاء!

الثورة مصرية والنيل مصرى.. والميدان هو أشهر ميادين العالم.. فهل كان من العقل أو المنطق، أن يهدم أحد هذه القيم الكبرى؟.. لا أحد يفعلها.. ولا أحد يمكن أن يتصور ثورته الرائعة، غير التى صنعها.. وهو لذلك يثور حتى يحافظ عليها.. ويثور حتى يحميها.. فالثورة صاحية والميدان صاحى.. لا أحد ينام.. لأنه الحلم الذى نراه ونحن مستيقظون.. لا أتصور أن مصرياً، يمكن أن يعتدى على أخيه، مهما تباينت المطالب.. ولك أن تذهب إلى هناك لترى الابتسامة تملأ صفحة الوجوه.. ارفع راسك فوق أنت مصرى!

لا خطورة ولا خوف.. الثورة مصرية والنيل مصرى.. جايز هناك حماسة، لكن ليس هناك من يروع شقيقه.. وليس هناك من يهين مصرياً، أو يعتدى عليه.. الذين تحملهم الإسعاف من حالات الإغماءات فقط.. أطباء المستشفى الميدانى، يقولون إن الحالات جميعها ناتجة عن إجهاد حرارى، نظراً لارتفاع درجة الحرارة، ويتوقعون أن يزيد العدد لما يقرب من 1000 حالة، وهناك حالة واحدة فقط

تعرضت لنزيف حاد، نظرا لضعف المناعة لديه، وعدم قدرته على التحمل.. هذه مسالة أخرى، لا علاقة لها بالشغب!

يعرف المصريون أن العالم يراهم.. ويعرفون أنهم ينبغى عليهم، أن يعلموا العالم درساً فى التحضر.. وأن يعلموا العالم، درساً فى الثورات والمظاهرات.. ملايين الثوار فى الميدان، بلا أمن ولا أجهزة شرطية.. الأمن ذاتى والتنظيم ذاتى.. ثم يكنسون الميدان، وينظمون حركة الداخلين والخارجين.. بعيون مفتوحة وقلوب سليمة.. لا يشغلهم غير مصر.. هناك من يقول من الشعوب الأخرى: وهيه مصر دى إيه يعنى؟.. عملت لكم إيه؟.. أنتوا بتشحتوا؟.. نقول لهم: لا يعرف الشوق إلا من يكابده، ولا الصبابة إلا من يعانيها!

جايز أننا كنا نشحت ونتسول.. لكننا نحب مصر.. ونحب بلادنا.. وجايز كانت خيراتنا للحرامية.. لكن جاء اليوم الذى نحاكمهم، ونقتص منهم.. دون أن نهدر كرامتهم، ودون أن نهين إنسانيتهم.. هذه هى ثورتنا، وهذه هى حضارتنا فى القديم والحديث.. وهكذا نستعيد روح الثورة.. نجتمع على كلمة واحدة، فى جمعة وحدة الصف أو لم الشمل.. فى جمعة الاتفاق لا جمعة الشقاق.. لا نهتف لأحد، ولكن نهتف لمصر العظيمة وحدها.. لأن الثورة مصرية.. ولأن النيل مصرى.. ولأن الحضارة هى مصر، أمس واليوم وغداً!