رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إسرائيل تنقذ حسين سالم!

ربما يكون وجه الشبه بين حسين سالم، وسوزان مبارك، كبيراً من زاوية.. كما أنه أيضاً كبير، بينه وبين مبارك، من زاوية أخري.. وعليه فإن حسين سالم يقف في المنتصف، بين مبارك وسوزان بطريقة أو بأخري.. وسأشرح لك الآن حالاً.. فقد يتشابه حسين سالم مع سوزان، في نقطة، وهي أنه لم يقطع وقتاً طويلاً، منذ صدور قرار حبسه، حتي صدور قرار الإفراج عنه.. صحيح أن الطريقة مختلفة، لكنه كان سريع التصرف.. سوزان مثلاً اتخذت قرارها بسرعة.. وتنازلت عن ممتلكات، لا علاقة لها بها في سبيل الحرية، وتمت التسوية.. فلا هي ذهبت إلي سجن القناطر، ولا بورتو القناطر!

أما حسين سالم فقد دفع محاموه الدوليون طبعاً، بضرورة الإفراج عنه نظير أي كفالة.. وقد كان الإفراج.. فعلاً.. وسمعنا عن أكبر كفالة حتي الآن، وقدرها 27 مليون يورو لحالته الصحية.. وهي كفالة لم يصل إليها القضاء المصري حتي الآن.. خاصة أن هذا الرقم بالجنيه المصري كبير جداً.. معرفش كام.. لأن أقصي رقم أعرفه هو مرتبي.. وخرج حسين سالم إلي المستشفي.. وضاعت فرحتنا بالقبض عليه وسقوطه.. في الوقت الذي كان الإعلام الإسرائيلي، يري أن سقوط حسين سالم، أقوي ضربة لمبارك!

وبالتالي يتشابه حسين سالم مع سوزان، في سرعة تجاوز لحظة السجن.. وصولاً إلي الحرية.. ويتشابه مع مبارك في أنه يعرف طريقه إلي المستشفي، ولو كان في إسبانيا.. وهي نصف حرية.. المستشفي أرحم وأهون من عذاب السجن.. فقد كان لاصطياد حسين سالم أثر معنوي، تصورنا أنه قد يكون مؤشراً علي قرب سقوط جماعة الهاربين.. ولم يكن غريباً أن يتحدث الإعلام عن تنفيذ عملية "الصيد الثمين" .. وربما كان السبب هو علاقته بالرئيس السابق.. وهو ما كان يضع مبارك في موقف أكثر حرجاً، نظراً للاتهامات الموجهة ضده، سواء في قضايا فساد مالي، أو إهدار أموال الدولة، والاشتراك في تصدير الغاز لإسرائيل!

لم نكد نفرح بقرار القبض علي حسين سالم.. بل لم نكد نتثبت من مصداقية القرار.. حتي قرر القاضي الأسباني"بابلو روز"، الإفراج عن رجل الأعمال الهارب، بكفالة

مالية قدرها 27 مليون يورو، مقسمة إلي 12 مليون يورو، عن الجرائم المنسوبة إليه، بارتكاب عمليات غسيل أموال، من دول أخري إلي مدريد، و15 مليون يورو أخري، عن التهم المطلوب علي ذمتها في مصر.. وخرج سالم بأغلي كفالة.. فهل نطبق هذه الكفالات في مصر، خاصة عندما يكون المطلوب لصاً من الوزن الثقيل؟.. أعتقد أنهم سيدفعون.. لأنها تصبح كفالات، أقرب لما فعلته سوزان مبارك فيما لا تملكه!

والغريب أنه قيل إن سبب إطلاق سراح سالم، كان مراعاة لكبر سنه، وظروفه الصحية، خاصة بعد دخوله أحد مستشفيات مدريد مساء الجمعة.. لاحظوا مسألة كبر السن.. ويمكن أن يكون هناك تشابه، بين مبارك وسالم من هذه الناحية أيضاً.. طبعاً الإفراج لا يعني البراءة.. وإنما يعني أن هناك قضية متداولة في المحاكم.. لكنها أفضل ألف مرة من سجن طرة.. وسجن مدريد حتي غير سجن طرة.. ومستشفي مدريد غير مستشفي طرة.. وحسين سالم هنا كانت إيده طايلة.. وفي مدريد إيده برضه طايلة.. فقط فتشوا عن الجهة التي وراء سالم، نحو إطلاق سراحه.. لا أستبعد أن تكون إسرائيل!

عندي سؤالان.. الأول: هل يمكن استرداد حسين سالم من إسبانيا؟، ومحاكمته أمام محكمة الجنايات في القاهرة؟.. الثاني: لماذا تنزل الأمراض علي هؤلاء الرجال في هذه اللحظات؟.. كان للحكم له أبهته وعافيته.. وحين ذهب الحكم ذهب كل شيء.. وذهبت الصحة!