رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

القيمة المعنوية لقرار الوزير!

يلعب القذافي الشطرنج، أو يغور في ستين داهية.. غداً سيرحل.. أو يضرب بشار الأسد شعبه بالطائرات، أيضاً سيرحل هو الآخر، فالقذافي يتسلي بالشطرنج، كما قيل إننا نتسلي في التحرير.. والأسد يتسلي بإعلان الحرب علي السوريين.. لست مشغولاً بشيء من هذا، وإن كان بعضها لا يجعلني أنام.. لكنني مشغول بقضية من توابع الثورة، لا تقل أهمية.. وهي توزيع مخصصات رئاسة الجمهورية!

وقبل أن أدخل في الموضوع، أشير إلي أن مخصصات الرئاسة، كانت من المحرمات.. قبل الثورة.. والآن لم يعد هناك شيء من المحرمات.. فمن حق الشعب أن يعرف كل شيء.. وأن يراقب الإنفاق.. وأن يعرف حجم مخصصات رئاسة الجمهورية بالمليم.. وأن يعرف مصادرها.. وأن يعرف مثلاً أين كانت تذهب عائدات قناة السويس؟.. وما إذا كانت تذهب إلي جيب الرئيس؟!

المثير في الحكاية أن موظفي أكاديمية البحث العلمي، قد أعلنوا غضبهم، بسبب عدم صرف مرتبات الشهر الماضي.. ولم يكن هناك حل غير مخصصات رئاسة الجمهورية.. وهنا تدخل وزير المالية.. وأصدر قراراً لأول مرة، بالتصرف من هذا الباب، لسد العجز في الموازنة.. وانتهت المشكلة.. وبدأت أكاديمية البحث العلمي صرف مرتبات شهر يونيو، لنحو 3  آلاف موظف بالأكاديمية!

وأظن أن قرار وزير المالية، من أهم القرارات الثورية.. وهو يعكس بعداً معنوياً، أكثر منه يحقق بعداً مادياً.. فالثورة حين تخضع مخصصات الرئاسة، لتصرف وزير المالية.. ثم يكون الشعب علي علم بكل مليم، فهذا هو الذي يجعل قيمة للخبر.. فتنشره الصحف بالبنط العريض.. وفي صدر صفحاتها الأولي.. وربما لهذا السبب يتقدم الخبر، علي غيره من الأخبار اليومية محلياً وعربياً!

فمن منا كان يعرف حجم الإنفاق في مؤسسة

الرئاسة؟.. ومن منا كان يعرف مصادر ميزانية الرئاسة؟.. ومن منا كان يتناولها، تصريحاً أو تلميحاً؟.. لا أحد كان يعرف أي شيء.. لا الميزانية ولا مصادرها.. ولا أحد كان يكتب عنها ولا يقترب منها.. من هنا كانت الأهمية.. ومن هنا كانت وجاهة القرار.. مع أننا من أول يوم قلنا اصرفوا من ميزانية الرئاسة.. حيث لا مؤسسة ولا رئيس!

عقبال عند العرب، حين لا يكون علي كرسي الحكم، أسد ولا عقيد ولا شاويش.. وعقبال عندكم حين تعرفون ميزانية الرئاسة، وحين تراقبونها، وحين تصرفون منها علي أبواب أخري.. وحين لا يكون هناك أسد يحول وطنه إلي غابة.. وحين لا يكون هناك عقيد، يحول وطنه إلي معسكر.. وحين تؤول مخصصات الرئاسة إلي الشعب.. واللي يعوزه الشعب يحرم علي الرئيس!

الثورة غيرتنا.. الشعب لم يعد خارج اللعبة.. الشعب يريد أن يعرف، وأن يحاسب وأن يراقب.. والحكومة تعرف اتجاه البوصلة.. هكذا أصبحت الحكومة، وهكذا تحولت من حكومة تشخط وتنطر، إلي حكومة تقول: تحت أمرك.. وهي إما أن تكون خادمة فعلاً، وإما أن تعود الجماهير إلي ميدان التحرير!