رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فى ثانوية الثورة!

انشغلنا بالدستور والانتخابات، عن امتحانات الثانوية العامة، وانشغلنا بالثورة عن الدراسة من الأساس.. ولم نكن نتصور، أن الأمور قد تهدأ حتى تتم الامتحانات.. ولم نكن نتصور أن المسألة يا دوب غلوة.. 18 يوماً فقط ثم سقط بعدها النظام منهاراً.. لم نكن نحلم بأن العام الدراسى قد ينجح أصلاً.. هناك من توقع إلغاء الدراسة أو تأجيلها.. وهناك من عمل على الاحتمال الآخر.. ومن المؤكد أن وزارة التعليم، قد حسبت حساباً لذلك فى وضع الامتحانات، أو متابعتها أو تصحيحها.. على أى حال لقد مرت الثانوية العامة، كأنها امتحانات عادية!.

وبرغم كل شيء كانت هناك مفاجآت.. وعاد شبح الثانوية العامة.. وعادت الدموع والتشنجات وتقطيع أوراق الإجابة.. والغش طبعاً أصبح لازمة من لزوم الامتحانات.. لكن كان هناك دور وزارة التعليم.. وأظنه هو المقصود بالكلام الآن.. هل ارتفاع نسبة النجاح، يعود إلى فضل للوزارة؟.. هل تحسب للوزارة والوزير، إذا ارتفعت نسبة نجاح ثانوية الثورة؟.. هل مؤشرات النجاح، تعكس تقدماً ما للوزارة فى هذا العام تحديداً؟.. هل حدث نوع من الغزل لطلاب ثانوية الثورة؟!.

كل يوم يعتمد الوزير أحمد جمال الدين، نتيجة تصحيح إحدى المواد.. ثم يعلن النتيجة ليبث فى الطلاب الطمأنينة.. وبالأمس اعتمد الوزير نتيجة العينة العشوائية، من تصحيح أوراق إجابات طلاب المرحلتين الأولى والثانية، فى مادة علم النفس والاجتماع.. وبلغت نسبة النجاح فى المرحلة الثانية 99.4% ، وهى أعلى نسبة نجاح «أولية» حتى الآن هذا العام، وفى المرحلة الأولى بلغت النسبة 95.2%.. وهى نتيجة تبعث على الأمل.. وتكشف أن مؤشرات النجاح ستكون عالية جداً.. فهل يعنى ذلك ارتفاع مستوى التعليم؟.. هذا هو السؤال الأهم!.

ما قيمة أن يحصل الطالب على مجموع 90% ولا يدخل كلية أولى.. وما قيمة أن يدخل الكلية، ولا يصلح لسوق العمل؟.. وما قيمة كل هذا، ثم لا يكون قد حصل على شيء يفيده فى الحياة؟.. هل تعتبر المجاميع المرتفعة فى صالح الوزير؟.. وهل تعنى أنه قدم ما عليه تجاه الطلاب؟.. وهل يعنى ذلك أن التعليم فى مصر يتقدم

مع الثورة؟.. هل اتجاه مصر للتعليم بدأ مع امتحانات الثانوية العامة؟.. وهل كانت سهولة الأسئلة، لأن الطلاب ذاكروا وتفوقوا، امتثالاً للثورة العظيمة؟.. أم كان هناك تهاون يقدر الموقف الصعب؟.. أم كان هناك غزل للثورة، يصل إلى حد النفاق؟!.

أعرف أن الامتحانات فى عهود سابقة كانت تراعى إسعاد الطلاب، ومن قبلهم إسعاد رئيس الجمهورية أولاً.. كان هناك اعتقاد بأن رئيس الجمهورية، يتصور أن النتيجة فى وشه.. وبالتالى كان وزير التعليم يراعى هذه المسألة.. وتحولت الامتحانات والنتيجة، إلى نوع من المخدرات للشعب.. وراح وزراء التعليم يحولونها إلى لعبة سياسية.. تراعى سيناريوهات معينة.. فكان الإخراج الوزارى، يقسم النتيجة إلى صعيدي وبحرى.. وإلى بنات وبنين.. وكان ذلك أيضاً يسعد المجلس القومى للمرأة.. وسوزان مبارك بالطبع.. تصوروا!

هذا ما كان يحدث.. لكن ربما يكون حسين كامل بهاء الدين، صاحب الريادة فى هذا المقام.. فهل ما زالت الحكاية لعبة سياسية؟.. وهل هى مستمرة حتى الآن؟.. وهل يا ترى سيتم تقسيمها إلى طلاب وطالبات.. وليس بمعايير الكفاءة.. سواء كانوا جميعاً من الطلاب أم من الطالبات؟.. متى نسير فى الطريق الصحيح للتعليم؟.. فلا نخشى صراخاً، ولا نخشى تراجع المجاميع.. ثانياً: متى يكون ذلك خطوة فى الطريق إلى البحث، وليس مجرد التلقين، كما كنا قبل الثورة؟.. هل تغير الثورة نظام التعليم؟.. وماذا يقول جمال الدين موسى، وزير تعليم الثورة؟!.